الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-04

حتى تهون علينا المصائب – بقلم: د.عبدالغني حمدو


بعد أن اتضح لغالبية الناس و في داخلها طبيعة العصابات التي تحكم سوريا، وأنها لاتراعي في عملها ولا في داخلها أي شعور ينتمي للإنسانية، فقط عصابات مجرمة تحكم سوريا منذ عشرات السنين، إن أكبر المصائب أن تبق هذه العصابات على رأس السلطة الحاكمة في سوريا، وكل مصائب الدنيا تهون في مقابل سحق هذه العصابات المجرمة.

فالشعب السوري مخير بين موقفين لاثالث لهما :


الموقف الأول: تبرئة هذه العصابات من كل جرائمها والرضوخ لها، واستمرار وجودها، والهتاف لها في أنها الأمثل والأفضل، والخلود لقائدها، كما حصل للفاطس الآخر بعد مجازره في سورية كلها ومنها مجزرة حماه، ليخرج بعدها القائد الخالد، ويستمر حكمه وهو فاطس، وقد كان البعض على الأقل يستحي من جرائمه العلنية، أما بعد الثورة فلن يردعه رادع، وكل شخص هو متهم في سوريا من قبلهم.

الموقف الثاني: هو القناعة التامة والاعتقاد المطلق بأن هذه الثورة لن يقف في سبيل وصولها القمة والجلوس عليها، أي قوة بشرية مهما كانت قوية ولو وقف العالم كله ضد هذه الثورة، فالثورة السورية ليست فقط ضد حاكم فقط، وهي ليست ضد عصابة فقط، هي ثورة من أجل الكرامة البشرية أولاً، ففي سورية الكرامة كلها مداسة تحت أقدام هذه العصابات  ماقبل الثورة ، وهي ثورة ضد الفساد، وثورة ضد الاحتلال الإيراني، وضد الطائفية والعرقية ثانياً, وهي باختصار : ثورة على كل السائد من مفاسد واحتلال وإهدار لكرامة الانسان، وفوق كل هذا إحلال الحلال وتحريم الحرام، وتسليم امور أولياء الناس لخيار الأمة وليس لمجرميها ومفسديها.

إن عاصمة ثورتنا حمص الأبية اختارت هذا الموقف، وعيت معنى الثورة، وشعار أخيارها شيباً وشباباً بنين وبنات (ندفن شهداءنا والدعاء لهم بالرحمة وجنان الخلد، ومداواة جرحانا والدعاء لهم بالشفاء العاجل، ولا يهمنا الحرمان والجوع والعطش، والعودة لعصور ماقبل التاريخ، وندافع عن أنفسنا ونقاتل عدونا حتى يتحقق النصر )
وهذا حال المناطق الثائرة في سورية كلها
وبالتالي فإن معارك التحرير عبر التاريخ الانساني كله تحمل تلك المصائب، فالشعب الذي يريد التحرر، لابد له من أن يجد المحتل يدافع بكل مايملك من قوة حتى يبقى محتلاً للمكان الذي هو فيه.

فكل الذي يمكننا فعله هو الاستمرار في ثورتنا، واستخدام كل وسائل القتال والدفاع والهجوم على هذه العصابات، وسيتم النصر بعدها بعون الله تعالى.

هي الحرب بين الخير والشر، وهي المعركة الحاسمة، ومصائبنا الكثيرة هي من أجل وقف المصائب بعدها، فكل مجرمي البشرية، عندما يجدون الطريق أمامهم ميسراً لاتردعه جريمة إلا بجريمة أبشع منها، ويستطيب المجرم أفعاله، حتى يأتي وقت يجد نفسه أمام قوة تفنيه، وثورتنا هي القوة الفانية لهؤلاء المجرمين.

وسيكون عزاء شهدائنا في سورية كلها بسحق هؤلاء المجرمين، رحم الله موتانا وقتلانا ونرجو من الله الشفاء العاجل لجرحانا، فيا أهلنا في حمص إن جرائم هؤلاء هي جرائم الجبناء، أرادوا قتل شعب أعزل لخوفهم من رجالك الأحرار الذين يدافعون عن الوطن كله والنصر قادم ويحملون راياته، وتعجز الكلمات كلها عن التعبير عن أصالتكم وصبركم وشجاعتكم.
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق