الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-02-02

جحر الأفاعي – بقلم: عز الدين سالم


  من لمحة تاريخية حول اللاعبين الفاعلين في سـياسـة الشـرق الأوسـط  من المحيط الإقليمي إلى  الحلقة الأوسع من المجتمع الدولي  والدول الستة أو السـبع كما يسـمونها أو الدول التي تتحكم في مصير الأمم في بقية العالم  والشـعوب الأخرى بل جل ما تبحث عـنه مصـلحة  مافيات اقتـصادية وماصونية عالمية  تسّـير هذه المافيات بالسيطرة على سـوق المال  والاتصالات والإعلام  ولكن هنا تتفاوت هذه المافيات الممثلة بالدول بالتعامل حسـب طبيعتها البيئية ومستـوى حضارتها وتعود المسألة إلى  النسبيات فلو ضربنا مثل حصل بعد سقوط ألمانيا النازية وتداعى الرايخ الألماني  وسيطرت روسيا على ما يسمى في ذلك الوقت ألمانيا الشـرقية وأوربا وأمريكا على ألمانيا الغربية  كان العلماء الألمان يفرون من الجيش الروسـي إلى جهة الجيش الأمريكي ليس لأنه الأقـوى أو كونه أوربي لا بل كما


 يقولون ( الاستعمار هو الاستعمار ولكن الروس يملكون الهمجية ودمويين أما الأمريكيين فينحدرون من مجتمع أوربي متحضر ) وهذا صحيح  إذا ألقينا  نظرة تاريخية على الدول التي  كانت تحت سـيطرة المعسـكر الشـرقي  الشـيوعي وما اتسـمت بالفقر والقمع والهمجية وكما رأينا في دول البلقان وفي كوسوفو وكيف كان الموقف الروسي يؤيد  قتل المسلمين ويمد الصرب بالسـلاح حتى تدخل المجتمع الدولي وبدون موافقة روسـيا ذات التاريخ الأسود  في حقوق الإنسان وهنا لا يعتقد أحد أني  أدافع عن أمريكا وأوربا  وأعتقد أنهم ملائكة لا بل أقيّم طرق التعامل في هذا المجتمع الدولي  وثلة من الأفاعي  وما تحكمه هو المصالح  ولكن يختلف أسلوب التعامل   حسب الحضارة  ورقي المجتمعات ونظرتهم لحقوق الإنسان  وهذه المفاضلة كي نفهم المواقف في رؤى الدول حول ما يجري على السـاحة السـورية وفي مجلس الأمن   ومن يقف مع النظام السـوري ومن يقف ضده  بغض النظر عن المصالح  فالكل مجتمعون على جشع  المصالح  ولكن مختلفون بالأخلاق  فالصين وروسـيا دول لا تعرف الديمقراطية ولديها مخزون كبير من مخلفات فكرية شيوعية وقامت ولا تزال تمارس العنف والقمع داخل مجتمعاتها  ولا يختلف اثنان على  لعبة القط والفأر الذي يلعبها  فلاديمير بوتين  وتابعه للالتفاف على يسمونه ديمقراطية في روسـيا  أما الصين فهي أدهى وأمر فهي من قتلت النخبة ودهسـتهم بالدبابات  وأعني بالنخبة طلاب الجامعات وهم يشكلون النواة الحقيقية  للحراك الشعبي في كل المجتمعات  ويكون العمال لهم الرديف ولكن هذه الطبقة المثقفة هي الأوعى والأقدر على  تشكيل بنية المجتمع فهل يسـتوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون  هذا قول كريم من الله سبحانه  وعذرا على الإطالة وهنا نميز ونقسم المعارضة السـورية حسب ثقافتها وموروث حضارتها الفكرية ونظرتها إلى ما يجري في سـورية  فهيئة التنسـيق ترى أن المعارضة يجب أن تتسـول حق الشـعب السـوري من روسـيا التي تملك زمام الأمور  والمجلس الوطني يسـبح في فلك الغرب وأمريكا  ومما سبق أجد أن الشـعب السـوري الذي يدفع الثمن على الأرض غير آبه بكل أطراف المعارضة  ومن يسمون أنفسـهم معارضة الداخل ورئيسـهم هيثم مناع أين عاش هل في درعا موطنه الأصلي أم في باريس  وحسن عبد العظيم الذي يرى في روسـيا المخلص والمنقذ وهو الشيوعي وما يحمله من فكر تداعى وسـقط تاريخيا وأعني الحزب الشيوعي وما زالوا هم متمسـكين به  وبقية الأحزاب و أحب أن أسـميها المتسلقين على سـلم السـلطة من أحزاب الجبهة التقدمية  التي تشـارك النظام السـوري ليس في الحكم لأن النظام السـوري حتى حزب البعث الحاكم قد أقصاه وهمشه وجعله مطية يمتطيه ليحقق أهداف الأسرة وليس الطائفة التي حاول جاهدا أن يصور نـفسـه مدافعا عن حقوقها وحقوق الأقليات بكذبة العلمانية التي أطلقها هو ووالده  فكيف يسـتوي الأمر  في علمانية مزعومة وحكم إسلامي في إيران الحليف الأساس لهذا النظام  مع تحفظي على عبارة إسلامي  لأنهم فرس ولا علاقة لإيران أو الساسة الإيرانيين بالإسلام وخاصة  راس الأفعى علي خامنئي  ومن زحمة  صراع الأفاعي يولد القتل اليومي  في سـورية والجميع يتاجرون بالدم السـوري  والكل يغني على ليلاه فلو كانت أمريكا جادة أو استشعرت روسـيا أن الغرب جاد في مساعدة الشـعب السـوري لما تجرأت أن تنتحر  والنظام الروسـي يعاني من شبه ثورة داخلية على نظام حكمه وهذا أحد الأسـباب التي تدعو روسـيا إلى دعم النظام السوري المجرم  فلروسـيا مصالح كبيرة مع أوربا وكذلك الصين  ومعهم دول الخليج بتصريح فعلي وحقيقي من المملكة السعودية والتلويح  بطرد العمالة الهندية  أو قطع  التعامل مع الصين سيهرولون لان الصين تقع في مأزق كبير وقد بدأ وهي تستشعر ذلك من البضائع المكدسـة لديها فلن تسـتطيع روسـيا وإيران من مواجهة المجتمع  وخاصة الهند أما فنزويلا وكوريا هؤلاء فتات لا ينظر إليهم بميزان القوى الدولية  ولهذا أقول يجب السـير وراء المجلس الوطني السـوري رغم ضعفه وإرغامه على تنفيذ ما يطلب منه وليس العكس  وتبقى القوة الحقيقية ممثلة في الحراك الشـعبي في الداخل  ويجب لفظ شركاء النظام وإبعادهم في الوقت الحاضر عن المشهد السـياسي لأنهم يخربون كل جهد كما فعلوا بشـكر روسـيا على الفيتو وسيفعلون مجددا إن حصل وهذا ليس الإقصاء الذي يصورونه لأن في زمن الثورة لا وجود للديمقراطية مع وجود شـق عسـكري ممثلا بالجيش الحر أو الجيش السوري لأن باقي الجيش مع النظام هو عصابات وليس هو الجيش السـوري  فالديمقراطية هي لعبة السـياسة وهي تأتي نتيجة نجاح الثورة أو ما بعد الثورة  حيث يكون الجيش بعيد عن هذه اللعبة  لأن السـياسة هي من تقوي الجيش والجيش من يحمي الدولة  ولا يصنع القرار فيها  وفي هذه المرحلة الحرجة من صراع الأفاعي في المحيط الإقليمي والدولي وفي الداخل السوري  يجب أن يتلاحم الشعب بجميع أطيافه والقرار الكردي بداية جيدة لذلك  كما يجب عل الفئة الصامتة المتربصة بمؤشرات الفوز لتقـفـز إلى عربة المنتصر أن تحدد موقفها من الآن وإلا لن يكون لها  في مستقبل  القريب في التمثيل السـياسي حيث ليس من المعقول أن تعطى هذه الفئة  ما دفع الشـعب من دمائه وهي تقف متفرجة على القتل وهي صامتة فالصمت يعني الموافقة على ما يفعله المجرمون  ومن المواقف المبدئية لروسـيا سيكون مجلس الأمن فشـل في إعطاء الشـعب السـوري حقه أما بفشل كامل أو بقرار هزيل يشـبه الفشل فلا أحد يريد إعطاء مخرج آمن للقتلة كما حصل في اليمن وكما ستتوافق عليه روسيا في نهاية المطاف  ولا يجب التعويل على المجتمع الدولي كما لا يجب إهماله فنحن نعيش ضمن هذا المجتمع ومن يدخل المعترك السـياسي هو كمن يدخل جحر الأفاعي  والسياسي المحنك من يستطيع انتزاع أكبر مكسب لشعبه والأمور جميعها تخضع لقانون النسبية  ويبقى اينشتاين  هو المنتصر الوحيد في اللعبة وشيطان اللعبة الماصونية العالمية  ولن نكون مسيطرين على اللعبة إلا بالقوة والعلم والتقدم الحضاري مع الرجوع إلى الله بصحوة حقيقية وليس بفهم رجال دين أودوا بالمجتمع الإسلامي إلى الحضيض وأقولها بكل صراحة  وهذا ما أستمده من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تركت فيكم كتاب الله وسـنتي إن تمسكتم بها لن تضلوا أبدا  ) ولطالما ضللنا الطريق إذا وقعت حتمية أن فهمنا للدين هو مغلوط  ولا نعيب على احد في هذا فالعيب فينا  وهذا ليس بحثنا الآن ولكن المهم كيف نتصرف في جحر الأفاعي وننتزع الحق للشـعب السـوري بأقل الخسـائر فالنظام ساقط لا محالة إن شـاء الله ولكن  الزمن والكلفة هي التي تتغير بالمواقف الدولية  فيجب علينا أن نضرب بيد من حديد على أيدي من يسبحون في فلك إيران وروسيا حتى لا نقع في مجتمع همجي ونعيد الكرة في مستبدين جدد أو استعمار بشكل آخر  وغدا لناظره قريب  والله معنا والنصر لشعبنا البطل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق