أيها
الإخوة الكرام، في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وحياكم
الله تعالى، وبارك فيكم، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا
ومنكم، وأن يعيده علينا باليمن والإيمان، والفرحة والرضوان، وقد رفعت الغمة عن
الأمة، وأشرقت الأرض بنور ربها، أمناً وأماناً، وإيماناً وصلاحاً، وحرية وعدلاً.
أيها
الإخوة، أيتها الأخوات، من نافلة القول تذكير إخواننا في كل مكان، بشعب سورية
البطل المصابر المجاهد المرابط، وما يقع
عليه من ظلم وجور، ونكبات ومصائب، من قتل وتدمير وتخريب وإفساد لكل شيء، على يد
عصابة مجرمة، لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة، تسلطت على رقاب هذا الشعب الأبي.
نذكركم بواجب المناصرة والإسناد، نذكركم بفريضة
الوقت التي تلزمنا أن نكون مع الدماء التي تراق ظلماً، ومع الأعراض التي تنتهك،
مما يشيب لهوله الولدان، ومع المعتقلين الأحرار الذين يسامون سوء العذاب، بوحشية
ما عرف التاريخ لها مثيلاً.
نذكركم
باليتامى، والمشردين والنازحين، داخل سورية وخارجها، فالوضع لا يحتاج إلى كثير
بيان، لأنه صار معلوماً للقاصي والداني، والقريب والبعيد، والكبير والصغير،
والصديق والعدو، لنثير في نفوس إخواننا معاني المؤازرة والتعاون على البر والتقوى،
كما أمرنا الله بذلك ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
تذكر
وأنت في بيتك إخوانك الذين في العراء.
تذكر
وأنت آمن تهنأ بالعيد، إخوانك الذين ترمى عليهم براميل المتفجرات، فتأتي على
الأخضر واليابس.
يا زائر
المقابر، لا تنس أن شعب سورية قدم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد، ومئات الألوف من
الجرحى.
يا أخي
لا يفوتنك أن تقوم بواجب الإسناد، لتقف إلى جانب من ألقيت عليهم أسلحة الكيماوي،
فقضى من الأطفال نحو ألف، وغيرهم ألوف مؤلفة، قضوا بنفس السلاح.
تذكر في
يوم العيد تخاذل العالم، وتمطيطه للحدث، وكل ذلك على حساب الدم السوري والشعب
السوري، والأرض السورية، والبنية التحتية
والعلوية، فالنظام المجرم أتى على كل شيء.
نذكركم
إخواني، أن من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، والمسلم ينصر أخاه، ولا يجوز
له أن يسلمه، أو يخذله، أو يتخلى عنه، في ساعة العسرة.
الشعب
السوري، يحمل أمانة قضية، ومشروع كرامة، ومنهاج عدل، ولم يقم بثورته، أشراً ولا
بطراً، ولا نزهة في عالم المعارضة، وإنما ليحقق برنامج مستقبل كان ضائعاً ومضيعاً،
في العدل والحرية وحقوق الإنسان.
الله
....الله....في إخوانكم في سورية، لا تنسوهم في هذه الأيام المباركات من دعوة
صالحة، فدعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة.
إخواني
الكرم، قدمتم الكثير، وما قصرتم، وجزاكم الله خيراً، وشكراً لكم على ما بذلتم (
ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله)....لكن المصاب كبير، والخطب جسيم، والأمر جلل،
وفهمكم كفاية.
والحمد
لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق