صورة أولى تختلط فيها الألوان واختلا ط الألوان فيها تعبر عن أزمة أو قل أزمات كبيرة وقعت على من تمثله تلك الصورة
فالنظام الذي حكم سوريا منذ أربعة قرون , والذي
أرعب الناس وجعل منهم المنافق والخائن والعميل والمجرم والفاسد , ومن قال من
البقية ..لا... كان مصيره العدم
والصورة الثانية
الناس طوعى والخرفان كثيرة ...يسمن بعضها ومن ثم
يذبح ...ولا حاجة لخروف العيد فالأعياد كثيرة والنحر شغال ..وأصحاب الخرفان نسوا خرفانهم
طعاماً للذئاب
هم لم ينسوا ولكن تناسوا لعل النحر لن يصل
إليهم يوماً ما ...وفوق كل هذا !!!
لاينام من غربان الليل خوفاً
كان اللون واحداً في الصورة الأولى إلا من وجود
نقاط حمر... عندما يصل الشك لعناصر كونت تلك الصورة
وجاءت الثورة ولخبطت ألوان الصورة
وصارت الصورة تعبر عن أشرس أزمة تعرض لها من تمثله
وفي الطرف الاخر , صورة اخرى سوداء قاتمة لالون
فيها لتعبر عن معنى الحياة فيها
ولكن ماكادت أنامل أطفال من درعا تخط كلمات على
جدران مدرستهم إلا والصورة بدأت تتغير معالمها
بقع بيضاء وخضر وأصبح الأساس فيها أخضر ...
ألوان الطيف كلها نشأت فوقها فأعطتها جمال الكون
كله
في الليل أشعة النجوم تلفحها , وفي النهار أطياف
نور الشمس من وردة تكللت بقطرات الندى تنتثر
فالصورة الحقيقية للشعب السوري أنه خرج من نفق مظلم
إلى النور ,ومن العبودية والخنوع إلى الحرية التي يسعى لانتزاعها بعد أن كان يعيش
في ظلام القهر والذل والتشرد والظلم
مطأطأً الرأس يقدم كل الشكر لمن قام بالذبح والظلم
فأصحاب الصورة الأولى خسروا كل شيء , خسروا الفوقية
التي كانوا يعيشونها , وخسروا الطاعة العمياء وخسروا كل الذي بنوه في غفلة من
أصحاب الصورة الثانية
المتتبع لأحداث تشير إلى أن الصورة الأولى ساقطة
حتماً والمدافعين عنها يسقطون قتلى وجرحى , ولا أمل لهم في المستقبل
أصحاب الصورة الثانية تمثل شعباً ثار ضد الطغيان ,
وشعب تعرض لظلم عبر عشرات السنين , ومسيرة التاريخ كله.... تؤكد أن عمر الصورة
الأولى الافتراضي قد انتهى , فالذي يدافع
عن الصورة الثانية مصيره القتل أو التشرد او التدمير
بينما الصورة الثانية غرسة جديدة جذرها في أعماق
الأرض وتسقى وتطعم من خير مافيها
الألم يصيب الاثنين ولكن
الاول يألم ولا أمل له في المستقبل وهو يفعل ذلك
ليموت, بينما الثاني يألم ولكن ألمه من أجل الحياة
فالثاني يقول : كل عام وأنتم بخير
والأول يقول لعلنا نبقى يوماً أو بعض يوم...
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق