كلمات عن الحب والحياة - د. عبد الغني حمدو

سألتني امرأة مرة أو قل سألتني أخريات

عندما وجدوني كأنني فاقد الاحساس

تسمع عن موت أحدهم ....أكان قريباً أو بعيد

فلا ملامح تظهر على وجهك وعيناك مصنوعتان من جماد

وتسمع موسيقى ففرحها كحزنها لاأثر لها عندك على أي إحساس

قل لي بربك هل أحببت يوماً كائناً من كان ؟

فقلت لها :

كنت في بطن أمي ورفضت النزول أياماً كما روت لي هي ذلك

وعندما قذفتني للخارج بشروها بغلام

فقالت خذوه عني  وقبل أن تنهي نبرتها كنت بعيداً عنها أمتار

بشوطة  قوية من قدمها ...وما زلت أعاني منها حتى الآن

فجاوبتها بنبرة صوت  مختنقة

وهل تعرفين معنى الحب ياوداد ؟؟؟

قالت هو الحياة كلها

قلت لها نعم هو الحياة ولكن هل يمكنك أن تقولي لي مامعنى الحياة ؟

قالت عن معنى الحياة ...أن أمتلك معنى سعادتي وأرفض معنى تعاستي

معنى ذلك أن ضميرك موجود , ويجد له مجالاً لينمو في المحيط الذي يحيا فيه

قالت هذا بالضبط ماعنيت

كنت أحلم في مقتبل العمر أنا وحبيبتي

في بيت يضمنا وفي وطن يرعى مصالحنا وفي أناس يتعاملون معنا بضمير

وأسرة تنشأ بيننا وربيع يحيط بنا

فكانت النتيجة عكس أحلامنا

كنا نتغنى مع صوت عصافير الصباح كفيروز (اطلعنا عالضيعه بكير والدنيا ارفوف اعصافير)

كنا نصف بعضنا وصفاً حتى نزار الشاعر لايصل لطرف من عطائنا

نتمايل مع النسمات كتمايل شال من الحرير أزرق اللون على كتفي امرأة تسير على شاطيء البحر في أيام الصيف الجميل

تعالي ياحبيبتي لنصنع العجائب ونسافر في الحقول وبين أزهار الاقحوان وشقائق النعمان , والفراشات الصفراء والحمراء تطير معنا

عندما صحونا من أحلامنا

فلا مروج خضراء تجمعنا ولا نسمات بحر ترطب وجوهنا في أيام الصيف

ولا جداول ماء كانت لنا حلمنا

ومع هذا كله وفوقه وتحته لم نجد وطناً يضمنا

حبي عندما أمسك يد حبيبتي ونمشي في الشارع أو على حواف الجداول أو في الأزقة والطرقات أو أمام زوج من الحمام الزاجل أن يحسدنا على حبنا

أين يعيش الحب في وطن حتى الحجارة فيه تراقبك لهفوة ترتكبها أو لكلمة تخرج من بين شفتيك أو حتى همسة بداخلك لتنهال على رأسك فتقضي عليك

نادينا بثورة على القديم والحاضر , وأن نجعل من الأحجار القاتلة  بناءاً للمساكن والمعامل

وأن يكون الزهر في الأماكن هواً لكل محب وعاشق , وأن تتحول الذئاب إلى منزوعة الأنياب والمخالب

وأن نرسم البسمة على الوجوه

ولكن الذئاب كثرت أعدادها وتربصت على الطرقات والأزقة والمفارق وفي البيوت والحقول وفي كل جانب

الذئاب لاتقتل بعضها ولكن الحجارة عندنا تحولت لذئاب متعددة من فصائل متفرقة أصابتها طفرات وطفرات بحيث انقلبت على بعضها فهي عدوة لنفسها وللآخرين , فلن تجدين إلا قطع لحم المحبين ودماؤهم منثورة في كل جانب

الحب عندنا جنس عابر يمارس و منزوعاً عنه المشاعر

في أوطاننا ياحبيبتي لايوجد حب لأنه لامعنى فيها للحياة

وبالتالي فقد غاب فيها الإنسان وحل محله مخلوق غريب

فشكله شكل إنسان ولكنه أداة قتل وتدمير وتخريب بيد من يحيا ......حياة الحب ويعرف معنى الحياة

د.عبدالغني حمدو