لأنه ببساطة لكل ذي بصيرة :
النتيجة النهائية للحرب .. كانت هزيمة ساحقة
للجيشين السوري والمصري !!!
بالرغم من حصول إنتصار ساحق في الشوط الأول !!!
ففي الجبهة السورية استولى اليهود على أكثر من 30
قرية ...
أما الجبهة المصرية فاجتاز اليهود القناة ..عبر
ثغرة الدفرسوار .. ووصلوا إلى النقطة 101 كم عن القاهرة !!!
ولولا صدور قرار مجلس الأمن رقم 338 بناء :
على استغاثات من حافظ الأسد والسادات لمجلس الأمن
..
لوصل اليهود إلى القاهرة .. وكذلك إلى دمشق !!!
كان الهدف الحقيقي ..الباطني من هذه الحرب
التهريجية !!!
هو:
إقناع دهماء الناس .. ورعاعهم ..وغوغائيهم .. بأنه
لا يمكن التغلب على اليهود ..
فهاهي ثلاثة حروب معهم باءت بالفشل !!!
وأن الحل الأمثل .. والأفضل هو :
التعايش معهم .. والإعتراف بوجودهم .. سواء بالظاهر
كما حصل في مصر .. أو بالباطن كما حصل في سورية !!!
ولذلك كانت زيارة السادات لإسرائيل في 20/11/1977
..
وبعدها تمت إتفاقية كامب ديفيد والإعتراف بإسرائيل
!!!
هذا في مصر !!!
أما في سورية ...فسكتت المدافع على الجبهة عملياً
.. وميدانياً..
وكان الإعتراف بإسرائيل واقعياً .. باطنيا .. مع
تهريج .. وضجيج إعلامي .. وجعجعة فارغة .. بأن الحرب مستمرة .. وكلمات داعرة ..
عاهرة .. مزيفة ..
الصمود .. والمقاومة .. والتصدي ..
كانت تستخدم هذه الكلمات الخبيثة .. العفنة !!!
لخنق الشعب .. وتبرير كل ظلم .. واضطهاد .. وسجن ..
واعتقال !!!
لذلك :
كانت الحالة في سورية أسوأ بمليون مرة .. مما هي
عليه في مصر !!!!
لكن – للأسف - يلتبس على بعض الطيبين .. البسطاء ..
المخدوعين !!!
إمكانية :
التفريق بين البطولات العظيمة .. الرائعة ..
المجيدة التي قدمها جنود كثيرون من الجيش السوري والمصري .. وبين القيادتين
الخبيثتين .. الخائنتين .. الأسد والسادات !!!
وبين البداية .. وبين النهاية !!!!
لأنه دائماً .. وأبداً .. تكون الأعمال بخواتيمها
!!!
ونتيجة المباراة .. تكون للفائز في نهاية الشوط
الأخير !!!
لا أحد يشك .. أن ثمة جنود وضباط في كلا الجيشين ..
كانوا على مستوى عالٍ من الإخلاص والصدق .. والرغبة الأكيدة للثأر والإنتقام من
اليهود ..
وحققت هذه المجموعات تقدما كبيرا في أرض العدو ..
حتى وصلت بعض الطلائع السورية إلى حدود بحيرة طبرية .. داخل الأرض المحتلة ..
وكذلك التقدم الصاعق .. المبهر .. الرائع للقوات
المصرية في أرض سيناء !!!
كانت الروح المعنوية عالية جداً .. والمشاعر
الحماسية في أوج توقدها وإشتعالها ..والأحاسيس الوطنية والدينية في أعلى مراتبها
.. والمشاركة الوجدانية .. والأدبية .. والأخلاقية في أسمى درجاتها ..
لدى :
1- الشعوب العربية والإسلامية قاطبة ..
وبالأخص الشعب السوري والمصري !!!
2- معظم فصائل الجيشين السوري والمصري .. إن
لم يكن جميعها !!!
3- معظم حكام المنطقة .. وخاصة دول البترول
بما فيهم شاه إيران رضا بهلوي !!!
4- وبالأخص الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز
رحمه الله .. الذي قاد بكل جرأة .. وقوة .. وعزيمة متناهية .. وإصرار كبير .. حملة
إيقاف ضخ البترول من جميع دول منظمة أوبك بما فيهم إيران .. عن أوربا وأمريكا ..
وكان هو السلاح الأقوى في الحرب .. وجعل أوربا
وأمريكا تعيش أياما باردة .. قاسية .. بدون تدفأة .. ترتعش مفاصلها من القر ..
والزمهرير !!!
وأقسم بالله العظيم - وقد كنت أعيش تلك الأيام لحظة
بلحظة .. في أول قدومي إلى الرياض - لولا خسة .. ودناءة وخيانة .. وعمالة الأسد
والسادات لأمريكا وإسرائيل .. ولو كانت القيادات السياسية في سورية ومصر .. على
مستوى المسؤولية .. والحماسة الوطنية التي كانت عند الملك فيصل .. ولو ترك الجيش
السوري والمصري في تقدمه الساحق .. دون تدخل ..أو أوامر بالتوقف والإنسحاب !!!
لتلاقيا
معاً في القدس الشريف !!!
ولأصبحت إسرائيل في خبر كان !!!!
ولكن الخطة الخبيثة المرسومة من كلا المجرمين الأسد
والسادات .. كانت تقتضي تحقيق هدفين إثنين هما :
1-
إمتصاص
الغضبة التي تكونت عند الجيش والشعب السوري والمصري ..عقب هزيمة حزيران 1967 ..
وذلك بالقيام ببعض
الإستعراضات البهلوانية .. الحماسية التي تنفس عنهم ذلك الكبت والضغط الشديدين ..
وتشعرهم بالفرح والسرور .. نتيجة تحقيق إنتصارات جزئية على اليهود ..وتشعرهم
بالرضى بأنهم غسلوا العار الذي سربلهم طوال الست سنوات الماضية !!!
2- ترسيخ .. وتأكيد فكرة : ( إستحالة هزيمة
إسرائيل ) في عقول الجيوش والشعوب العربية .. عن طريق المكيدة الشيطانية .. بإصدار
الأوامر الصارمة للقوات المتقدمة على كلا الجبهتين .. بالتوقف عن التقدم .. لإتاحة
الفرصة للقوات اليهودية للإلتفاف على القوات العربية .. ومن ثم إصدار أوامر أخرى
بالإنسحاب .. والتقهقر .. والرجوع إلى الوراء !!!!
وكانت النتيجة :
1- إنهزام الجيوش العربية .. ورجوعها إلى
نقطة البداية !!!
2- تقدم القوات اليهودية .. وإستعادة الأراضي
التي خسرتها .. إضافة إلى أراضٍ جديدة إحتلتها !!!
3- تعطفت إسرائيل - عقب المفاوضات
والإتفاقيات - على إرجاع مدينة القنيطرة بشكل رمزي .. وسيادة شكلية جزئية ..
منزوعة السلاح إلى النظام الأسدي .. وكذلك إرجاع سيناء إلى نظام السادات !!!
4- قيام الأسد بمعاقبة كل الجنود والضباط
الذين توغلوا في أرض العدو .. بوضعهم في السجون .. مكافأة لإخلاصهم .. – وكان منهم
بعض أصحابي ..الذين كانوا يؤدون الخدمة الإلزامية في الجيش - وشدتهم في قتل اليهود
- أولاد عمه - !!!
5- قيام أمريكا بمعاقبة الملك فيصل لإستخدامه
سلاح النفط في الحرب .. وذلك بتجنيد أقرب المقربين إليه ليقوم بقتله في 13 ربيع
الأول 1395 الموافق 25 آذار 1975 .. وبذلك تم إيقاف إستخدام سلاح النفط نهائياً
!!!
6- قيام أمريكا بمعاقبة شاه إيران رضا بهلوي ..لإستخدامه
أيضا سلاح النفط في الحرب .. وذلك بالتعاون مع الخميني للإنقلاب عليه .. وعزله عن
العرش !!!
7- بدء مرحلة التحالف السري .. الباطني ..
بين الثلاثي النكد .. النجس .. إيران وإسرائيل وأمريكا .. بالسماح - مع الدعم
والتأييد - لإيران برفع شعارات الإسلام المزيفة .. ولافتات محاربة إسرائيل وأمريكا
ظاهريا .. لخداع المسلمين والعرب السذج .. البلهاء .. مع التمكين لها بنشر أفكارها
الخبيثة .. التي ظاهرها العداء لأمريكا وإسرائيل .. وباطنها تحطيم الإسلام ..
وتمزيق صفوف المسلمين .. ونشر التشيع المجوسي .. الصفوي .. الرافضي !!!
وللحمقى .. والمغفلين .. والبلهاء .. الذين يتشككون
في حقيقة تحالف إيران مع أمريكا وإسرائيل !!!
نقول لهم :
يا هؤلاء المساكين :
ألا تسألوا أنفسكم .. لماذا ؟؟؟؟
مضى على الإنقلاب الخميني 34 سنة .. ولا يزال
النظام صامداً .. ومستقراً ..وقوياً !!!
بالرغم من :
تسميته بالجمهورية الإسلامية !!!
وإعلانه الحرب على أمريكا .. وإسرائيل !!!
بينما المسلون .. لما وصلوا إلى الحكم في مصر ..وعن
طريق الإنتخابات الديموقراطية .. وليس بالإنقلاب !!!
ولم يغيروا إسم مصر إلى الجمهورية الإسلامية !!!
ولم يعلنوا الحرب على أمريكا وإسرائيل .. جهاراً ..
نهاراً .. كما في إيران !!!
ومع ذلك ..
لم تسمح أمريكا وإسرائيل للحكم الإسلامي الحقيقي ..
أن يبق أكثر من عام واحد .. فتآمرتا عليه .. ودعمتا الإنقلاب عليه !!!
ألا تعطيكم هذه الوقائع .. دلالات منطقية .. عقلية
.. على أن :
الإيرانيين كذابون .. أفاكون .. يحظون بكل التأييد
والدعم الأمريكي والإسرائيلي ؟؟؟
وقد حصلوا على أسلحة إسرائيلية أثناء الحرب مع
العراق !!!
وردوا هذا الجميل لأمريكا بتأييدها .. والتعاون
معها .. على إسقاط نظام طالبان في أفغانستان في 2001 .. وحكم صدام في العراق في
2003 !!!
وردت أمريكا الجميل لإيران بتمكينها من السيطرة على
العراق وسورية ولبنان !!!
الإثنين 2 ذي الحجة 1434
7 تشرين أول 2013
د/ موفق السباعي
مقالة رائعة سلمت يداك
ردحذف