الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-10-11

سيسي..اضرب بالمليان – بقلم: محمد فاروق الإمام

صعقت وأنا أسمع مفتي مصر السابق علي جمعة وهو يطلب إلى السيسي قائد الانقلاب على الشرعية في احتفال عام، بأن يواجه المتظاهرين السلميين بالرصاص وأن يضربهم بالمليان، دون أن تأخذه فيهم شفقة أو رحمة، لأنهم – كما قال – حفنة من الأوباش والإرهابيين وقطاع الطرق والخوارج.

علي جمعة صاحب التاريخ الأسود في الفتاوى الجريئة على الله ودينه الحنيف على عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، إرضاء لجوقة الفساد التي كانت تحيط بذاك الرئيس المخلوع، ليأخذ حظه في هذه الدنيا الفانية من متاع ومنصب وجاه، وقد تحقق له ذلك على حساب شرع الله ودينه القويم، فكان – كما قيل – لا يحلل حلالاً ولا يحرم حراماً، بشهادة علماء الأزهر الأفاضل ورجال الدين الأتقياء، الذين كانوا يتورعون عن إطلاق الفتاوى جزافاً كما يفعل هذا المفتي المارق، خوفاً من أن يدخلوا تحت قوس الحديث الشريف "أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار"، وتجاوز هذا الشيخ الضال كل الخطوط الحمر التي يمكن أن يحتملها نظام كنظام مبارك، مما دفع هذا الأخير إلى إقالته بعد أن زكمت رائحة فتاواه الضالة أنوف العامة والخاصة والجهلة والمتعلمين.

وجاء السيسي بانقلابه المشين على الشرعية؛ وغدر بقائده الدكتور محمد مرسي الذي أقسم يمين الولاء والوفاء له، والذي اختارته الجماهير المصرية عن طريق الانتخاب الحر والنزيه، ليضع حداً لحلم مصر في الحرية والكرامة، ويجهض الثورة التي أطاحت بحسني مبارك وعصابته الفاسدة، مدعوماً بحفنة من الفاشلين، الذين أخفقوا في تحقيق أي فوز مهما صغر حجمه في كل الانتخابات التي أدتها الجماهير المصرية بأمانة وشرف؛ لم يسبق أن حدثت في مصر على مر تاريخها الحديث والقديم، محوطاً بمجموعات من البلطجية والقتلة الذين لا تعرف قلوبهم القاسية إلا الذبح والإجرام وانتهاك الأعراض والإساءة للمقدسات.

ووجد السيسي في الشيخ المنحرف علي جمعة ضالته فقربه وجعله من حاشيته يدافع عن باطله ويؤيد مزاعمه وأكاذيبه ومفترياته، ويدعم نظامه الفاسد المنحرف غير الشرعي، ويضفي على الجوقة المحيطة به الشرعية، في مواجهة الجماهير الغاضبة التي رفضت الانقلاب واعتصمت وتظاهرت ضده، ليسوّغ فعله القبيح عبر تطويع الآيات والأحاديث ووضعها في غير موضعها التي أنزلت فيه، أو قيلت لأجلها.

لقد شهدنا وشهد العالم ما جرى في ميادين مصر من قتل للأبرياء وسفك لدماء المصريين المتظاهرين سلمياً على يد جيش مصر وأمن مصر وبلطجية وأعوان النظام غير الشرعي، الذين جندهم السيسي والمنافقين له لقاء دراهم معدودة، ليرتكبوا الجرائم البشعة بحق المواطنين المصريين الذين اعتصموا وتظاهروا سلمياً تنفيذاً لحق كفله لهم الدستور المصري أمام مسمع ومرأى الجيش والشرطة، الذين كانوا يقدمون لهم المظلة والحماية والدعم، وغطاء من إعلام كاذب مضلل رخيص باع نفسه للشيطان وأعوانه.

صحيح أننا نعيش اليوم في سورية محنة تنوء عن حملها الجبال الراسيات حيث يتعرض السوريون لأبشع أنواع القتل والتنكيل والتجويع والحصار والاعتقال والسجن والتعذيب والتهجير، وإحراق المدن وتدميرها ومحاولة تجفيف كل أسباب الحياة وقطعها، على يد باغي دمشق وسفاحها، ولكن هذا لا يمنع من أن نشعر بالأم والفجيعة لما يجري في مصر الكنانة وما يحل فيها من عظائم الأمور على يد أبنائها، مسوغة بفتاوى من بعض علمائها الضالين المضلين، وقد تجرعنا نحن في سورية من نفس كأس حنظل الفتاوى الضالة التي كان يطلقها علماء السلطان تسويغاً لجرائم سفهاء السلطة الباغية في دمشق وعلى مدار نصف قرن.

لنا ولكم الله يا أهلنا في مصر الحبيبة، فهذا قدرنا منذ القدم أنتم ونحن نتجرع معاً الكأس المر ويلهب ظهورنا وظهوركم سوط الجلاد.. فصبراً صبراً يا مصر يا توأمنا.. فالفرج قادم وتباشير النصر تلوح في الأفق، وما النصر إلا صبر ساعة وإنا لصابرون!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق