الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-10-28

أمتنا تتهدم وحصوننا تتهاوى – بقلم: م. رضا خليل الجروان

مائة عام مضت على سقوط الخلافة الإسلامية التي هي الفرض الأعظم في الإسلام وشخص كل مسلم تتجسد في شخص الخليفة فإذا المسلمين أذل الأمم فماذا حصل لنا؟

سقطت الخلافة بتوحد الجهود العالمية خاصة الغرب ممثلة بالانكليز وفرنسا وحلفاؤها الامريكان واليهود من جهة والشيعة ودعاة القومية والعلمانية العرب من جهة ثانية وسذاجة الشريف حسين وغيره .

هذه هي ثورات الربيع العربي قد عادت فلنحقق مآربنا في عودة هذه الخلافة التي تسكن في ضمير كل مسلم وعربي ولكن دعاة الانقلاب والقومية والوطنية وحب الوطن والأرض مازالوا فينا ويعرفون أن هذه الثورات هي أكثر الظروف ملائمة لبث سمومهم وفكرهم الهدام للبلد والمجتمع كما يلعبون دور الناصحين للثوار بحجة القضاء على الانظمة الفاسدة وخلق انظمة عصرية حديثة ديمقراطية بناءة.


مائة عام يحكمنا فيها القوميون لم نرى إلا تهاوي الإسلام وبلادهم وسقوط خمس أو ست عواصم إسلامية من دمشق لبغداد لاسطنبول والقدس وكابول وغيرها تهاوت عواصم الخلافة وبيت العروبة على مرآى العرب والمسلمين وهم يبكون عليها كالنساء  عاجزين كالأطفال كما يقف حكام العرب الآن من القضية السورية أو من مصر أو الصومال وغيرها لا بل يساعدوا على خرابها حتى لاتصل الثورات إلى بلادهم ولكن ماذا بعد؟

دول السين كما يسمونها سوريا السعودية ومصر هم الاساس في منطقة الشرق الاوسط وخاصة بعد ذهاب العراق فما مستقبلها المنشود وملفاتها الكبرى أما سوريا وملفها المتأزم فلا يخفى على أحد وخاصة بعد تسليم الكيماوي الذي أوقف الضربة العسكرية وأطال عمر النظام بدعم روسي وإيراني ومن خلفهم الاعلام السوري وعلمانيوه الذين روجوا لذلك داخل الاوساط السورية وخارجها وتبادل المواقف الخليجية فقد حيدت قطر نفسها

تدريجيا والسعودية يحاولون اشغالها بداخلها من خلال الدعوات الهدامة لإنقاذ المرأة  وقيادتها للسيارة وترويج ظهور التوترات والمظاهرات وتوتر الجو العام تماما كما فعل أصحاب هذه الدعوات في ثورة مصر الخمسينية حيث استغلوا الثورات لتسويق منتجاتهم الفكرية الفاسدة فكلنا يعلم أن للعلمانية جذور ضاربة في المملكة وهي تحس بغربة واضحة فجاءت هذه الثورات فأعادت لها الحياة فهم الان يتشدقون على القنوات والإعلام السمعي والمرئي ويكتبون بالصحف ويملئون شبكات الانترنيت بما يحصل للمرأة في السعودية وعواقب ذلك وسيطرة أصحاب اللحى الطويلة والعبايات على الحياة الاجتماعية في المملكة فهي دعوة مخيفة ونتائجها ليست أقل خطرا من القصف الذي يقوم به طاغية الشام والاهم من ذلك وجود بعض الفرق النائمة من الشيعة في المنطقة الشرقية التي تسعى لزعزعة الوضع المستقر للبلاد.

وفي ذلك يتلاقى علمانيوا مصر والخليج ليسيطروا على الساحة  الاعلامية للوطن العربي وخاصة في ظل الالتباس الذي يعيشه الشعب المصري  ومن خلفه بعض الشعوب العربية بين النظام السياسي الانقلابي ونظام مدني يمثله الاسلاميون فهم يحاولون زرع فكرة أن الاسلام لا يصلح للحكم فهو للمساجد والجمعيات الخيرية وعقود النكاح يريدون  وأن تغيير العقل الاسلامي ضرورة عصرية لضمان عدم الفوضى والخراب كما حصل في عهد الرئيس مرسي كما يدعون .

ومما يريح بالي ويسعدها أن دماء المصريين لن تكون رخيصة على الغرب والشرق كدماء السوريين رغم تجاور البلدين لإسرائيل وذلك لان مصر بوابة الغرب إلى الامة الإسلامية والعربية فهم حريصون على بث روح الشعوبية بين ابنائها اولا وان مصر عقول العرب ومفكريها وهي حامية الإسلام لا بل أن مصر قبل الاسلام وان حضارتهم مستمدة من الفراعنة وأنهم صانعوا القوانين وواضعي الدساتير للعرب وغيرهم وغير ذلك من الدعوات الشعوبية التي صدقها العامة وأنصاف المتعلمين والدارسين وأصحاب الفكر الهابط وتنبه لذلك العلماء والفقهاء قبل الكتاب وأصحاب الدراسات الاسلامية كمحمد محمد حسين ويوسف النبهاني وغيرهم لا بل هذه حال مصرنا العزيزة فمحمد عبده مفتي الديار المصرية في عصره حاول إقامة دار عازل ضد العلمانية فإذا به يبني جسور متينة تعبر منه العلمانية للمجتمع المصري والأمة العربية لا بل من خلاله توصل اتباعه لكثير من المواقع التنفيذية وأصحاب القرار في مصر كسعد زغلول الذي تسلم اخطر الوزارات في مصر التربية والتعليم(المعارف) وبدأ يهدم بفكر الشباب المصري وبناتهم ونسائهم ونشر كل فكر غربي منحدر في مصر الكنانة وحزب الوفد مازال خير دليل على ذلك ويسير على نهجه علي جمعة المفتي الحالي وشيخ الازهر وكثير مما باتت تدخل الافكار الماسونية عقولهم وقلوبهم .

لذلك هذه حال مصر فلك الله يا شام فدعاة الشر في بلاد العرب لم يعد يقتنعون بالكلام في هذه الأيام بل يطالبون بشار بأكثر من ذلك بقتل الجرحى لا بل والمتعاطفين انسانيا مع السوريين وتجويعهم كالممثلة المعتوه رغدة ومجمل الفنانين القوميين وقوميي الاردن وتونس ومصر وموريتانيا وغيرهم الكثير وذلك لينفذ العلمانيون سمومهم وفكرهم الهدام في بلاد العرب.

فلننظر جميعا إلى حصن متين من حصون العروبة والإسلام وهو يتهدم ويتهاوى كبغداد الرشيد أمام أعيننا ونحن بين أخذ ورد بسقوط النظام أو قدرته على الاستمرار.
تباً لنا عرب اليوم ما أضعف هممنا وعزائمنا.

المهندس : رضا خليل الجروان
الرياض
26/10/2013

22/12/1434

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق