الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-10-18

لقاء مع المهندس/ محمد رياض الشقفة المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية – حاوره: مصطفى أبو عمشة - اسطنبول


رفضنا عروض الإيرانيين الكثيرة للحوار معهم وشرطنا وقف دعمهم للنظام
لسنا أكثرية في المعارضة السورية، وما يروجه الخصوم سببه “فوبيا الإخوان” 
نرفض التحاور مع ممثلي نظام الأسد في جنيف 2   

كثيراً ما تشكل جماعة الإخوان المسلمين جدلاً واسعاً بين الأوساط والنخب السياسية حول مواقفها السياسية وطريقتها في إدارة الصراعات في مناطق التوتر، ففي سوريا تشارك الجماعة وبقوة في إعادة صياغة الواقع الجديد من خلال دعم قوى وجهات سياسية وعسكرية عاملة على الأرض. 

ونظراً للتساؤلات العديدة التي تدور حول دور الإخوان في المعادلة السورية وطبيعة تعاملهم مع تحدياتها، جاءت هذه المقابلة مع المراقب العام للإخوان المسلمون في سوريا المهندس محمد رياض الشقفة.


كان اللقاء ثرياً في مدينة “إسطنبول”، وتركّز حول موقف جماعة “الإخوان” من إيران وإصرارها على دعم النظام السوري حتى الرمق الأخير، واستشراف الثقل الذي يشكله “الإخوان” من بين قوى المعارضة السورية، وأيضا الحديث عن الدور العسكري للجماعة في الحراك السوري بين باقي الفصائل.. ومستقبل الحزب السياسي التابع للجماعة.
 حاوره: مصطفى أبو عمشة – اسطنبول
يرى البعض بأنّ الثورة المسلحة في سوريا نجحت أيما نجاح في المناطق الريفية والأطراف على حساب المدن فانتشرت في كل من حمص ودرعا وجسر الشاغور وإدلب بينما بقيت محدودة في دمشق وحلب، وهذا شكّل عائقاً أمام الإخوان لكي يكون لهم دور ملموس في المقاومة المسلحة، فهل هذا صحيح؟
بشكل عام من المعروف أنّ سيطرة النظام على مناطق الريف أقل منها عن المدن، والنظام حريص بوجه خاص على دمشق، أيضا مدينة حلب مساحات كبيرة منها محررة، أكثر من نصفها محرر، لكن من الواضح جداً تركيز النظام الكبير على العاصمة. لكن ريف دمشق توجد به أعمال جريئة وقوية جداً الأمر الذي اضطر النظام لاستخدام الكيماوي خوفاً من هجوم أهل الغوطة على دمشق.
بما أنّ إيران والرموز الشيعية تعتبر سوريا رئتهم التي يتنفسون منها وأنّ مشروعهم في الشرق الاوسط لا يتم إلاّ عبرها، فكيف تتعاملون مع مثل هذا الإصرار؟
موقفنا من إيران موقف محسوم ونحن نرفض الحوار معها، لأننا نعتبرها شريكة للنظام في كل الجرائم التي يقوم بها، وما لم تتراجع ايران عن دعم النظام السوري لن نجري معها أي حوار، وقد حاول الإيرانيون كثيراً وأرسلو لنا وفودا إلى إسطنبول للحوار معنا فرفضنا ذلك، وقلنا لهم أنتم شركاء في الجريمة، اسحبوا أيديكم ودعمكم للنظام السوري ومن ثمّ نتحاور.
كثيراً ما يحاول الخصوم توجيه الإتهامات لكم بالسيطرة على المعارضة السورية والهيئات ومجالس المعارضة في الخارج وعلى رأسها المجلس الوطني السوري، والائتلاف الوطني للثورة السورية، ورابطة العلماء السوريين، وغيرها كيف تنظرون إلى هذه الاتهامات؟
نحن مشاركون في كل الاتئلافات، سواء في المجلس الوطني أو الائلاتف الوطني، لكن ليس لدينا أي سيطرة عليها، حيث أنّ نسبة “الاخوان” لا تزيد عن 10 %، لكن هذه الاتهامات تأتي من أناس وجهات يريدون أن يخوفوا المجتمع الدولي من الثورة السورية ومن المعارضة السورية ليقولوا بأنّ الإخوان مسيطرون على الساحة السورية، ولكن “الإخوان” يوجد في الوقت الحالي تجاههم موقف عالمي ظاهره ما يعرف بـ”فوبيا الإخوان” والخوف منهم والذي يروج له العلمانيون والمجتمع الغربي، لكن في الحقيقة ليس لنا أكثرية في المعارضة بكل تشكيلاتها ولا نحرص على ذلك.
هناك لغط كبير حول الدور العسكري للإخوان في الحراك السوري، وقد صرحت قيادات من الجماعة بوجود علاقة لها بما يعرف بـ”هيئة الدروع” إضافة إلى تأكيدات من مصادر صحفية وسياسية تؤكدّ مثل هذا الارتباط، الأمر الذي نفيتموه، فهل هناك جناحان داخل الجماعة؟
نحن جناح واحد فقط، وأنا حقيقة لم أصرح أنّ لدينا علاقة مع كتائب مسلحة، ليس لدينا كتائب مسلحة باسم الإخوان المسلمون، لكن لنا علاقة مع كتائب على الأرض نعتبر فكرها قريب من فكرنا فنتعاون معها وندعمها وهذا ما قلته وصرحت به، وهذا لا يختلف عن كلام الأستاذ محمد طيفور، فالكتائب المسلحة ليست باسم الإخوان ولكننا ندعم قوى وكتائب مسلحة نعتبرها معتدلة ووسطية.
من المعروف أنّ الثورة السورية كانت سبباً كبيراً في إعادة تجميع وترميم جماعة الإخوان من جديد، وكانت سبباً مهما في إعادة الدعوة والانتشار مرة أخرى في عدد من المدن، ما الخطط والإستراتيجيات التي ستعتمدون عليها في المرحلة المقبلة من أجل إعادة دور أقوى للجماعة في سوريا؟
نحن كنا جميعاً خارج سوريا وكان محكوما علينا بالإعدام وليس لدينا تنظيم في الداخل في الأصل، لكن بعد بداية الثورة وفي المناطق المحررة بدأ الإخوان ينزلون إلى الساحة وبدأت المجموعات الكامنة والأشخاص الكامنون يظهرون من جديد.
لو حدثتنا عن طبيعة الخلاف بين جناحي حماة وحلب داخل جماعة الإخوان إذ أننا كثيراً ما نسمع عن مثل هذا التجاذبات بين الطرفين فما هي أسبابها إن كانت صحيحة وهل عملتم على إستعادة اللحمة بين الطرفين؟
هذا الكلام عن وجود جناحين داخل الإخوان ليس صحيحاً، ليس عندنا أجنحة، فكلنا تنظيم واحد، لكن نحن كما قلت لا يوجد لنا تنظيم في الداخل.
لكن ترددت مثل هذه المقولات من قبل الكثير من وسائل الإعلام وباحثين أيضا يذكرون مثل هذا الكلام؟
أنا قرأت ما ورد من معلومات داخل كتاب للباحث محمد أبو رمان، وقد أورد معلومات زائفة وغير صحيحة، وأنا آسف حقيقة أن ينقل باحث مثل هذه المعلومات، فلو أنّه جاء بشواهد وأدلة وبراهين يمكن حينها أن نصدق ما ورد في الكتاب، وكثير من الأشخاص يأتونني ويقولوا لي الكتيبة الفلانية محسوبة عليكم وتتصرف بتصرفات معينة، حينها أطلب منه أن يعطيني دليلاً على ذلك من شواهد وأدلة وأسماء حتى نتأكد ونعرف الموضوع، وأنا قرأت ما أورده الكاتب فقد جاء بكلام عام ولم يتأكد من صحة المعلومات التي أوردها، كان يجب عليه أن يتأكد قبل أن يكتب ويأتي بشواهد، وسيعجر عن أن يأتي بشواهد تدلل على كلامه.
سمعنا مؤخراً عن تأسيس حزب سياسي تابع للجماعة تحت اسم “وعد”، إلى أين وصلتم في هذا المسعى، وما هو مستقبل الحزب السياسي بعد سقوط نظام الأسد؟
الحزب لم يعلن عنه، وهناك لجنة تحضيرية تجتمع للتحضير لهذا الحزب وكان مقررا أن يعلن عنه خلال فترة قريبة، ويمكن أن يتم تأجيله بسبب أنّ الظروف قد لا تكون مواتية للإعلان، فهو مشروع قائم لم يتوقف بعد ولم يعلن عنه كحزب رسمي، واللجان التحضيرية لا تزال قائمة على المشروع، لكن الإعلان عن انطلاق المشروع لم يحدد بعد.
بعض المراقبين للساحة السورية يتوقعون أن تشهد سوريا في القرب العاجل أو البعيد حالة من الصراع بين الفصائل العاملة على الأرض، برأيكم هل سنشهد تشكيل صحوات مسلحة كتلك التي رأيناها في العراق، أم أنّ الأمر مختلف في الواقع السوري؟
أستبعد قدرة أمريكا أن تفعل ما فعلته في العراق، وبالنسبة لسوريا فهناك توافق بين الجميع ومختلف الفئات على الأرض، حتى الفصائل والقوى التي يعتبرها الغرب متشددة نعمل على محاورتها فنحن نحاور الجميع ولا نقصي أحداً بلا اسثناء فهذه هي سياستنا، حتى لا يحصل أي خلاف على الأرض بين الفصائل المقاتلة، فإذا كان هناك أي فصائل عندها أفكار متطرفة نقوم بنصحهم.
ماذا عن مستقبل فتح جبهة باتجاه الساحل السوري، ولماذا هناك اختلاف بين القوى والتيارات السياسية على مثل هذه المعركة وهل هناك ضغوطات خارجية؟
نحن مع أن تفتح المعارك في كل مكان لكن ليس ضد الطائفة ولكن ضد النظام، النظام هو الذي يستخدم الطائفة لدعمه، ومعركة الساحل تشكل بالنسبة لنا معركة مهمة، ونريد أن ننهي النظام هناك، ونحن مع هذا التفكير ولكن لسنا ضد الطائفة العلوية، فنحن نعمل على مواجهة قوات النظام وليس بث الطائفية.
تعتبرون أنّ هذه المرحلة ليست ملائمة لفتح مثل هذه الجبهة على اعتبار أنّ هناك جبهات يجب أن تغلق وتنهى أولا؟
يعتمد ذلك على الإمكانيات، فإذا كانت الإمكانيات والموارد متوفرة فلتفتح كل الجبهات.
كيف تحاولون إدارة الصراع مع القوى الإسلامية الأخرى، وعلى رأسها جبهة النصرة ودولة العراق الإسلامية؟
من خلال الحوار نلتقي بهم ونتحاور معهم حول كثير من المواضيع العالقة على الأرض، نحن نريد فكرنا الوسطي المعتدل أن يسود في الساحة حتى لا تحصل صراعات مستقبلية، ونحن نتواصل مع معظم الفصائل من أجل هذا وتأخذ هذه الحوارات الطابع الفكري.
كيف تنظرون إلى تشكيل ما يعرف بالحكومة المؤقتة التي عكف على تشكيلها المعارض السوري أحمد طعمة بتكليف من الائتلاف الوطني المعارض، وهل مثل هذه الحكومة تعتبر شرعية على اعتبار أنّ هذه الحكومة تقول إنها تحاول الحفاظ على مكتسبات الثورة؟
موقفنا إيجابي من الحكومة وبالعكس ندعم الدكتور أحمد الطعمة في تشكليه لهذه الحكومة، والبيان الذي خرج عن الفصائل المسلحة نعتبره ليس في وقته، ونحاول التواصل معهم لإقناعهم أنّ هذا ليس في مصلحة البلد، فمصلحة البلد أن تتشكل الحكومة لتتصل بالدول لتحاور الآخرين لدعم الثورة السورية، نخشى أن يكون أحد أوصل كلاماً سلبياً للفصائل فاتخذت مثل هذا الموقف، ونحن نتواصل معهم لتعديل هذا الموقف ولتوحيد الداخل والخارج وراء هذه الحكومة.
هل الوقت حان برأيكم لمثل هذه الحكومة؟
نعم الوقت حان لمثل هذه الحكومة وضرورية جداً، لأنّه عندما تنشأ حكومة وتعترف بها الدول فتكون منفذاً لكسب المجتمع الدولي نحو دعم الثورة في المناطق المحررة، والحكومة ستختار الوزراء وأغلبهم سيكونوا من الداخل، فإذا ما كان هناك خشية من إقامة مواقع للحكومة في الداخل السوري خشية من الطيران يمكن أن يتم ترتيب مثل هذا الجانب.
وهل وجدت حاضنات من قبل قوة عاملة على الأرض؟
هناك حاضانات شعبية للحكومة، وكتائب لحراسة الوزراء والموظفين لدى حركتهم على الأرض في الداخل السوري.
صرّح رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في سورية حسان الهاشمي، بعدم تغيير موقف الجماعة من “مؤتمر جنيف 2 وأنّه لا تفاوض مع القتلة، هل سيكون لكم تمثيل في المؤتمر أم أنكم ستقاطعونه وماهي الجهات السياسية؟
بخصوص مؤتمر “جنيف 2 لدينا قرار أن لا نلتقي مع ممثلين لبشار الأسد، فشرطنا أن لا نلتقي مع ممثلين للنظام وزمرته والقتلة، وممكن أن نتحاور مع أي طبقة أو أي جهة سورية دون زمرة الأسد والقتلة والمجرمين التابعين له، فيمكن لنا أن نفتح حواراً على أن يكون البند الأول في الحوار عدم وجود أي دور في مستقبل سوريا من قبل بشار الأسد وزمرته والقتلة والمجرمين وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، فهذ شرطنا ونحن لا نرفض الحوار لكن هذا شرطنا.
وكيف كان جواب القائمين على المؤتمر؟
حتى هذه اللحظة لا يوجد جواب، ونحن لن نحضر ولا حتى الاتئلاف الوطني للثورة والجميع إلاّ إن يتحقق هذا الشرط، وتعترف الدول أنّ هذا النظام إلى زوال، ولن نتحاور مع هؤلاء القتلة فهذا غير وارد أبداً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق