الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-10-12

مجازر إبادة بلا دماء ولا خطوط حمراء! – بقلم: شام صافي.


الشهيدة دعاء الشيخ (7 سنوات)


مجازر بنكهة جديدة لمن يتابع أخبار المجازر في سورية على يد نظام الأسد وأعوانه الدوليين.
الطفلة دعاء الشيخ (7 سنوات) هي سادس طفلة -في المعضمية فقط- تستشهد بتاريخ  11 10 2013 بفعل سلاح آخر (لا دموي) .. ليس سلاحاً كيماوياً كما قد يتبادر للذهن ولم يذكره أحد من رؤساء العالم على أنه خط أحمر!! الموت كان نتيجة سوء التغذية وجميع مقومات الحياة في المدينة والنقص الشديد للغذاء والعناية الصحية المرتبطة به والشح الشديد بالماء أدنى حقوق الإنسان لا بل والطفولة أيضاً لا تتوفر .. والآن قد منعت جميع متطلبات الحياة من وقود شتوي قادم هذا ينذر بمأساة حقيقية لا ينبغي السكوت عنها من قبل العالم .. الحصار الخانق منذ أحد عشر شهراً والقاتل البطيء بات سريعاً الآن لأنه شارف على السنة مدعماً بالقصف والتنكيل الشديدين الذين تمطر بهما المدن المحاصرة من أحياء ريف دمشق الجنوبية ..


قصف ولا مشافي أو دواء .. وحصار دون غذاء كيماوي يطال الهواء والماء ملوث .. لا مقومات للحياة في المدن المحاصرة بجنوب ريف دمشق ..
ثمن رغيف الخبز والطحين والسكر يزيد عن الأضعاف المضاعفة .. والوقود ثمنه خيالي .. إن وجد فنوع واحد من الغذاء يأكله الأهالي .. إن وجد فمما تنبته الأرض حسب المواسم .. والآن يأكلون الزيتون فقط .. ومنذ فترة التين أو الكوسا .. ولا زال البرغل الطعام الوحيد الممكن، أغذية محدودة معدودة فقيرة بالمواد الغذائية.

وليس ذاك فقط للسوريين لأن الاستبداد لا هوية له لأنه عدو الإنسانية وعدو الشعب فطال الفلسطينيين أيضاً وها هو مخيم اليرموك يخرج الناس فيه هذه المرة في مظاهرة  مطالبين بفك الحصار عنها .. مطالبين برغيف خبز منعهم إياه النظام السوري ويتلقون من قبل قوات الأسد بدل الخبز الرصاص في صدورهم ليسقط منهم شهداء وجرحى كما أسقطهم العدو الصهيوني من قبل ولازال شهداء وجرحى ..
لازالت مسيرات في شوارع اليرموك حتى تاريخ يوم الجمعة 11-10-2013 ورغم القتل والقصف تطالب بفك الحصار عنها .. وتكبيرات في المساجد ولشدة الحصار بات لحم القطط والكلاب والحمير مسموحاً مقابل التجويع المفروض


                                                        صورة للحصار بين الميدان ومخيم اليرموك عند ساحة البطيخة.

يحاول نظام الأسد وأعوانه تركيع شعبه بكافة الأسلحة بما فيها التجويع، ولازال العالم قاتماً في تعامله مع شعب طالب بحقوقه .. رغم أنه يرى عبر وسائل الإعلام كل ما يحدث.

حجيرة حوصرت من بين المدن المحاصرة وهناك 1500 عائلة تنتظر الذبح .. منهم بعض من فر من الحسينية والذيابية والبويضة .. وحتى أبناء الجولان يتامى الآن على مائدة اللؤماء ودمهم طاف في الأرض والسماء

الذيابية وأخواتها خذلان تلا حصار .. فبعد الحصار وقوع في أيدي النظام وارتكاب مجازر .. وكأن الرسالة من قبل النظام تقول اختاروا أحد الموتتين إما الموت جوعاً أو الموت بالسكاكين والرصاص وباقي الممارسات من إعدامات ميدانية وتنكيل بمختلف الأساليب .. إما لا طعام أو أن تكونوا أنتم طعام الاستبداد على مذبح الدول النائمة.

ليس الأطفال فقط!!
ها هي فتاة بعمر الورود لم تتجاوز السابعة عشر من العمر تدعى يسرى من المعضمية ذهبت ورحلت عن هذه الدنيا وماتت جائعة لأنها رهن الحصار ، عانت كثيراً بسبب اعتقال والدها وأصبيت أمها وفقدت اخيها الصغير في مجزرة الكيماوي وأصبيت به أيضاً ... وبعد هذه الإصابة مرضت مرضاً شديداً لا عذاء وجوع ولا دواء وكانت بحاجة إلى مشفى كي تتعالج لكن الحصار الخانق منعها واختيرت هذه الزهرة.

هي مقتطفات من أربعة عشر حيّاً وبلدة محررةٌ منقطعةٌ عن محيطها بفعل الحصار “ مخيم اليرموك – الحجر الاسود – التضامن – القدم – العسالي – يلدا – ببيلا –بيت سحم – عقربا- السبينة – البويضة –السيدة زينب – الذيابية – حجيرة – الحسينية “ محاصرةً بشكل شبه كامل ومغلقة المداخل منذ اكثر من تسعة أشهر.

وبعد هذا حقاً مذهل هذا الصمت من دول العالم عما يجري بأيد قاصدة للإبادة.. الغريب في الأمر أن كارثة طبيعية إن حدثت سارعت وهرعت المنظمات والدول للإغاثة أما وكارثة إنسانية بفعل أيدي البشر تحدث فلا أحد يتحرك ويوقفها فهذا من أعجب ما يحدث ..
تسونامي أسدية تحصد أرواح السوريين ولا متحرك يقوم بإيقاف هذه الأيدي رغم أنها من مهام مجتمع دولي ومجلس أمن عالمي موجود ومؤسس لهذه الأغراض ومن المفترض أن يكون له أثر إنساني على الأقل ..
جنوب دمشق بين معاناة الجوع وخيار الركوع لنظام مجرم ..
وصرخة دمشق تنادي بفك الحصار عن أخواتها في الريف.
شام صافي
12-10-2013


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق