ما كاد أن ينتهي الرجل من نشر غصن الشجرة إلا وانحنى الغصن المنشور والذي كان يقف عليه الرجل فسقط على الأرض قبل سقوط الغصن , فقد كان يقف على الجانب الخطأ
انطلقت الثورة السورية كثورة شعبية سلمية ضد نظام
مجرم فاسد , فلم يعترف النظام بالطرف الآخر وحقه في التعبير عن الغضب الكامن في
داخله لنيل حريته وحقوقه المسلوبة , فكان رد النظام القتل والاعتقال والتدمير ,
ولم يع أن هذا الأسلوب سيجابه برد فعل من قبل الثوار , كفعل ورد فعل حتى وصل الحال
إلى الحالة التي نحن فيها ....
تدمير كل شيء في سوريا
استعان النظام المجرم بعناصر قتالية طائفية من
الخارج واتهم الطرف الآخر بالطائفية فأصبح أسيراً كاملا لتلك الميليشيات الطائفية
لتقع كل أنواع الجرائم المعروفة والمستحدثة والذي اكتوى بنارها وما زال الشعب
السوري المسلم يكتوي فيها
صوروا تلك الجرائم مع الألفاظ الطائفية والكفرية
والتي تمس مشاعر المسلمين , ومن ضمنها الاغتصاب الممنهج والمسموح من قبل المسئولين
لاثارة مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض
على الجانب الآخر أثارت تلك الجرائم مشاعر الشباب
من المسلمين وتهافتوا على سوريا من شتى بقاع العالم تحت أسماء كتائب شتى.... لتعلن
عن نفسها بقوة على الأرض السورية والذين يتبنون الفكر الجهادي كالموجود على الساحة
الآن (داعش)
سمعت بياناً لداعش تقول فيه من جملة ماتقول :
أننا جئنا من العراق لنصرة إخواننا في الشام
والسؤال التالي يفرض نفسه :
هل وقف الجهاديون القادمون من الخارج على الجانب
الصحيح أم أنهم وقفوا على الجانب الخطأ ؟
لن نحلل المواقف السياسية هنا ولا العقائدية وإنما
سنناقش الأمر من جانبين اثنين هما :
الأول : عناصر دولة العراق الاسلامية كما يسمونها
والتي خرجت قبل مدة من تجربة مريرة لها في العراق عندما تعاونت القوات الغازية مع
الحكومة العراقية ومع مجموعات عشائرية سنية عراقية سميت بعناصر الصحوة , والتي
حاربت حركة الجهاد والتوحيد في العراق وأضعفتها وانتزعت من تحت سيطرتها الأنبار
وديالى والموصل , والسبب الرئيسي لبروز الصحوة في العراق كان ناتجاً عن فرض أجنداتهم على المجتمع العراقي والغريب عن
هذه الأجندات مما جعل التصادم بين
الفريقين وتبادل القتل بينهما , وكانت النتيجة أن حرقوا الأرض التي تحملهم , فكانت
نتائج كارثية حتمية انتهت بسيطرة القوات الغازية والحكومة على كامل التراب العراقي
وانتهى تأثير المقاومة العراقية على التراب العراقي ليحل محلها السيطرة الايرانية
المطلقه
الثاني: إن أي عمل ينطلق من تحقيق هدف ما , عبر
وسيلة ناجحة لتحقيق هذا الهدف لابد من أن تمهد له الأرضية المناسبة لاستخدام
الوسيلة الناجعة لتحقيق هذا الهدف
إن كل العناصر الجهادية والتي جاءت لسوريا كان
الهدف من قدومها هو نصرة الشعب السوري المظلوم ومساعدته في التخلص من هذا الحاكم
الظالم والعناصر المرتزقة والموالية له , وعليه فإنه من الواجب عليه توجيه كل امكانياتها
لتحقيق هذا الهدف , وإمكانياتها البشرية والمادية لن تُجدِ نفعاً مالم تجد الحاضنة
المناسبة لها والتي تساعدها لتوجيه تلك الامكانيات فقط من أجل انتصار الثورة
إن من يساند المجرم الحاكم في سوريا هدفه الوحيد هو
تمكينه من القضاء على الثورة , ولم نسمع عن حروب قامت بين تلك الفئات مع تعدد
أجنداتها ومرجعياتها المتنوعة كالذي يحصل في المناطق التي يسيطر عليها الثوار ,
فهم يقفون كتلة واحدة وفي اتجاه واحد لتحقيق هدفهم , في حين نجد تعدد الجهات
والاختلافات على الجانب الثوري مع وضوح الهدف والطريق السالك لتحقيقه
ملاحظة :
تارك الصلاة عند الامام أحمد كافر
وتارك الصلاة هذا كيف يصبح مسلماً مرة أخرى..؟
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق