لعل الكثير من الجيل الحالي من ثوارنا الأبطال لا يعلمون
عنها شيئاً , ولكن نستطيع أن نذكرهم ببعض منها , فقد احتلها الإيرانيون سنة 1985
بتخطيط ومشورة بريطانية نظراً لموقعها الاستراتيجي وأهميتها بالنسبة للعراق , وهي
تشكل مثلث يقع بين شط العرب من الشرق والخليج العربي من الجنوب ويحيط فيها بعمق
ثلاثين كيلومتراً من الصبخات الملحية ولا يمكن عبور هذه المسافة إلا على الأرجل
وفقدت العراق بعدها المنفذ البحري , وعلى مدى سنتين حاولت القوات العراقية
استعادتها مع خسارة حوالي خمسين ألف جندي ولم تتمكن من ذلك , وفي عام 1987 وبعملية
متقنة استطاعت القوات العراقية استعادتها وكانت بداية النهاية لانهيار الجيش
الايراني , وحتى لاتسقط طهران بيد الجيش العراقي تدخل مجلس الأمن في سنة 1988 لوقف
القتال بين الطرفين , ليعلن عن انتهاء الحرب العراقية الايرانية .
إنني أجد تشابهاً بين الهجوم على بابا عمرو من قبل قوات
المجرم بشار , وبين الفاو , فحمص تشكل عاصمة الثورة , وقوتها موجودة في بابا عمرو
, وفي نفس الوقت فإن سقوط بابا عمرو سيتبعه انهيار في باقي الأحياء الحمصية ,
ليعقبه السيطرة الكاملة على حمص كلها , وموقع حمص الاستراتيجي , وتوسطها للبلاد
وهي امتداد للعمود الفقري الثوري من درعا حتى ادلب في الشمال , لتصبح نقطة انطلاق
آمنة لقوى النظام باتجاه الشرق , وكذلك باتجاه الغرب وباتجاه الشمال والجنوب .
هذه الخطة التي اتبعتها عصابات المجرم والابادة الجماعية
والجرائم التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في ابادة جيش لشعبه وليس لعدوه ,في حمص
وعلى الأخص بابا عمرو , وفي نفس الوقت أرسلوا رسالة للمناطق الثائرة أننا مستعدون
لابادة كل منطقة تقاومنا ,والدليل هو بابا عمرو , كما فعلها المقبور من قبل في
مجازر حماه .
وكما لاحظنا اليوم أن مجازر بابا عمرو ودماء أهلها الزكية
الطاهرة , لم تكن سبباً في اخماد الثورة وبث الرعب في النفوس , وإنما كان هناك رد
عكسي ثوري ملتهب , عند أحرارنا الثوار , وهنا نجد أن القوة تكمن في تلقي الصدمة
عند وقوعها , فإن انهار صاحبها كانت الصدمة قاتلة ومميتة , وإن تلقى المصاب الصدمة
بصبر وعزيمة واحتساب ذلك عند الله يخرج أقوى ممكا كان عليه بأضعاف مضاعفة .
ووجدنا أثر الصدمة البارحة في خروج ثوارنا في كل المحافظات
السورية وبدون استثناء في مظاهرات عارمة , وكللت اليوم بعمليات قوية وجبارة لأبطال
جيشنا الحر والمنتشرين على كامل التراب السوري .
إن استمرار عمليات جيشنا الحر بهذا الزخم كما شاهدناه اليوم
وسمعنا فيه , لعدة أيام متواصلة , ستفقد عصابات المجرم السيطرة , وسيبدأ الانهيار
, وستكون الضربة القاضية في استعادة بابا عمرو مرة أخرى , وعندها ستكون بداية
النهاية لانتصار الثورة وبيد أبطالها الأحرار , ليتم التحرير ومعاقبة المجرمين هم
ومن والاهم , بإذن الله تعالى , ليفرح المؤمنون بنصره ويشف صدورهم من جرائم هؤلاء
الحاقدين .
د.عبدالغني حمدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق