ها نحن نعيش هذه الأيام و قد قاربت الثورة
السورية المباركة السلمية على أن تتم عاما كاملا على بداياتها و انطلاقتها مناديا
ثوارها بالحرية و الكرامة للمواطن السوري و كذلك الديمقراطية الحقيقية التي تاق
المواطن السوري أن ينعم بها على أرض سورية الحبيبة.
ان الكثيرين من الزملاء والأخوة يجدون أن
هذه الثورة قد بدأت تخرج عن مسألة سلميتها وهو الشعار الذي طرح مع ولادتها و هذا
يعني أنه ليس بالمبدأ –الاستراتيجي– الذي لا يسمح بتغييره وفقا للمرحلة التي تمر
بها الثورة بيد أن هذا الشعار أكسب الثورة زخما يليق بها و منحها تأييدا راقيا
يناسبها و فضح جرائم هذه العصابة التي لا تستحق لفظ نظام وفضح أيضا شبيحة هذه
العصابة .
مع اقتراب مرور عام لابد وأنه قد اتضح في
الأفق حيثيات مستجدة فكان من أهمها على صعيد النظام أنه لم يتأثر البتة بكافة
الطرق والوسائل التي تم الضغط عليه بها حيث أنه لا يزال يسفك الدماء وينتهك
الحرمات و يرتكب الجرائم بكافة صنوفها و يعيث في الأرض الفساد وقد اعتمد في إجرامه
هذا على عصابته المجرمة سواء من طائفته أو من الطوائف الأخرى التي تشبح لحسابه
بذات المواصفات بلا أخلاق ولا وازع إنساني ولا ديني و عامل خارجي يبدو واضحا جليا
ولم يعد خافيا حيث يتمثل بالدعم العسكري من ايران و روسيا و حزب اللات وهذا مؤشر
على أن النظام لن يكف عن مجازره قريبا بل – و نسأله تعالى أن لا يتحقق –سيواصل نقل
آلياته الحربية العسكرية القاتلة بين المدن السورية ولن يهتم بأي منشق مهما كان
منصبه أو رتبته أو مكانته لأنه تغلغل بالقتل و وصل به الى مرحلة لا يمكن له التراجع عنها وان فعل و
تراجع فهذا يعني أنه قد انتحر .
لقد استمر الثوار في تظاهراتهم السلمية و
استطاعوا بقوة الله تحقيق نقاط تظاهر في أيام الجمع حيث وصلت الى حدود الـ 600
نقطة تظاهر وكان أروعها تلك التي اقتربت الى حدود ال900 متر من قصر الرئيس وقدم
الأهل ما يزيد على عشرة آلاف شهيد و أضعافهم من الجرحى و المعتقلين و ازدادت
الحالة الاقتصادية سوءا فوق السوء الذي كانت عليه قبل الثورة .
ان مايبدو واضحا أن الثوار قد تيقنوا بعد
ما يقارب العام أن الثورة السلمية لم تعد قادرة ولا نافعة مع هذا النظام القاتل
المجرم اللا انساني الشبيحي وتم اعلان ذلك من خلال الجمعة التي أطلقوا عليها –
المقاومة الشعبية – و نرى بأم أعيننا كم هم فرحون ومؤيدون للجيش الحر و دعواتهم
النابضة من قلوبهم – الله محيي الجيش الحر – والجيش الحر الله يحميه .
ان الدول العربية حاولت أن تضغط وما أظنها
قادرة على فعل أكثر حيث جمدت عضوية النظام في الجامعة و سحب البعض سفراء بلادهم و اليوم تعرض بخجل واستحياء فكرة القوات
العربية ولكن هل أداة القتل لدى النظام
تنتظر الوقت أم أنها ماضية في جرائمها بلا هوادة!!!!
ان الدول الأجنبية منها من تزعم التعاطف
مع الشعب السوري والمجلس الوطني مثل أمريكا و الاتحاد الأوروبي وقد كررت في كثير
من المرات أنها لا تريد التدخل في سورية بشكل مباشر و أن سورية ليست ليبيا وان
شئنا التركيز فيما تصرح به لألفيناها من ناحية اعلامها تتباكى على الحالة السورية
!!!! و دول أخرى تتحالف مع النظام و تقف معه في صف واحد وهي دول الفيتو وايران
ويعلم جميعنا معاشر السوريين أن هؤلاء جميعا مشتركون في قتلنا.
تؤكد الدول الغربية عدم إمكانية تدخلها
العسكري وهي ترى عمق تدخل الدول المؤيدة والداعمة للنظام بأم عينيها والتي تمد هذا
النظام بالمال و السلاح و الرجال.
هل ستبقى ثورتنا على هذه الحال ؟؟؟ هل
ستبقى ثورتنا تدور في حلقة مفرغة !!!هل سنبقى ننتظر موقفا من هنا أو تصريحا من
هناك !!!!
الحل باختصار المقاومة الشعبية المسلحة
نعم المقاومة الشعبية المسلحة لأن الحسم في ثورتنا السورية لا يمكن استنساخه على
الثورتين المصرية أو التونسية لأن النظام المجرم في سورية مستعد لقتل الشعب في
سبيل الحفاظ على الحكم ولعل هناك من يسأل ومن أين السلاح؟؟؟؟ و الدول الغربية
الموالية للثورة حسب كذبها أو
ادعائها ترفض تمويل الثوار وقد استمعنا
الى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية حول هذه النقطة تحديدا عندما أعلنت أن تسليح
الثوار السوريين قد يؤدي الى حرب أهلية!!!؟؟؟
ان الأخوة المغتربين السوريين ان توحدوا و
اجتهدوا فهم بلا شك قادرون على تمويل عمل عسكري كبير وكبير جدا لاسيما أننا لسنا
بحاجة الى الرجال بل حاجتنا فقط للسلاح و السلاح فقط.
وبإمكاننا تزويد الجيش الحر بالسلاح من
خلال العديد من المناطق الحدودية المختلفة بجغرافيتها وكذلك بشراء السلاح من الجيش
الأسدي المرتزق.
هل بعد اقتراب العام نحتاج الى هذه
الاستراتيجية لنتخلص من هذا النظام الشبيحي وباذن ربنا حيث لا ثقة لنا الا به أننا
سنجد احرار العالم كلهم يبحثون عنا في كل مكان لتقديم الدعم الموثوق من ايصاله الى
الجيش الحر على أرض سوريتنا الحبيبة.
رحم الله شهداءنا البررة الذين ارتقوا و
الشفاء لجرحانا الذين يرتقون لقلة ذات اليد من اللوازم لمعالجتهم و الحرية لأسرانا
و معتقلينا و الوحدة لصفوفنا و النصر لثورتنا السورية المباركة و الخزي و العار
للقتلة المجرمين الذين لن و لن ترضاهم حتى مزابل التاريخ.
د. محمد دامس كيلاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق