الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-17

سورية الغد ومنظمات المجتمع – بقلم: عامر كدرو أبو سلامة


المصيبة العظمى في النظام السوري, منذ تولى السلطة أنه نظام شمولي قمعي, من الدرجة الأولى.

ورغم الوصف هذا, زاد الأمر مصيبة بأن دستر الأمر حتى صار قائد المجتمع والدولة!!!

فازداد تهميش الناس, وكممت الأفواه, وكبتت الحريات, وفتحت سجون الرأي على مصاريعها, وبناء عليه صودرت مؤسسات المجتمع, رغم أن سورية كانت زاخرة بمثل هذه المنظمات, كروابط وجمعيات العلماء التي كانت منتشرة في كل القطر السوري, وكذلك مناشط الأطباء والمحامين والمهندسين, ونشاط الأحزاب, والشباب والطلاب, وكانت سورية وفي وقت مبكر حراكاً غير عادي في هذا الشأن.

ورغم وجود منظمات عاملة إلى يومنا هذا, إلا أنها معلبة بالنظرية آنفة الذكر, مكبلة بإشراف المخابرات عليها, ففي سورية كل منشط يخضع لرقيب المخابرات, حتى صانع الفلافل يحتاج إلى موافقتهم, وهذا ليس للتندر, ولكنها الحقيقة التي تنادي على نفسها بقوة, وفي كل زوايا حياة الشعب.

نأمل في سورية الغد المشرق- بعد سقوط هذا النظام المتعفن- أن يحدث تغيير, وتعود الأمور إلى نصابها الطبيعي, وإلى مسارها الصحيح, الذي ينبض بالحياة الحقة, وينعم بالحرية, ويمضي نحو الحضارة بكل شعبها, فتتحول الدنيا إلى نبراس هداية, يهتدي به المهتدون, على ضوء قيمنا وثوابتنا.

فالتأصيل الشرعي لها, معلوم منذ فجر تاريخنا المجيد, من يوم ما شرع الله الأوقاف, وتشعبت مناحي خيره وتعددت حتى شملت الحيوانات, وتطور الأمر عبر العصور ليستوعب كل ألوان العمل, حتى نصل إلى عصرنا الحاضر, الذي يوصف بعصر مجتمعات منظمات المجتمع .

ففي بعض الدول المتقدمة, تجد أن عدد المنظات الشعبية العاملة, وصل إلى الآف المنظمات, وفي بعضها إلى عشرات الآف المنظمات, لأن منها الكبير الذي يقوم بجهود ضخمة, ومنها الصغير الذي يركز على جانب من جوانب العمل, ولكنه في نهايته ليس قليلاً.

من هنا كان لزاماً أن نهيء أنفسنا لمثل هذا العمل, كل واحد في مجال ما سخر له, وملتقى المنظمات الذي حصل كان جزءاً لا يستهان به في هذا الميدان, ولكنه خطوة في الطريق, ولا بد من عمل دؤوب, وجهد متواصل, وهمة عالية, وصدق عزيمة, خصوصاً عندما ندرك تمام الإدراك, أن خير هذه المنظات يبدأ من ساعة إنشائها, ويعود على شعبنا بالإيجابية, في المجال الشرعي التأصيلي, وفي مساحات العمل الإغاثي, وفي إطار العمل الطبي والحقوقي والأدبي والكتابي والعشائري والإنشادي خاصة, وسائر الفنون الأخرى عامة.

فيا إخوتي وأخوتي.....الله الله لاتؤتى الثورة من قبلنا, ولا نغيب عن ساحة الغد السوري, لمستقبلنا ومستقبل أجيالنا.

فجدوا واجتهدوا, وواصلوا العمل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق