الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-27

هـا قد عدنا أيتها الأنظمة العربية – بقلم: د. محمد درويش


بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تعالى "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِى الأَرْضِ وَنُرِى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون".

الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، ما أجمل الإحساس الذي يشعر به القارئ لهذه الآية الكرية وهو يتأمل في معانيها وأحكامها وإعجازها ونحن نسمع ونرى في وقتنا هذا نداءات الحرية والإنتصار في أمتنا الإسلامية والعربية وهي تفرح وتحتفل بنصر الله الذي تجلى على عباده في العديد من الدول، ونسمع هتافات الحرية في شامنا الحبيب تصدح بها حناجر الثوار والمتظاهرين وهي تقول " لبيك لبيك لبيك يا الله لبيك ".


نعم لقد لقد لبوا داعي الله حين دعاهم واعتصموا بحبل الله فكان حقا علينا نصر المؤمنين، لقد صدحت هذه الكلمات في كل مدن الشام جميعها، ونحن لازلنا بانتظار فرحة الإنتصار في بلادنا، بعد أن رأيناه واقعا في تونس ومصر وليبيا ومتّعنا الله به.

لا أريد أن أخوض في تفسير هذه الآية الكريمة كحال المفسرين وما فيها من عبر وعظات، ولكن أقول  إن هذه الأنظمة المستبدة وهؤلاء الطواغيت ظنوا أن الأمور أستقرت لهم وأنهم مانعتهم حصونهم من الله، فآتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وما علموا أن الأيام دول، وغرتهم آمانيهم وأعمتهم القوة التي بأيديهم، فكان أن ثارت الشعوب عليهم ليمحوا الباطل ويزيلوا أهل الطغيان.

نعم لقد تحقق وعد الله في تونس ومصر وليبيا، وتغير واقع المسلمين في المغرب، ونرى بشائر النصر في اليمن وسوريا، وخروج أعداء الأمة من الأمريكان من العراق، لقد حان بإذن الله وقت نهاية الحكم الفاسد، والحكم الجبري الذي عصف بأمتنا وآن آوان عودة الخلافة الإسلامية، وإنتصار المشروع الإسلامي في أمتنا، والذي وعدنا به رسول الله تعالى إذ يقول: " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ الله ُأَنْ يَرْفَعَهَا ،ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيّاً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ،ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ سَكَتَ". ويرى بعض العلماء أنه بداية رفع الحكم الجبري إن شاء الله.

إن ما تشهده أمتنا الإسلامية ومنطقتنا العربية من أحداث في هذه الأيام تجعلنا نقف متيقنين بنصر الله، وأن ساعة الصفر قد بدأت لنهاية حكم الأنظمة الدكتاتورية المستبدة، وبدء سقوطها، لقد عانت الأمة الويلات من حكم هذه الأنظمة بعد أن تركوا البلاد في خراب وفساد، وقسموا دولنا وشعوبنا إلى طوائف وأحزاب وأجزاء، ليسهل حكم هذه الأمة، وعذبوهم وسجنوهم وقتلوهم، لكن في النهاية عادت الدائرة عليهم، ومكن الله لهذه الأمة المستضعفة، وأظهر دينه رغما عنهم.

نعم لقد رأيننا إخواننا وهم يتولون الحكم في هذه البلاد وأعزهم الله بعد أن عادت إلى أهلها وطردوا الطغاة، لقد صدق الله تعالى إذ يقول"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ".

نعم لقد حان زوال هذه الأنظمة والأفكار الرأسمالية والإشتراكية، وأصبح من الضروري لهذه الأمة أن تعود إلى جذورها، وإلى منهجها الأصيل وإلى فطرة الله تعالى التي فطرها عليها عباده.

نعم لقد آن الآوان لهذه الامة أن تتخذ من الإسلام الحق مرجعا أساسيا في حكمها، وأن تطبقه على نفسها وعلى شعوبها، فيما يخدم أمتهم وبلدانهم، وأن يبتعدوا عن العصبية، وما يفرق الأمة، وان يكونوا رحيمين بهذه الأمة، حتى يوفقهم الله في حكمهم وأن يرسموا الصورة الرائعة لحكم هذا الدين.

إنه مهما حاول الطغاة أن يبعدوا الناس عن دين الله، وأن يطمسوا هوية هذه الأمة فلن يستطيعوا الوقوف ضد إرادة الله والشعوب، وهذه رسالة واضحة لطاغية الشام وأعوانه بأن مصيره قد أقترب وأن زواله قد حان مهما حاول وقتل، فإن النصر بإذن الله في النهاية هو حليفنا وهو ما وعدنا الله به ووعد رسوله الكريم الذي دعا الى هذه البلاد المباركة بالخير والبركة، في حديثه عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال" اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا، فقالوا: وفي نجدنا يا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، فقال الناس: وفي نجدنا يا رسول الله؟

قال ابن عمر: أظن أنه قال في المرة الثالثة: الزلازل والفتن هناك: وهناك يطلع قرن الشيطان" صحيح البخاري.

فلا يحسبن نفسه هذا الطاغية أنه سيقف في وجه المد الإسلامي الثوري، لانه في النهاية ساقط بإذن الله وإرادة الشعوب المقهورة، وان النصر حليف المظلومين. قال الله تعالى: " يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {33}".
والله أكبر ولله الحمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق