الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-30

دارت الأيام عليك يا وريث بائع الجولان – بقلم: د.عبد الغني حمدو


أعتقد والله أعلم هي المعركة الأخيرة !! وبنهايتها سيبزغ فجر الحرية على سورية  , والشمس تشرق عليها بعد عقود من الظلام , إن بشائر الإشراق كثيرة جداً , ونهاية عصابات الإجرام لم يعد لها من شمس مشرقة لعلها ساعات أو أيام , وصاحب الحق يحمل الراية , وصاحب الباطل سيُنسى في سقطات الزمان .

في الأشهر الماضية للثورة السورية , كانت العصابات هي التي تدير المعركة من طرف واحد في مواجهة شعب أعزل , تقتل أرقاماً تم تحديدها, وتعتقل أعداداً تم التخطيط لها , فهم في راحة وطمأنينة بالغة , الدول العربية والمجتمع الدولي يقف على الحياد ,.سوى همهمات نسمعها من هنا وهناك .


كتبت في بعض مقالاتي السابقة منذ أشهر , سيجعل الجيش الحر العالم يركع عند قدمية طالباً مده بالعون لقاء مصالح مستقبلية , ولن يتم ذلك إلا عندما يرى العالم مكامن القوة , فإن بقيت القوة ملكاً للسلطة فلن يتحرك أحداً , ولكن عندما يجدون قوة متنامية معاكسة تقودها الثورة , وليدة برّية حرة أصيلة , سيحسب العالم لها حساب كبير , كحالة نشوء نواة أي امبراطورية  في التاريخ البشري (بن خلدون ) كنشأة الجيش الحر من مجتمع مفكك متكاسل , يعيش تحت ظلم خانق منذ عقود , ومن صفوة هذا المجتمع انبثق مجموعة صافية نقية , هدفها نشر النور والحرية والمحبة بين الجميع , يتساوى عندهم الحياة والموت في سبيل الهدف الأسمى للجميع , فالإنسان عندما يقدم خيراً ما , فكلما كان هذا الخير عاما وشاملاً كلما  , زادت قيمته وزادت سعادة فاعل الخير .

ما يميز هذه المعركة عن سابقاتها , أن الجيش الحر استطاع وبفضل الله تعالى , أن يقاتل عصابات الحاكم على كامل التراب السوري , وبالتالي هذه الحالة لايستطيع أن يصمد قبالتها أي جيش في العالم , فالجيش الحر ليس من السهل تحديدهم فهم ينتمون لكل الثائرين , وهدفهم واضح ومعنوياتهم عالية , فهم يدافعون عن الحق , بينما عدوهم لاهدف له سوى الدفاع عن قتلة وظالمين , وجيشه يضرب شعبه , وعندما وصل رئيس العصابة لطريق مسدود أراد ان يبدي قوة اجرامية لاخافة الناس , ولكن قابلها الثوار باشعال المعركة على كامل الأراضي السورية , وهنا لن يستطيع دعم وحداته في المناطق المنتشرة , وإنما ستعتمد كل قوة مسلحة على ذاتها , والقطعات العسكرية النظامية , عندما ترى قواتها تتآكل ولا تجد دعماً , وليس عندها عقيدة واضحة تقاتل وتضحي في سبيلها فستنهار في أيام قليلة .

يضاف إلى ذلك أن المجرم مهدد بقرارات دولية قادمة , وهذه القرارات والخوف منها ستجعل الكثيرون ممن يدافعون عنه في حلة من أمرهم لينجوا بجلودهم قبل أن تلتهم النار القادمة , نار محاسبة المجرمين على إجرامهم .

وقد يرحمنا الله رحمة واسعة , في أن يكون صناعة خبزنا بأيدينا , ولن نحتاج لعجان مستورد , وأشعر شعوراً داخلياً لطالما صدق معي , أن مجلس الأمن لن تكون سرعة قراراته أسرع من أبطالنا الأحرار , وخصوصاً بعد أن أصبحت المعارك في دمشق وعلى أبوابها ومحيطها , ومشاركة أهل حلب في الثورة لهو دليل حتمي على أن المجرم وزبانيته  , يهوون مسرعين في هاوية سحيقة , لن يصلوا لقعرها بسبعين خريفاً هي جهنم مستقرهم وبئس المصير .

حياكم الله ياثوارنا الأحرار وجيشنا الحر البطل , اصبروا وصابروا واضربوا , فهي المعركة الحاسمة , المعركة الفارقة بين الحق والباطل , فالحق له كبوات , وإن وقف ضد الباطل , يصبح الباطل كالجرز يبحث عن مجرور ماء آثن , فالحق معكم وانتم حاملين لوائه والله معكم وهو الحق ومع الحق دائما .
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق