الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-24

حتى أنت ياحسون!!! بقلم: محمد زهير الخطيب


بلغ النظام السوري أوج عربدته في عام 2010م حيث زاره الحريري وجنبلاط صاغرين، وخفتت نبرة الاوربيين والفرنسيين نحوه، وأكدت أمريكا أنها تريد تحسين سلوك النظام وليس إسقاطه، وكانت جماعة الاخوان السورية مازالت تعلق معارضتها للنظام بعد أحداث غزة، ولم يتوقع أحد أبداً أن هذا بالضبط كان الهدوء الذي يسبق العاصفة!!!.

العاصفة بدأت من تونس ومصر وعرجت على ليبيا واليمن ودخلت سورية بزخم من باب درعا، فمن درعا هلت البشاير، وتبعتها باقي المحافظات تترى حتى بلغت المظاهرات في بعض الايام أكثر من 500 نقطة تظاهر.


اليوم وبعد أن قارب عمر الثورة العام، بدأت أمارات تآكل النظام تتوالى بانشقاقات وانسحابات لا تخفى على العين البصيرة، ولن نتكلم عن الجيش الحر والمناطق شبه المحررة في الزبداني وادلب وحمص، بل نريد رصد بعض قوى المجتمع المدني التي انحازت للوطن وانتقلت من اللون الرمادي الى اللون الابيض لون الثورة الناصع.

فقد أعلن عدد من الفنانين التشكيليين السوريين المعارضين تأسيس "تجمع التشكيليين السوريين المستقلين" وقالوا في بيان وقعه نحو سبعين فناناً: يجد الفنانون التشكيليون السوريون أنفسهم أمام استحقاق طال تأجيله، تأسيس كيان مهني مستقل يخصهم ويشبههم ويدافع عنهم ويعبرعن خياراتهم الفكرية والإبداعية في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ شعبهم. وأضاف البيان أنه بات ضروريا الإعلان أن النقابة الحالية لا تمثلهم، وأنهم قرروا إنشاء كيان مهني جديد من صنع أيديهم.

ومن بين أبرز الموقعين على البيان: يوسف عبدلكي، عاصم الباشا، منير الشعراني، غسان نعنع، ادوار شهدا، ناصر حسين، فادي يازجي، ياسر صافي، نسيم الياس، طلال أبودان، هبة عقاد، سعد حاجو، محمد الرومي، نزار نيوف، عبدالله الأصيل، نصوح زغلولة، جابر العظمة، رافيا قضماني، حسكو حسكو، ايمان حاصباني، بالاضافة إلى آخرين...

كذلك دعت مجموعة من الكتاب السوريين إلى تأسيس "رابطة الكتاب السوريين الأحرار" كبديل لاتحاد الكتاب العرب، وذلك في مرحلة الثورة، بحسب ما قال الناشط والمعارض المعروف حازم نهار، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. وجاء في بيان هؤلاء الكتاب: إن الرابطة تعبرعن مشاركتنا في الثورة السورية، وعن شعورنا بالحاجة إلى إطار ديمقراطي ومستقل لعموم الكتاب السوريين، يعبر عن الواقع الجديد لسوريا التي تولد الآن في شوارع الحرية. ومن بين هؤلاء نذكر الطيب تيزيني وشوقي بغدادي وبرهان غليون وياسين الحاج صالح ورفيق شامي وميشيل كيلو وخالد خليفة ورشا عمران ومنذر المصري وفايز سارة ورزان زيتونة وبدرخان علي وخطيب بدلة وسمر يزبك ونصر الدين البحرة وحازم نهار وسحبان سواح وماجد رشيد العويد وغيرهم...

والتجمع الثالث "تجمع فناني ومبدعي سوريا الأحرار". فقد أصدر أكثر من 300 مبدع وفنان سوري من باريس بيانا نددوا فيه بالنظام الامني الحاكم في سوريا وبطريقة الاصلاح التي يعتمدها والتي تؤدي الى مزيد من القتل وسفك دماء آلاف الابرياء في سوريا، وأعلنوا "الانحياز الى شعب يبتدع حريته"، معتبرين أن المؤسسات الثقافية السورية الرسمية "فقدت كل شرعية أخلاقية ومهنية".

ووصف البيان ما يحدث في سوريا اليوم بانه صراع بين مخيلتين: الاولى تضج بفن التظاهرات وحلولها الحركية البصرية وبالغناء والرقص والسخرية وتمجيد جمال الحياة والحرية، بينما ترقص المخيلة الاخرى على أجساد القتلى والمعتقلين وتقتل الحياة وتكره وتلعن الحرية. وشدد البيان على أن آلة السلطة التي انتهكت حق التعبير بالمنع والمراقبة تمنع اليوم حق الحياة، حيث تكشفت مؤسسات الدولة عن "هيكل وهمي" فتحولت المدارس إلى معتقلات والمشافي إلى غرف تعذيب وفقدت المؤسسات الثقافية كل شرعية أخلاقية مهنية.

وأشار البيان إلى أن السلطة السورية انتهكت حق التعبير بالمنع والرقابة، واستخدمت وسائلها للقمع والقتل والتعذيب وضرب الفنانين والمبدعين، فـ"ذبحت غياث مطر، وانتزعت حنجرة القاشوش، واقتلعت عيني فرزات يحيى جربان، ومثلت بجسد الطفل حمزة، واخترق الرصاص جسد الطفلة هاجر.

كما اعتبر المبدعون والفنانون السوريون الذين وقعوا هذا البيان أنهم لا يستطيعون إعادة الشهداء للحياة لكنهم يستطيعون تمجيد الحياة بالعمل مع السوريين لبناء وطن جديد.

وختم البيان الذي وقع باسم تجمع المبدعين نحن، تجمع فناني ومبدعي سوريا من أجل الحرية، نعلن اليوم بدء بحثنا عن شرعية جديدة تطلق حرية الابداع واسئلته وتصون استقلاله ولا تساوم على حقوق الانسان. ووقع البيان شخصيات تنتمي لميادين الفن والابداع المختلفة وعلى رأسها اسامة محمد ومحمد ملص وفارس الحلو وعلي فرزات وهالة عبدالله وهالة محمد ونضال الدبس، وآخرون...

وتحت عنوان: "بيان من أجل المواطنة" أصدر أكثر من مائة منَ المواطنين السوريين من أبناء الطائفة العلوية بياناً أكدوا فيه دعمهم لمطالب الثورة السورية، مستنكرين في الوقت ذاته محاولات لنظام السوري لربط العلويين خصوصاً والأقليات عموماً به.

وجاء في البيان الذي نشر في الفيسبوك والذي بين أن المجال مفتوح أمام آخرين للتوقيع عليه:
نحن الموقعون أدناه، مواطنون سوريون، علويو المولد، اخترنا أن نعبر عن رأي مجموعة كبيرة من أبناء الطائفة العلوية حيث أجبرتنا الظروف والمسؤولية الوطنية إلى الإشارة مكرهين إلى خلفياتنا الاجتماعية. منذ بداية انتفاضة الحرية في سوريا، دعمنا كافة مطالبها مروراً باسقاط النظام بكافة رموزه وانتهاء ببناء دولة مدنية ديموقراطية تحترم جميع مواطنيها. إننا نستنكر محاولة النظام من خلال ألاعيبه الأمنية والإعلامية ربط الطائفة العلوية خصوصاً والأقليات الدينية عموماً به.

بنفس السوية ندين سلوك وتصريحات أطراف معارضة تحاول إضفاء صفة طائفية على انتفاضتنا التي كانت ومازالت انتفاضة كرامة بمطالب مدنية. هذه الأطراف ليست سوى الوجه الآخر للنظام القمعي...

 وعلى المستوى الفردي، فيبدو أن الفنان بشار رفيق سبيعي، جرب العودة إلى الوطن والتعايش مع النظام في الوقت الذي انسد فيه أفق المعارضة قبل الثورة، ولكنه بحسه الوطني انحاز إلى الثورة عندما بدأت وكتب على صفحته في الفيسبوك تعليقاً على سلوك الجامعة العربية وباللهجة العامية ما يلي: (لك شو المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتبعها أنتخابات تشريعية ورئاسة، بعد تفويض نائب الرئيس بصلاحيات كاملة!!!!!!! شو هالإهانة لأرواح البشر والناس يللي عم بتموت كل ساعة وكل يوم!!!!! شو هالعبث الدموي بمستقبل سوريا والعهر السياسي الصادرعن جامعة عربية تفتقد إلى أدنى مستوى للأخلاق والشرف العربي الذي يحمي المستجير ولو كلفه ذلك نفسه!!!!!!!
ياحيف....)

كذلك أعلن المفتّش الأوّل بالجهاز المركزي للرقابة المالية برئاسة الوزراء السوريّة ومسؤول التفتيش بوزارة الدفاع محمود سليمان حاج أحمد  انشقاقه عن النظام.

ومن طرف آخر أعلن الشيخ عبد الجليل السعيد مدير مكتب مفتي سوريا إنشقاقه عن المؤسسة الدينية في البلاد. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية أنه يعلن إنشقاقه واستقالته الكاملة من العمل في المؤسسة الدينية وقيادة المفتي أحمد حسون. ثم نشر الغسيل الوسخ لحسون وبعض أولاده، وتعاملهم مع المخابرات ومساهمتهم في قمع واعتقال المتظاهرين...

غير أن العدوى وصلت إلى حسون نفسه، ففي حديث لوكالة "فارس" الإيرانية بدأ حسون يدندن على حفظ خط الرجعة في حال انتصار الثورة، فقد قال: الرئيس السوري لا يريد البقاء في الحكم وأنه يسعى للعمل على تنفيذ إصلاحات حقيقية، وقال: "لو كان غير ذلك لتركته ولم أبق بجانبه للحظة واحدة"، وقال حسون أنه لم يدافع يوماً عن بشار الأسد أو نظامه بل دافع عن الحق والحقيقة!!!.

إذن حسون يظن أن كل ما يلزمه بعد السقوط المدوي للنظام أن يقول: هل تذكرون ما قلت لكم؟ ألم أقل لكم! كنت أبحث عن الحق والحقيقة، ويبدو أني أخطأتهما، وجلّ الذي لا يخطئ، فسامحوني!!!.
حتى أنت يا حسون!!!
محمد زهير الخطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق