الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-18

بين الروابض والرواحل – بقلم: د. عامر كدرو أبو سلامة


فرق كبير بـين الراحلة والرويبضة, وإن كان الجامع بينهما أن النبي- صلى الله عليه وآله وصحبه- قد تحدث عنهما, وشتان بين هذا وذاك.

الرويبضة شخص متسلق, همه أن يكسب بلغة أخساء التجار, ولا هم له سوى هذا المعنى, ولو كان الأمر في السياسة أو الأدب, فهذا طبعه, وهذه تربيته, وهكذا تعود.

ذم الناس وتحقيرهم ديدنه, فعلى أكل لحومهم يعتاش, ولأنه رويبضة ( فارغ من محتوى يقدمه للآخرين) يلجأ إلى لفت أنظارهم, ولو برائحة تزكم الأنوف,
فهكذا شخص لايستحي من النواتج, والمهم أن يذكر ولو بالسوء.


مصيبة أن يتصدر هؤلاء مجالس الناس, كارثة أن يكتبوا مقالة, طامة أن يخرجوا إلى وسائل الإعلام ليدلوا بتصريح, إن الروابض ( شبيحة من نمط آخر) ولكنهم شبيحة في نهاية المطاف, وإن قالوا عنهم:

إعلاميون.......مفكرون...........أدباء.............إلخ.
صدق رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما أخبر أن من علامات الساعة, أن يظهر هذا الصنف من البشر, وهاهم يظهرون بصورة واضحة, وبشك قوي
ساعدتهم وسائل العولمة حتى يصلوا إلى الناس في غرف نومهم, ويا للعجب!!!!!!

ولا أدري ما وجه الشبه بين الروافض والروابض, أهو الجرس والإيقاع؟ أم التقية والتلون والنفاق؟ أم الخداع؟ هل لأنهم يقتلون القتيل ويمشون بجنازته؟ ربما.. أم لأنهم يتلذذون بجلد الذات والعدوان على النفس براجع المذمة, ولو كان الذي يذم أباً أو أماً, أو ربما صحابياً مضى- رضي الله عنهم جميعاً- أو صحابي يدب على الأرض بخلقه وأدبه, كل شيء وارد.

ربما تحول المرء إلى رويبضة بسبب أنه لم يترفع عن السفاسف؛ ولم يرتق إلى المعالي, وقبل أن يكون لصيق الوحل, وطابت له حياة التراب!!!

في النهاية هو رويبضة, وفي الأول لم يكن سوى هذا, وقد تحدث التوبة, فالتوبة تجب ما قبلها.

أتمنى أن يتحول( الروابض) في ظل بشار ونظامه إلى غير ما هم عليه, فيكونوا شامة جديدة, ويطلقوا هذا النظام الزائل بإذن الله.

ويبقى السؤال الملح في هذا الشأن, هل يمكن أن يتحول الرويبضة, إلى شيء آخر؟؟؟؟؟ لم لا, فالرويبضة سيرة وخلق, يمكن لها أن تتحول إلى عالم الإيجاب, وأتمنى أن يتحول كثير من الروابض, إلى رواحل قبل أن يفوت الأوان.

فالرواحل عنوان مجد, ومركز عطاء, وأنموذج خير, ودليل فلاح, وخريطة أمل, وسبيل نجاة, وبريق نور, وعطاء لا يعرف الكلل, وتضحية تترفع عن الملل,
ولا يعرف الكسل إليها سبيلاً, شموع تحترق حتى تضيء للآخرين دروبهم, يجوعون حتى يشبع الناس, يترفعون عن السفاسف, ولا يخوضون بما يخوض به الخائضون, ينظرون إلى الماضي بروح الحاضر ليبنوا المستقبل, لا يلهثون وراء مطمع, بل يقلون عند الطمع, ويكثرون عند الفزع, يقدمون ولا يبحون عن مقابل, اللهم إلا البحث عن أجر من الله تعالى, وتطلع إلى رضوانه.

الرواحل قادة بلا ألقاب, سادة وإن لم يسعفهم النسب, يتربعون على كراسي الرفعة, ولو حاربهم أصحاب الكراسي, بيض الوجوه ولو كانوا سمراً, أقوياء الإرادة وإن كانوا نحاف الأجساد أحياناً, نظرهم إلى السماء دوماً, وإن كانوا في فقر وفاقة.

نجد هؤلاء اليوم, في بابا عمرو وباب سباع والحولة وحماة وعلى ضفاف الفرات ينتشرون وبإدلب يكثرون وبدوما ودرعا والشام ليسوا قليلين وبحلب والساحل يظهرون, وفي كل أرض سورية يبرزون, بأبي وأمي هم ركب الزمان, أصحاب الخير والصولجان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق