أجهدت نفسي في البحث عن مقاطع خطاب بشارفي
اليوتيوب فوجدت ست حلقات سمعتها، وحاولت أن أفهم ما يريد وهذا سرد موجز للحلقات :
الأولى
: ركزها على أن التآمر الخارجي هو محرك الأحداث
في سوريا ، وذكر أن أكثر من (60) قناة فضائية
وعشرات المواقع والصحف ، تفبرك وتنشر لتخفي حقيقة ما يجري في سوريا ...وخير مثال المقابلة
الأخيرة مع الصحفية الأمريكية فقد بدلوا كلامي وادعوا أني تهربت من المسؤولية ...
الثانية
: ركز هجومه على الجامعة العربية ، وكيف تخرج سوريا ( قلب العروبة منها ) لتبقى جسدا
بلا روح ...وكرر قوله : ماذا قدمت الجامعة العربية للقدس ، وللصومال ...وغيرها .
الثالثة
: تكلم عن الشأن الداخلي ...الخارج ضد الإصلاح الذي نقوم به ، والإرهاب لايوقفه الإصلاح
، وقد أعلنت عن الإصلاح منذ عام (2000) وكررته عام (2005) وموضوع تأخره موضوع آخر
...ورفعنا قانون الطوارئ، والمفروض أن نفرضه في هذه الأحوال ...وأجهزتنا الأمنية بدون
إجازات منذ أشهر ...
الرابعة
: - صدر قانون الأحزاب وشكل حزب قبل أسبوعين وثاني أمس .
- لم
تعط انتخابات الادارة المحلية نتائج لعدم وجود المشاركة الواسعة
- انتهت
الحكومة من إعداد قانون الإعلام ...
- صدر
قانون الانتخابات ...
- مكافحة
الفساد تأخر بسبب هيئة التفتيش .
- صدر
مرسوم وشكلت لجنة إعداد الدستور ويركز على التعددية السياسية ، والشعب مصدر السلطات
وسوف يطرح على الاستفتاء في أول آذار ، وبعده تكون انتخابات مجلس الشعب في أول أيار
أو حزيران
- حكومة
الوحدة الوطنية ...تكون حيث توجد طوائف وأمراء حرب ...وهذا غير موجود عندنا ...ونريد
معارضة وطنية غير مرتبطة بالخارج لتدخل معنا في حكومة وفاق وطني ...
الخامسة
: هل يمكن لثائر أن يسرق ؟ ويغتال ؟ انخفض التدريس في المدارس والجامعات إلى النصف ( وخربت ألف مدرسة ) ...
- وتنتهي
هذه الحالة عندما ننهينا ( نحن ) ونوقف تهريب السلاح والمال من الخارج ، وننتصر على
الإرهاب ...وفي الوطن لايوجد وسط ...كلنا خط واحد ...
- السادسة
: يعرض ثقته بالشعب ذي الانتماء الصوفي لهذا الوطن ، ويحيي رجال القوات المسلحة الذين
يحمون الشعب ....
وقفاتي مع هذا الخطاب :
1- للانصاف
لابد من القول أنه صدق في نقطة واحدة في خطابه وهي أن سوريا اهتمت بالتعريب ، وجعلت
الدراسة في جامعاتها باللغة العربية – حتى في الطب – وكي أكون منصفاً ...هذا صحيح
...لكن ليس الفضل له ولا لأبيه ....بل هذا مؤصل في سوريا منذ الاستقلال ...والحمد لله
أن النظام الأسدي لم يقض على هذا المكسب العربي في سوريا .
2- هذا
الخطاب تصحيح منه لمقابلته مع الصحفية الأمريكية المخضرمة التي تنصل فيها من المسؤولية
، وادعى أنه ليس مسؤولاً عن القتل ...وبضغط من الأسرة ( المافيا ) أعد له هذا الخطاب
ليفلسف القتل ويبرره ، بأنه دفاع ضد التدخل الخارجي وضد الإرهاب .
3- كيف يريد بشار أن يصدقه الناس بأن (60)
قناة في العالم تكذب وتفبرك ، وأن مئات المواقع والصحف ضده وضد عصابته ...وبالتالي
كأنه يقول: العالم كله يكذب ويفبرك ضدنا، ماعدا
فضائية الدنيا والصحف الأسدية و( أحمد الحاج علي )...
4- شن هجومه على الجامعة العربية – مع أنها
تقف لصالحه – لكنه في حقيقة أمره ضد العرب ، وأبوه قبله وقف مع إيران ضد العراق طوال
ثمان سنوات جهاراً نهاراً ، كما وقف مع أمريكا والامبريالية العالمية كما يقولون ضد
العراق العربي بل البعثي أيضاً ....لأن النظام الأسدي في حقيقة أمره غير عربي ، إنه
صفوي صهيوني ضد العروبة والإسلام ...
5- وعد بالإصلاح سنة (2000) في خطاب القسم
، وكرر الوعد به عام (2005) ...وتأخر الإصلاح هذا أمر آخر ...فما الفائدة من وعودك
يا بشار ؟؟؟ لو نفذت بعضها لما قامت الثورة السورية ....لو نفذت بعض الإصلاح عند بداية
الثورة ...لما تطورت الثورة إلى المطالبة بإسقاط النظام ...والثورة أصلاً لأنك تقول
غير ما تفعل ...تقول أنك نظام مقاومة ، وقتلت أنت وأبوك من الفلسطينيين أضعاف ما قتل
الصهاينة ....تقول أن سوريا قلب العروبة وأنت جعلتها قلب إيران الصفوية ، وبعتها لإيران
كما باع والدك الجولان للصهاينة ....الثورة كلها يا بشار لأنك تقول عكس ما تفعل تماماً
...والتغميز على اليسار ثم الذهاب من اليمين صار مفهوماً ومحفوظاً لدى الشعب السوري
....
6- كل وعودك لم تعد مسموعة لدى الشعب ...فأي
رفع لقانون الطوارئ ...وقتل الشعب بدأ بعد رفع قانون الطوارئ ...وأي دستور تريد أن
تغيره ؟؟ دستور أبيك الذي جعل القرار كله بيده ، وجعل مجلس الشعب والحكومة مجرد ( كومبارس
) يصفق للرئيس ويصدق على قراراته ...
7- من يصدق أن نظامك يمكن أن يقبل التعددية
السياسية ، هل تجرأ أن تجري انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف عربي ودولي ؟؟؟ ما هو مصيرك
عند ذلك ...يا قاتل الأطفال والنساء ....ما هو مصيرك في الانتخاب الحر النزيه !!! أم
أنها انتخابات أسدية ، عدد الذين يدلون بأصواتهم ب ( نعم ) أكثر من عدد الناخبين كما
عودتنا ...
8- ويتضح هجومه على السعودية دون أن يذكرها
بالاسم ، ويتبجح أن سوريا ديموقراطية منذ عقود ...وجهل أن الشعب العربي السعودي والكويتي
والقطري وعموم الشعب العربي في الخليج يعيش في أمن وأمان وعدالة أكثر من الشعب السوري
بألف مرة ، وهذا الحكم عن خبرة وتجربة ، وليس عن عاطفة ... ولكن ( زميل القذافي ) يريدنا
أن نصدق أكاذيبه بأنه هو الديموقراطي وغيره مستبد ، وكما يقول المثل ( رمتني بدائها
وانسلت ) ....
ألم تر أن ( الملك المغربي ) عدل الدستور ،
وسمح بانتخابات حرة ونزيهة ، أوصلت من أراده الشعب إلى الحكم ...
ألم تر أن السلطان قابوس سن عدة قوانين أرضى
بها شعبه مذ بدأ الربيع العربي...
ألم تر أن الربيع العربي كشف حقيقة الأنظمة
التي تسمي نفسها ( تقدمية )... وأكد للعالم أجمع أن الأنظمة الملكية أكثر عدالة وحرية
منها بألف مرة...
لكن الحقيقة المرة أن بشار لا يسمع ولا يرى
....سوى الورقات المكتوبة أمامه.... والمنافقين الذين يصفقون له في القاعة فقط ...
وهذه هي المشكلة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق