الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-23

الـقــــاهرات...!!! - بقلم: د. أبو بكر الشامي


بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرةٌ اليوم، هي المدن التي يليق بها هذا الاسم باستحقاق عال في سوريّة الثائرة:
فدرعا وحمص وإدلب وحماة ودمشق ودير الزور واللاذقية وطرطوس والحسكة، وغيرها من المحافظات السوريّة المجاهدة، كلّ واحدة فيها اليوم قاهرة...!!!
وأنخل، والمسيفرة، ونوى، وخربة غزالة، والحارّة، ومدينة جاسم، والحراك، وداعل، وإبطح، وغيرها من مدن حوران البطلة، كلّ واحدة فيها اليوم قاهرة...!!

ودير بعلبة، والوعر، والبياضة، والحولة، وباب السباع، وباب عمرو ، وتل كلخ، وكفر لاها، وتل ذهب، والطيبة، وغيرها من مدن وأحياء حمص البطلة، كل واحدة منها قاهرة أيضاً...!!!


وجبل الزاوية، ومعرّة النعمان، وكفرنبل، وكفرعويد، وكفرتخاريم، وسراقب، وبنّش، وأريحا، وكنصفرة، وجرجناز، وغيرها من المدن والبلدات الإدلبيّة البطلة، كل واحدة فيها قاهرة كذلك...!!!

والحاضر، وساحة العاصي، والسلميّة، والتكية، وحلفايا، وكفرنبودة، وحي القصور، وشارع الأربعين، وطيبة الأمام... وغيرها من مدن حماة وبلداتها وأحيائها البطلة  كلّ واحدة منها صارت اليوم قاهرة...!!!

والزبداني البطلة، ودوما، والميدان، والكسوة، وداريّا، وحرستا، والتل، وعربين، ودمّر، وزملكا، وغيرها من مدن وبلدات ريف دمشق البطلة، كلّ واحدة منها قاهرة...!!!

وهكذا، فلقد تحولت كل مدينة سورية، بل كل قرية، وكل حيّ، وكلّ ساحة، وكل شارع، إلى  قاهرة للأسديين والصفويين وعملائهم من المنافقين الحاقدين.!!!

فلقد ملأت تلك المدن السوريّة المجاهدة قلوب العرب والمسلمين عزاً وفخراً، كما ملأت قلوب الأسديين والقرامطة والصفويين حنقاً وقهراً...!!!

بما حباها الله به من فتيةٍ مؤمنين، ومجاهدين صادقين، وحرائر طاهرات، غسلوا عار نصف قرن من الذلّ والهوان، وفقؤوا أعين المتآمرين، وفجروا براكين الغضب على الأسديين، وأحيوا مآثر النضال والجهاد في أجدادهم ابتداءً من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم وخلفائه الراشدين الفاتحين، ومروراً بالقائد المظفر صلاح الدين، وانتهاءً بصناديد ثورة التحرر من الفرنسيين، رضوان الله عليهم أجمعين...

لقد ظنّت الصفويّة المجوسيّة الغادرة، تدعمها العصابة الأسديّة القرمطيّة الفاجرة، بأن فرصتها للسيطرة على العالم العربي والإسلامي، وتطويع الخليج العربي لأحلامها الخبيثة، وعقليتها المتعجرفة، وشعوبيّتها المقيتة، قد باتت وشيكة بعد أن زيّنوا للأمريكان والصليبيين والصهاينة، وساعدوهم في احتلال العراق الشقيق وتدمير مرتكزاته، وتشريد شعبه، وسرقة خيراته.!!! 

فأسرعت لإحكام قبضتها على المنطقة العربية، ابتداءً من سورية ولبنان، مروراً باليمن ومنطقة الخليج العربي، وانتهاء بمصر الكنانة، ودول المغرب العربي، لتعيد بذلك أحلام وطموحات امبراطورية فارس التي دمّرها العرب المسلمون، وتنتقم منهم ولو بعد حين...!!!

وتحركت في سباق محموم مع الزمن لبسط هيمنتها على خيرات المنطقة وخياراتها  قبل أن يمر الوقت الكافي الذي يصحو فيه المسلمون من سكرتهم، أو يفيق العرب من غيبوبتهم، أو يتمكن الاسلام السياسي من القفز الى سدة الحكم في المنطقة، فبدؤوا ببغداد الحبيبة، حصن العروبة وقلعة الإسلام، ثم ثنّوا بسورية العظيمة، قلب العروبة والإسلام، وشام الرسول صلى الله عليه وسلّم،  فكانت المفاجأة المذهلة، والمعجزة المقدرة، اذ وقفت سورية العروبة والإسلام مستجمعة كل ما لديها من رصيد عربي واسلامي لتصد هذه الهجمة الصفوية القرمطية العاتية وتحبط كل ما تحمله من مخططات خبيثة.

وتطاول الشعب السوريّ العظيم بهامته الشامخة مستحضراً كل ألق التاريخ وأمجاد الماضي، وأمسك بيديه الجبارتين جدار الأمة المتصدع وسد العرب المتخلخل ليمنعه من السقوط والانهيار، الذي لو حدث لا قدر الله لعمَّ الطوفان الصفوي المنطقة كلها، ولأغرق الحقد المجوسي العالم العربي والإسلامي بأسره.

ولذلك فقد جاء الحقد الصفوي والقرمطي على سورية ومدنها الثائرة المنتفضة بهذا المستوى من اللؤم والخسّة والانحطاط، كما جاء رد فعلهم الإجرامي بهذا المستوى من القذارة والبشاعة والدمويّة والساديّة... !!!

جاء ليوازي في عقلهم الباطني الحاقد حجم الوقفة التاريخية الجبارة التي وقفتها  دمشق وأخواتها من المدن السوريّة المجاهدة، وليعكس مدى الحنق والغيظ والقهر الذي طفحت به قلوبهم الحاقدة عليها، التي فوتت عليهم أعظم فرصة تاريخية للسيطرة على المنطقة.

وأيم الله .! لو أن ما سلطته الآلة الأسديّة القرمطية الحاقدة،  وأعوانها وأذنابها على دمشق المؤمنة وريفها الصابر المجاهد، وعلى درعا وحمص وإدلب وحماة، وغيرها من المدن والبلدات السورية الثائرة المجاهدة،  من الحقد والشر والهمجية  لو أنه كان قد سُلط على الجبال الراسيات لاندكت، ولو أن عشره كان قد توجّه إلى الجولان المحتلة لتحررت...!!!

ولكن دمشق الحبيبة، وحمص العملاقة، ودرعا وإدلب وحماة وغيرها من المدن السوريّة المنكوبة، خرجت _بحمد الله _من بين الأنقاض شامخة عزيزة أبية …

وحمل أبناؤها وبناتها المؤمنون الغيارى من أهل التوحيد والوطنيّة والشهامة والمروءة والنجدة، يحميهم جيشنا السوريّ الحرّ البطل، ويعاونهم ويشد من أزرهم كل أصيد أغرّ من إخوانهم الغيارى من أبناء العروبة والإسلام، ونخص أهلنا الأبرار الأطهار من أبناء الخليج النجباء. 

حملوا سيوفهم البتارة، وامتطوا صهوات خيولهم اليعربية الأصيلة، وفي مثل لمح البصر، نظموا صفوفهم، وحركوا كتائبهم، وتصدوا للقرامطة البرابرة من الأسديين والشبّيحيين والمجوس الصفويين، وأذنابهم من المنافقين والمتآمرين والخونة، فأشعلوا الأرض لهيباً تحت أقدامهم، وأمطروا السماء صواعق مواحق فوق رؤوسهم، فحطّموا عنجهيّتهم، ومزقوا دباباتهم، وأحرقوا مدرعاتهم، ونثروا أشلاء جنودهم المرتزقة في أزقة باب السباع، وباب عمروا، والرستن، وفوق جبال الزبداني، وجبل الزاوية، وكفرتخاريم، فشبعت منها الكلاب...!!!

حتى بات أولئك البرابرة الأوباش يلعنون اليوم العاثر الذي ورّطتهم فيه فرنسا والصهيونية قبل حوالي نصف قرن من الزمن، في هذا الأتون الشاميّ الأمويّ المحرق، وكانوا قد حسبوها فرصة نادرة للغدر والعهر واللصوصيّة...!!!

وكما وقف رسول هذه الأمة وقائدها الأول محمد (ص) قبل أربعة عشر قرناً في خندق العز والإيمان وهو يواجه حشود الأحزاب من المشركين واليهود والمنافقين في معركة الخندق، ليبشر المؤمنين بفتح قصور الروم ومدائن كسرى، بالرغم من شدة الكرب وهول الموقف الذي كان يعيشه المسلمون، والذي عبر عنه القرآن الكريم بعباراته المعجزة فقال: (( إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر )). الأحزاب.

أقول: وكما وقف النبي (ص) وسط هذا الهول المزلزل، ليبشر الأمة بالفتح، ويعدهم بالنصر.

كذلك فقد وقف المجاهدون الغيارى من أبناء جيشنا السوريّ الحرّ البطل، فوق أكوام الهدم، وأنقاض الردم، التي خلفها العدوان الأسديّ البربري الحاقد على دمشق الحبيبة الجميلة، وريفها البطل، ودرعا الشامخة الراسخة، وحمص العملاقة، وإدلب البطلة، ليبشروا السوريين والأمة كلها بفتح الله المبين ونصره الناجز، ودحر العصابات الأسديّة الغادرة الفاجرة، وتحرير الشام من أرجاسها وأحقادها، ويبشروا العرب والمسلمين والإنسانية كلّها  بميلاد حقبة جديدة في تاريخ سورية والمنطقة بأسرها  …

حقبة، ينـزاح فيها الشر والقهر عن سورية الحبيبة قلب العروبة والإسلام، ويتدحرج الكفر والظلم والطغيان القرمطي الصفوي ليهوي بأهله في مكان سحيق ويشرق فجر سوري وعربي وإنساني جديد، تكون فيه لقيم الخير والحق والعدل والحريّة والكرامة والفضيلة مكانة مرموقة تحت الشمس  …

بسم الله الرحمن الرحيم (( ويقولون متى هو.!؟ قل: عسى أن يكون قريباً ))
صدق الله العظيم
الدكتور أبو بكر لشامي
دمشق: في التاسع والعشرين من صفر / 1433 هجري
الموافق: للثالث والعشرين من كانون الثاني / يناير / 2012 ميلادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق