الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-31

ألم يشبع النظام من دم الحمويين - بقلم/ د.عامر كدرو أبو سلامة


لقد ارتكب النظام السوري جريمة كبرى, في مدينة حماة الباسلة البطلة, عام اثنين وثمانين من القرن الماضي, وكانت فظيعة بكل المقاييس, مؤلمة بالموازين كافة, ارتكبت فيها من الجرائم ما يندى له الجبين, ويحزن قلب كل إنسان سمع عن هذه الكارثة, فضلاً عمن سمع أو شاهد, قتل فيها عشرات آلآف البشر, لم يفرقوا بين كبير أو صغير, ولا بين ذكر أو أنثى, هدموا البيوت على روؤس أصحابها, خربوا المساجد والكنائس, ولم يسلم من تخريبهم حتى الأماكن السياحية الأثرية.

إنها مأساة العصر بلا منازع, ولاتنافسها جريمة في هذا العصر, مهما بلغت فظاعتها, ووصفت قسوتها, ذلك أن حماة وقع فيها من صنوف التنكيل, وأنواع التعذيب, وأشكال القتل, وطرائق انتهاك حقوق الإنسان, ما لو سمع بهذا أحد ربما تردد في التصديق, لأنه يريد التوثيق, لأنه لايصدق عن بشر بصورة عادية –مهما بلغت ساديته – أن يصل إلى هذا المستوى من الفظاعة.


نقول لكل من تردد في تصديق الخبر, الحقيقة موثقة توثيقاً دقيقاً, بعيداً عن العاطفة المجردة, أو النقل العام للخبر, بلغة العنعنة المضعفة للأخبار.

ولا أدري أين العالم المتحضر!!! عن مثل هذه الجريمة ضد الإنسانية, وفيها إبادة جماعية بطريقة وحشية همجية, وفيها مقابر جماعية, وتفصيلات في الحدث كارثية, تعبر عن انتهاك صريح لحقوق الإنسان؟؟!! أم أن المسائل انتقائية, أم هناك مكاييل مختلفة, ومقاييس متفاوتة!!؟

أين الجمعيات الحقوقية في العالم, من هذه الكارثة, التي لاتسقط بالتقادم؟؟ لماذا لايدرجونها في ملفاتهم, ويجعلونها في دواوين أعمالهم, ويضعونها في برامج أعمالهم؟ فإذا كانت بعض الملفات عن بعض الجرائم التي مضى عليها زمن طويل, تفتح وتناقش وتصدر فيها أحكام, فإننا نطالب كل الجهات المعنية في العالم إلى فتح ملف حماة, والتحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام في حق هذه المدينة الصلبة الصامدة المجروحة, تفتح الملفات حتى يعرف الناس حقيقة هذا النظام, ومن أجل أن يعاقب المجرمون الذين ارتكبوا هذه الجريمة, إحقاقاً للحق, وتقريراً للمعدلة بين الناس, والإنصاف للمعتدى عليهم, والثأر للدماء التي أريقت ظلماً, وحتى يعوض كل من تضرر من هذه الكارثة.

نريد من الجمعيات المتخصصة, أن تنهض بواجبها, وتضلع بمهماتها, وتثبت عدالتها وإنصافها, وتبرهن على حياديتها ومهنيتها, وتؤكد أنها فعلاً ما وجدت إلا لخدمة الإنسان, والبحث عن سبل العدالة في خدمته.

أقول هذا, والأخبار الواردة اليوم من حماة, تؤكد أن جريمة ارتكبت في حق المتظاهرين, عشرات القتلى, ومئآت الجرحى, والمستشفيات تشكوا من نقص حاد في الدم وبعض الأشياء الطبية, ولا أدري ماذا يريد النظام, من هذه المدينة الخيرة؟ ألم يشبع من دم الحمويين؟ ألم يخلص الحمويون من جرائم النظام, بعد كل هذا الذي وقع عليهم من قهر وويل؟؟!!

والعجيب أن يحدث هذا في حماة, وكل المدن, في الوقت الذي يظهر فيه النظام, كأنه حمل وديع يريد الحوار, ويصدر العفو, ويتشدق بكلمات الوطنية, ويلوك جمل الإصلاح!! ويأبى الله إلا أن يكشف حقيقة هذا النظام, وينكشف على صورته التي هو عليها. ( وما أسر أحد سريرة, إلا ألبسه الله ثوبها).

ولا بد من ساعة القصاص العادل, في هذه الدنيا وفي الأخرى.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق