الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-20

الثورة السورية استعادة مجد وصناعة تاريخ - بقلم: صلاح الدين الهاشمي


تعرضت سورية لاحتلال صفوي منذ عام 1970 باسم حكومة وطنية ؛ حيث تسلل الصفوي حافظ الأسد إلى السلطة بانقلاب عسكري تحت مظلة حزب البعث أزاح به الحكومة الوطنية العربية واستلم مقاليد الحكم ، وبدأ يسحب السلطة تدريجيا من أيدي العرب والمسلمين ليضعها في أيدي أقاربه من الصفويين. وفي أواخر السبعينيات قامت حركة عربية إسلامية تحت اسم الإخوان المسلمين لتحرير سورية من أيديهم.

وفي بداية الثمانينيات انكشفت المؤامرة الصفوية بين الخميني وحافظ الأسد للانقضاض على الحكومة العربية في العراق وإقامة الهلال الصفوي. ونفذ حافظ الأسد مجزرة طالت الإخوان المسلمين وغيرهم فقتل ما يقارب أربعين ألف إنسان في مجزرة لم يشهد لها تاريخنا مثيلا قوبلت بصمت عربي مطبق.


وأثناء الحرب العراقية الصفوية كان حافظ الأسد يمد حكومة الصفويين بالمال والسلاح والغذاء والدواء على حساب جوع الشعب العربي السوري وافتقاره. ومع ذلك ظلت الحكومات العربية صامتة.

وبدأ حافظ الأسد يتجه بسورية كلها إلى أهله الصفويين ، ففتح أبواب سورية لإيران اقتصاديا وسياسيا ودينيا. ولم يكتف بهذا وإنما بدأ بسحب الثورة العربية الفلسطينية من تحت الخيمة العربية إلى الخيمة الصفوية عن طريق حماس التي استقر مكتبها السياسي في سورية ، فربط المنظمة بإيران ربطا قام بعده ابنه بشار بتوثيقه وتمكينه، والعرب محافظون على صمتهم.

كما تبنى حزب اللات في لبنان ، تحت مسمى المقاومة والممانعة. حتى أصبح الداخل إلى سورية يظن نفسه في فارس وليس في بلاد العرب ؛ حيث تتراءى لك أينما ذهبت صور بشار مقرونة بصور قادة المجوس وحسن خذله الله.

واليوم قام الشعب العربي منتفضا ثائرا لكرامته المهدورة في ثورة سلمية تطالب بحكومة وطنية عربية لا صفوية ولا مجوسية. وبعد قرابة سنة من المجازر التي ارتكبها الصفوي الصغير بشار في حق الشعب العربي في سورية تحرك العرب حراكا دبلوماسيا بطيئا ، وتحرك الأتراك المسلمون حراكا أشد وطأة ، لكن الطرفين أصابهما الفتور. وأخيرا تحرك العرب بجدية فأرسلوا مراقبين تم شراء أغلبهم من قبل العصابة الصفوية ، بينما انسحب العرب الشرفاء من اللجنة لما رأوا من المجازر والانتهاكات. وهنا تكلم الزعيم القطري يدعو إلى إرسال قوة عربية لحماية الشعب العربي في سورية. عندها بدأت إيران اللعب فوق الطاولة بعد أن كانت تعمل تحتها ، فهددت الحراك العربي قبل أن يتخذ فيه قرار على أمل إجهاضه قبل تكوينه.

وهنا أتوجه لشعبنا في الداخل الذين ما زال بعضهم يقفون على الحياد مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء متوجسين أو خائفين ، وإلى الزعماء العرب ، وإلى قادة المسلمين ، فأقول لهم: يبدو أن ثورتنا لم تعد ثورة ، فقد كشفت التحركات والتصريحات الإيرانية أنها مع عصابة الاحتلال تنوي تحويلها إلى معركة عربية صفوية أو إسلامية مجوسية. سمها ما شئت ولكن يجب أن يعلم حكام العرب أنهم على أبواب حرب ذي قار الثانية ، وليعلم حكام المسلمين أنهم على أبواب القادسية الثالثة ، وليعلم حكام الأتراك أنهم على أبواب جالديران الثانية. فهل نوقظ من القبور هانئ بن مسعود ، وسعد بن أبي وقاص ، والسلطان سليم ، وصدام حسين؟ أم أن أحفاد أولئك الأبطال سيعيدون لمجد آبائهم ألقه وكبرياءه ، ويصنعون التاريخ الجديد في مواجهة المد المجوسي وإجهاض الحلم الصفوي  في إقامة الهلال الشيعي والخليج الفارسي؟

ننتظر رد فعل عربي - إسلامي على تصريحات إيران المجوسية الصفوية ، قبل أن يظنوا أن الشعب السوري وحيد ليس له إخوة دم أو دين. فهل يسمح العرب والمسلمون لإيران بالتحكم بمصير الشعب العربي في سورية؟

وهل ستتوقف الأمور عند سورية في حال تمكن إيران من السيطرة على الوضع وجعل سورية أحوزا ثانية لكن في ظل حكم ذاتي؟

ما زلنا ننتظر رد فعل عربي - إسلامي بينما تسفك دماؤنا مجانا ونحن ننادي: سلمية .. سلمية
                                                                             
صلاح الدين بن علي الهاشمي
شاعر وأديب سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق