الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-26

عندما تنتحر المروءة....!! – بقلم: د. عبد القادر فتاحي.



يقول الشاعر:
مررتُ على المروءةِ وهي تبـكي *** فقلتُ : عَلامَ تنتـحبُ الفتاة ؟
فقالت : كيف لا أبـكي وأهلي *** جمـيعاً دون خَـلق الله مـاتوا

وقال الحُصين بن المنذر الرقاشي:
إن المروءة ليس يدركها امرؤٌ.. ... ..ورث المكـارم عن أبٍ فأضاعها
أمرته نفسٌ بالـدناءة والخنا.. ... ..ونهته عن سُبُل العـلا فأطاعهـا
فإذا أصاب من المكارم خُلَّةً.. ... ..يبني الكريمُ بهـا المكــارم باعها

يذبح الشعب السوري المظلوم من الوريد إلى الوريد.... ويفعل به النظام المجرم الأفاعيل بكل وحشية وهمجية..... تنتهك أعراض الحرائرمن فتياتنا الطاهرات... وتغتال الطفولة البريئة.... وتدمر البيوت والأشجار والضرع والزرع..... وتحول الأرض إلى جحيم ....!! 

ثم يأتي محمد أحمد الدابي رئيس ما يسمى بلجنة المراقبين العرب لكي يساوي بين الجلاد والضحية!! بل ويعطي للمجرم صك براءة من دماء عشرة آلاف شهيد بينهم مئات النساء والأطفال، وستين ألف معتقل، وعشرات الآلاف من المهجرين .............. يتنكر لمآسي الشعب السوري التي أصبحت في وضوحها كالشمس في رابعة النهار، لاتخفى على العميان فما بالك بأولي الأبصار!!.......

إنها شهادة زور لم يسبق لها مثيل..... ولن يغفرها الشعب السوري بل كل أحرار العالم لهذا المتعجرف المتنمق الكذاب، إن المرء ليستمع إلى كلامه والدماء تفور في جسده.....أليس فيك أيها المأفون مروءة أو شهامة أو نخوة؟؟ أترضى لأمك أو أختك أو زوجتك أو أولادك أو عشيرتك أو شعبك أن يصيبهم عُشْر ما أصاب شعبنا العظيم من هذا النظام المجرم الفاجر؟؟

إننا نكل أمرك إلى الله فقد جئت بأكبر الكبائر كما جاء في الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ:(أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ - ثَلاثًا - ؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ) فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ .

وقد قرن الله سبحانه وتعالى بين عبادة الأصنام وبين قول الزور فقال [فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ]. إن عذاب الله ينتظر من يفتري الكذب على فرد واحد، فما بالك بمن يشهد زورا على شعب بالملايين!!!....

ونكل أمرك لشعبك السوداني الكريم الذي تأبى شهامته ومروءته أن يتبنى أو يحتضن كذابا يتجنى على شعب بأكمله!!...

وإرادة الله في إظهار الحق أكبر من هذا المجرم الأفاك الكذاب، فحتى قبل أن يجف حبر تقريره، وحتى قبل أن تتناول وسائل الإعلام كلامه، كذبه أنور مالك من الجزائر، وكذبته السعودية على لسان وزير خارجيتها وقامت بسحب مراقبيها من لجنة المراقبين العرب، وتبعها مجلس التعاون الخليجي فسحب مراقبيه.... ثم جاءت مبادرة الجامعة العربية بمطالبة بشار الأسد بالتنحي ونقل صلاحياته إلى نائبه، ومناقشة مجلس الأمن لتبني مشروع الجامعة العربية الجديد........

إن ما يحدث على الأرض هو تصديق لوعد الله بالدفاع عن الحق وأهله في كل زمان ومكان بأيدي البشر أنفسهم وتدافعهم على وجه البسيطة، وهي سنه عظيمة من سنن الله في البشر، قال تعالى في محكم كتابه: ( وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). [الحج 40].

ويقول سبحانه وتعلى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون) [يوسف21].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق