الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-01-24

بشائر النصر – بقلم: د.محمد درويش


تتوالى الأحداث وتمر على شعبنا السوري وهو يعيش في محنته وصراعه مع القوة الغاشمة والمتغطرسة والمتجاوزة لكل حدود الإنسانية والقيم الأخلاقية التي يعرفها البشر، ويوما بعد يوم يسطر الشعب السوري ملامح بطولية وشجاعة في مقاومة الظلم ورفضه بقاء الطغمة الفاسدة التي عاثت في سوريا قتلا وتخريبا وفسادا، ودمرت بنية الدولة السورية. فما كان من أبطال الشام ورجال سوريا الأحرار إلا أن يثوروا ضد هذا الطغيان والظلم وان طال صمتهم لكن كان لا بد ان يخرجوا بصدورهم العارية اطفالا وشبابا ورجالا ونساء وبايمانهم الراسخ بتحقيق النصر ضد هذا النظام، وتحقيق العدل ضد الظلم، ونيل الحرية والكرامة بعد ان سلبت منهم لاعوام مديدة. خرجوا لاعادة الامن بعد ان فقدوه في ظل الحكم الاسدي والاستبدادي لمرتزقة النظام ، ولتحقيق كل ما هو جميل بعد أن فقدوه في  ظل الحكم الفاسد.وبعد مرور عشرة اشهر على هذه الثورة المباركة تتجلى بشائر النصر ومعالمه بعدة عوامل :


البشرى الأولى: هي الزخم الكبير واصرار الشعب المجاهد البطل على المضي والاستمرار في ثورته ، حتى تحقيق النصر، والصبر والاستمرار هو اهم العوامل بعد التوكل على الله في تحقيق مرادهم والانتصار الكبير.

والبشرى الثانية التي ظهرت هو التكاتف والتلاحم القوي بين أبناء الشعب السوري ، بكافة مدنه وقراه ، وهذا باذن الله هو احد عوامل النصر الرئيسية في تحقيق النصر.

والبشرى الثالثة: هو ظهور هذه الثلة المباركة من ابناء الجيش السوري الحر، الذي رفض ان يكون اداة لقمع الشعب السوري وقتله، فكان موقفه البطولي ، وانحيازه الى الحق والى الشعب المقهور ضد القتلة والموتورين. ان هؤلاء الابطال هم الذين سيسطرون ملاحم النصر ويرسمون الوجه الجميل والناصع لسوريا الحبيبة ، وهم الحجر الاساس في المرحلة القادمة لبناء الدولة الجديدة مع كافة ابناء سوريا على اساس الحرية والعدل والمساواة.

والبشرى الرابعة: التي بدأت بالتحقق على الارض و ظهور بودار النصر الاولى،هي ادراك الثوار للحسم، وهو ما ما ظهر في مدن وبلدات ريف دمشق، واعادة البهجة الى ربوعها ، وهذا ما ظهر جليا وواضحا في فرحة الناس بهذا النصر التكتيكي والضروي لرفع معنويات الثوار والشعب ولايصال صوتهم قويا وعاليا الى الجميع معلنا انه قد شارف على تحقيق النصر الكبير من قلب دمشق وريفها ، وإن دمشق ستبقى هي قلب سوريا وقلب كل العرب النابض والمشتاق لنيل الحرية ، وهنا ندرك اهمية هذه الخطوة في مسار المعركة وثورة الشعب السوري.

هكذا يتأمل السوريون ان تتوالى بشائر النصر ليعم ربوع سوريا كلها من شماله الى جنوبها ومن شرقها الى غربها ويخرج الجميع بفرحة عارمة في كل شوارع سوريا وهم حاملين ابطالهم الحقيقيين فوق الرؤوس وبين القلوب متذكرين الارواح الزكية التي قدمت لكي تنهي هذه الحقبة السوداء من تاريخ سوريا لتشرق على غد جميل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق