الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-11-17

النظام الصفيو أسدي وتبادل الأدوار - بقلم: د. حسان الحموي



بعد أن تأكد لإسرائيل أن قوات الأسد تترنح أمام مقاتلي الجيش السوري الحر وخاصة الذين يتمركز بعضهم على السفوح الشرقية لهضبة الجولان.

فبعد الزيارة التفقدية لوزير دفاعها إيهود باراك، للجولان والتي أحيطت بالسرية، صرح أن قبضة الرئيس السوري تتعرض لتفكك مؤلم وأضاف: مشيراً إلى السفوح الشرقية للهضبة حيث يقاتل الجيش السوري المعارضين المسلحين: "كل القرى تقريبا عند سفح هذه الهضبة وما بعدها في أيدي المتمردين بالفعل"، مضيفاً أن "فاعلية الجيش السوري تتقلص بشكل متواصل".


لذلك بات لزاما على الكيان الصهيوني القيام بشيء لإنقاذ ما تبقى من النظام الصفيو اسدي؛ الذي ضَمن له الهدوء على جبهة الجولان طيلة عقود حكمه الأربعة الماضية .

وباعتبار أن الجبهة السورية غير قابلة للاشتعال لأنها مشتعلة أصلا ، و أن الكيان الصهيوني مازال حريصا على أن يبدو بعيدا عن الصراع السوري السوري ، لذلك فهو يكتفي بتقديم الدعم السياسي والاعلامي من خلال حث حليفه امريكا على عدم دعم الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري.

 واليوم يقدم على خطوة غير محسوبة من خلال اشعال جبهة غزة بغية حرف بوصلة الاعلام العالمي عن القضية السورية . وافساح المجال للعصابة الأسدية لتنفيذ مخططها في قتل المزيد من الشعب الأعزل وهدم ما تبقى من البنية التحتية التي مازالت لم تطالها آلة الموت والدمار .
 بغية إعادة تذكير الموالين لمحور ما يسمى المقاومة والممانعة بضرورة اعادة ترتيب أوراقهم من جديد واظهار المواقف السياسية البراقة والتي كان يخدع بها عامة الشعب ، لذلك وجدنا العصابة الأسدية تسارع في "إدانة الجرائم الوحشية الاسرائيلية في غزة وتدعو المجتمع الدولي للتدخل"

وعلى الضفة الأخرى يظهر حسن نصر اللات ويذكر بأضرار الثورة السورية على محور الممانعة؛ وكيف أن الكيان الصهيوني استفاد من ضعف حليفه بشار لينقض على غزة ، ونسي أن الأخير لم يحرك ساكنا في الاعتداء الأول في 2008/2009 .

ليعتذر نيابة عن رجل المقاومة والممانعة في حماية أهل غزة والذود عنهم وذلك بسبب نفاذ السلاح والذخيرة في سورية ، من البراميل الطائرة والقنابل الفراغية والانشطارية والعنقودية، وذلك لأنه بحاجتها اليوم  في سورية لتأديب شعبه، فما يحتاجه شعبه اليوم يحرم على المقاومة والممانعة ، وكونه أيضا قبض ثمن تدمير سورية من أسياده الصهاينة .

فاليوم طائرات الميغ تضرب رقاب السوريين في دمشق ..ليسمع صدى صواريخها في فلسطين المحتلة على أرض غزة .. لتختلط الأشلاء والدماء فالعدو واحد ..

والجميع يدرك أن الكيان الصهيوني قرر تقديم العون المباشر للنظام الصفيو أسدي عبر غرف دماء الفلسطينيين في غزة، وتقديمها قربانا لرفع بعض الكتف عن العصابة الأسدية في محاولة لشد انتباه الاعلام والعالم عن حرب الابادة الجماعية وخاصة في دمشق وريفها التي تقوم بها عصابات الأسد وللانتصارات التي يحققها الجيش الحر على الأرض.

خاصة بعد أن تم طرد حركة حماس من حلف المقاومة والممانعة وإغلاق مكتب رئيس المكتب السياسي ، ومصادرة كافة مكاتب الحركة في أرجاء في دمشق واللاذقية وحلب.

وتقديم البيانات المصادرة عن عناصر الحركة من تلك المكاتب لربيبته إسرائيل كي تغتال قائد كتائبها العسكري في غزة بعد ذلك .

وكما ورد عن أحد أزلام العصابة الأسدية أن "اسرائيل ساعدتنا مخابراتياً بالاشتباكات قرب الجولان مع الجيش الحر .... فردينا التحية بالمثل واعطيناهم معلومات عن قادة حماس"
فمفهوم الممانعة أصبح يعني  " زواجا سريا بين العصابة الاسدية والصهاينة ليتم من خلاله معاقبة حماس على مواقفها المشرفة تجاه الثورة السورية بحجة صواريخها التي تنهال على الكيان الصهيوني ، أما تلك القذائف التي تصيب الأراضي السورية المحتلة في الجولان من قبل العصابات الأسدية فكما ورد عن جهاز الأمن التابع للكيان الصهيوني بأنه مقتنع أن جميع القذائف التي يتم إطلاقها من الأراضي السورية وسقطت في هضبة الجولان المحتلة كانت نتيجة خطأ غير مقصود، وبالمقابل يؤكد الأسد في رسالة غير مباشرة للكيان, أنه لن تحدثَ أموراً كهذه في المستقبل...

فالكيان الصهيوني يلجأ إلى خطوته هذه بغية اختبار عود ثورات الربيع العربي وهو الامتحان الحقيقي للرئيس المصري محمد مرسي أولا.

 و اختبار لمدى صلاحية معاهدة كامب ديفيد و مسيرة الاذلال والتي ثبتت مفهوم (سيناء بدون سلاح وكرامة) .

واختبار لذاكرة العالم وقدرته على تناسي الثورة السورية والاستجابة لمطلب الكيان الصهيوني في التوجه نحو غزة.

 واختبار التزام الرئيس الأمريكي بالنهج الصهيوني بعد فوزه في انتخاباته الأخيرة ومقاومته لإرادة حكومات الربيع العربي و حثه على التفرغ لهم ، وعدم الاستجابة لتطلعات الائتلاف الوطني السوري في الاعتراف وتقديم المساعدة اللازمة .

في النهاية نقول أن قدر المجتمعين السوري والفلسطيني أن يرزح تحت نير احتلال واحد بوجهين ، وأن يبقى يقاوم بكل ما أوتي من قوة ، لأنه اختار شعار...الموت ولا المذلة....
فيا أهلنا في غزه هنيئا لكم الشهيد القائد احمد الجعبري ورفاقه ، وهنيئا لنا شهدائنا ، أنتم في ثغوركم ضد اليهود الأنجاس ونحن هنا في ثغورنا ضد الصفيو أسدية الانجاس فحربنا واحدة..
والنصر بإذن الله قريب قريب قريب.
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق