ربما يشعر بعض أصحاب اللياقة والتهذيب
والورع ، الذين ما اعتادوا على سماع ألفاظ السب والشتم واللعن ، أو التلفظ بها ، ربما
يشعرون بشيء من الحرج عندما يسمعون هذه العبارات تسري على ألسنة المتظاهرين ، حتى وإن كانت موجهة
لأكابر مجرمي العصابات الأسدية ، وصارت لعنة روح (حافظ ، وأبو حافظ) ، لازمة على
ألسنتهم في كل تظاهرة ، ولاسيما بعد أن صارت المظاهرات تواجه بالرصاص ، والاعتقال
والتعذيب حتى الموت . فما الذي استهوى تلك الجماهير الثائرة المطالبة بالحرية
والكرامة ؟ وما الذي حملها على أن تخص روح (حافظ ، وأبو حافظ ) ، باللعنات الصريحة
في كل تظاهرة، وفي كل صرخة ، وفي كل حديث ونجوى ؟
إن الجماهير تدرك وتعي تماما ، بوعيها
وذاكرتها وحسها الرهيف الذي لا يخطئ، أن التصدي بالرصاص ، والتعذيب المميت لكل حر
، ولكل مطالب بالحرية والكرامة ، وإنهاء عهود الذل والقمع والفساد والاستبداد ..
هو نهج رسخه المجرم الخالد في الجحيم ، المدعو
حافظ أسد ، الذي فعل هو ، ويفعل اليوم ابنه ، بشعب سورية الحر العزيز الكريم ، ما
لم يفعله حاكم ، بله غاز أو محتل بشعب من الشعوب ، والذي ظن عندما استولى على السلطة
، ومكّن لعصابته المجرمة من الساقطين والفاسدين والمفسدين ، المجردين من الخلق والشرف
والدين ، وأنشأ حكما همجيا مستبدا ، أخس من حكم فرعون ، يقوم على السجن والبطش
والقتل والإجرام والتشريد لكل حر .. وفرض دستورا قمعيا متخلفا فاسدا ، كقوانين
الوحوش في الغاب ، ليمكنه ويمكن عصابته من التسلط ، والبقاء في حكم الغابة إلى أرذل
العمر ، ثم يورث من بعده من يشاء ، ويميز بين
أبناء الشعب السوري الواحد ، ويحرم المواطن الذي لا يتنازل عن دينه وأخلاقه وشرفه
، ولا ينتمي إلى الحزب الذي هيمن عليه هو وعصابته ، يحرمه من حقوقه الأساسية في دولته
، كالانتساب إلى سلك الجيش والتعليم ، وما فرض من قوانين يستبيح بها دماء المواطنين
الشرفاء المخلصين ، الأتقياء الأطهار ، فلم تسلم أسرة في سورية من بطشه ، بقتل أو
سجن أو عزل أو تشريد .. ونشر الفساد الأخلاقي في أنحاء البلاد ، ثم ورّث ابنه القاصر
الأثول الحكم ، مستخفا بعقل الشعب وإرادته ، في مهزلة لم يشهد لها العالم مثيلا في
هزليتها وصفاقتها ، ثم هادن الكيان الصهيوني الغاصب ، وقام بمهمة حماية حدوده ،
ورهن سورية ومقدراتها لإيران وروسيا وغيرهما، مقابل الدفاع عنه ، وحماية حكمه ..
أقول
: عندما ظنّ هذا المجرم الخالد في الجحيم ، الذي لم يترك سبيلا لإذلال شعب سورية
وإهانته ، وسلب إرادته ، أن بإمكانه من خلال البطش والقتل والتدمير والتشريد .. أن
يحول شعب سورية الحر الأبي العزيز الكريم ، إلى قطيع من القطعان، يورده ما يشاء ،
وقت ما يشاء ، ثم يقوده ويعامله ، كما يقاد ويعامل القطيع ، وظنّ أنه بهذا سيمكث ويخلد
في السلطة والحكم إلى الأبد ، وأوعز إلى عصاباته أن يعلنوا ذلك على الملأ ( القائد
إلى الأبد .. ) ، ويضعوا له تمثالا كتمثال (هُبل) في كل ساحة ، متحديا الشعب تحدي
الجبناء ، مستهينا به استهانة الأوباش ، مستخفا به استخفاف الأنذال ، متجبرا عليه
تجبر الطغاة ، متكبرا عليه تكبر الفجار..
لقد ظنّ المجرم الأكبر وفكر وقدر .. ولكن خاب
الظن ؛ وسقط هبل ، وصار رأسه يدحرج بين الأرجل ،
ويركل بالأقدام .. وانهالت عليه وعلى ابنه لعنات شعب سورية ، ونالا منها ، ولا
زالا ، ما لم ينله حاكم من شعب على مدى الدهور والأيام ، جزاء وفاقا لغدرهما
ومكرهما وخبثهما وإجرامهما وخيانتهما للشعب والوطن ..
وها هو هبل الأصغر ، بات يدرك أن مصيره
المحتوم قد اقترب ، وأنه لن يجد أرضا تقله ، ولا سماء تظله ، وأن الموت ملاقيه في
سورية ، ولا يدري كيف سيكون المصير والقصاص ، حين يقع قريبا في أيدي الثائرين ..
ولعله بات يدرك ماذا فعل به المستشارون
الأقربون ، والخبراء المجرمون ، الذين دفعوا به إلى أن يسلك سبيل أبيه المجرم
الخالد في الجحيم ، في محاربة الشعب والبطش به ، ومحاولة إبادته وتشريده ، متعامين
عن طبيعة هذا الشعب الحر العزيز الكريم ، متجاهلين طبيعة هذه الثورة العارمة الشاملة
، المطالبة بالحرية المسلوبة ، والكرامة المسحوقة ، والتي تشرف على الظفر ، وتحقيق
النصر المؤزر بعون الله .. ولتحل عليهما معا ، وعلى أعوانهما المجرمين الحاقدين المزيد
من اللعنات .. لعنات شعب سورية ، ولعنات الأمم والشعوب والأجيال ، على مدار
التاريخ ، ومر الليالي والأيام ..
اذا كان اذلال فرعون لشعبه لم ولن ينسى على مدى القرون فكيف بمن فعل باالشعب السوري الافاعيل التي اصبح يستغرب من بشاعتها ابليس واعوانه فستضل لاعنات السورين بل والعالم اجمعين تطارده الى يوم النشور
ردحذف