الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-11-21

أبكانا جيشنا مرتين – بقلم: أبو علي الكياري



كنت صغيرا" وصغيرا" جدا" بل بدايات ادراكي لهذا العالم السافل  عندما اصطحبني أخي إلى معبر القنيطرة  لحضور تبادل أسرى جيشنا مع العدو الصهيوني  , اولئك الذين خاضوا حرب تشرين ,كان الموقف مهيبا" والجو صيفي أو ربيعيا" لم أعد اذكر  , كل ما اذكره أن الجو كان حارا" وجلسنا في ظل شجرة كينة ننتظر وكل ما استطيع تذكره هو العام  1984م.........

أخي الذي فرح بتحرير الأسرى فرحا" جنونيا" حزينا"  يعاني من الأسر منذ ما يقارب العام , في سجون من فرح لهم ذات يوم .

لم أكن اعرف ماهو الوطن  حتى كبرت وبقي ذلك الموقف في مخيلتي .


السوريون من كل مناطقهم احتشدوا كلا" ينتظر قريبا"  وبعد ساعات بدأ  وصول أسرانا  , لا استطيع أن اصف مهابة الموقف  الذي أبكى كل من حضر  , الكل يبكي , الكل ينتحب دون استثناء  حتى بكيت . الموقف الذي لن انساه هو ذلك الضابط المبتور القدم  الذي يقبل الأرض ثم ينهض ليقبل العلم السوري , ثم يعود ويقبل التراب ويبكي كررها رغم صعوبة نهوضه ولكنه تراب الوطن .ولكنه الوطن  بالتأكيد لم يبكي شوقا" لسيادة صاحب الفخامة والرفعة القائد المبجل الأوحد, أو شوقا" لحضنه الدافئ ذلك الأب السافل الذي انجب ولدا" عاقا" لوطنه واهله .

بكى السوريون طويلا" بمختلف طوائفهم على رجالهم على جيشهم , هذا الجيش الذي بكوا من أجله  الآن يبكون منه , ما أصعبها من مفارقة , من تبكي عليه سيكون لاحقا" ليس يبكيك فحسب بل يستبيح دمك وعرضك .

أسرى جيشنا الذي استقبله السوريون في الثمانينيات ......... بالبكاء ارتد عليهم اليوم ليبكيهم دما" .

اليوم تدمى قلوب السوريين  مرات ومرات  , مرة عندما تخشى ممن عليه حمايتك وتلوذ وتختبئ ومرة عندما تدمر سلاحه  وهو الذي دفع ثمنه من دم السوريين ومن قوت عيالهم .

لقد بنى آل الأسد جيشا" على مقاسهم على رغبتهم على وطنيتهم وعلى حسب فهمهم لهذه الوطنية وعلى حسب فهمهم لمعنى كلمة وطن .
نظام تمركز واستوطن قلبه السعار ,
وما زال حتى الآن يلتذذ بالدم·
انقلبت ثيابه إلى وبر، وذراعاه إلى ساقين؛ صار ذئباً, يفتك بكل سوريا كأنها قطيع لعله يعيد مجدا" اعتقد واهما" أنه سيده وأن الهواء الذي يتنفسه الوطن  هو من صنعه وكونه وخلقه .

نسأل الله تعالى بجلاله، الموفى على كل نهاية، وجوده المجاوز كل غاية؛ أن يفيض علينا من فضله والنصر والتمكين القريب .

ابو علي الكياري

هناك 3 تعليقات:

  1. ذلك الجيش الذي استنزف 40% من قدرات الوطن خلال خمسين عاما

    ردحذف
  2. جـيـش أبو شــحـّاطــة !!

    ردحذف
  3. ببساطة !! جيش أبو شــحــّاطة !

    ردحذف