تدّعي الغيرة على غزة - أيها القومجي
- وتظهر السخط على العرب ، لأنهم لم يساندوا عصابات والي الفرس على سورية بالقدر
الكافي ، كما تشتهي ، ولم يقدموا له العون من أجل ذبح المزيد من شعب سورية ،
وتدمير المزيد من الوطن ، وتشريد المزيد من أبنائه ؟
هون
عليك .. ألم يقل الوالي الفارسي على سورية : إن عددا من الدول العربية تقف معه ، وبعضها
- مثل العراق – الذي ذكره بالاسم ، يقدم له كل أنواع الدعم ، مكافأة على السيارات
المفخخة التي أرسلها إلى العراق ، وفجرها في الأسواق والساحات ، وقتل فيها
الأبرياء ..
والأدلة
الدامغة على قيامه بهذه الجرائم ، موجودة في ملفات المسؤولين العراقيين الحاليين ،
أنفسهم ، وارجع إلى تصريحاتهم إذا شئت !
ثم هل
حال شعب سورية المحتل من عصابات والي فارس ، من أكثر من أربعين سنة ، أحسن من حال
شعب غزة وفلسطين مع اليهود ؟
قارن
إن شئت بين حال المعتقلين هنا وهناك ، وقارن بين طرق تعذيبهم ، وأخبار اختفائهم –
وأضف إلى علمك ، أن 18000 مواطن مقيدون
بالاسم ، مختفون منذ ثلاثين سنة ، ولا ذكر لهم ..
وقارن
بين التدمير الذي تحدثه الطائرات الحربية القاذفة المقاتلة المحملة بالبراميل
المتفجرة الحارقة ، وقارن بين القصف بالطائرات الحوامة ، والطائرات التي بدون طيار
، الموجهة إلى أهداف محددة ..
وقارن
بين عدد المشردين وأحوالهم ، فربما يتساويان ويتشابهان ! وقارن بين تدمير الأحياء
والأسواق والمحلات والمساجد ، ودور
العبادة ، وإحراقها .. ثم قارن بين البهائم والأشجار والمحاصيل التي أبيدت وأحرقت وقطعت وأتلفت ، لتعلم من الأشد وحشية وهمجية
وإجراما وعداء لله والوطن ، وعباد الله ومخلوقاته ، والإنسانية جمعاء .. ولتعلم
أين أنت من العروبة التي تهاجمها ، والعروبة التي تدعيها ..
هل
تعلم - يا قومجي - كم قتل صاحبك الوالي الفارسي من شعب سورية العربي ، هو وأبوه الهالك ؟ لقد قتلا بالخنق والسحق تحت
البيوت المهدمة ، وبالرصاص والبلطات والسكاكين ، وتحت التعذيب .. نحو ربع مليون
مواطن سوري، على مدى أربعين عاما ، وفيهم المرأة ، والطفل ، والطالب ، والعالم ،
والأديب ، والمفكر ، والعامل ، والفلاح ، والموظف ، والجندي ، والمسلم ، والمسيحي
، والعربي ، والكردي .. والقتل مازال قائما ، إلى أن يأذن الله بالفرج .. دعك ممن يتموا
ورملوا ، ودعك ممن سرّحوا و شردوا في أصقاع الأرض ، ودعك ممن قتلوا من الفلسطينيين
واللبنانيين وغيرهم ..
لقد قتل اليهود في عدوان الأيام الثمانية الأخيرة
على غزة ، نحو 180 مواطنا فلسطينيا .. على حين أن والي الفرس على سورية ، يقتل مثل
هذا العدد و أكثر ، في يوم واحد ! فإلى متى تريدون أن يبقى شعب سورية ذليلا مسحوقا
مستعبدا من عصابات والي الفرس ، الذي يدعي أنه يقاوم إسرائيل ، بينما كل موبقات
الأرض ومفاسدها ، مجتمعة به وبسلطته وأزلامه وأعوانه وشبيحته ..
إننا
لعلى ثقة أن حساب شعب سورية مع أدعياء العروبة وتجارها ، أصحاب العهر القومي ، أعداء
الأمة الأشد خطرا من اليهود .. قريب قريب بعون الله !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق