إن تنصروا الله ينصركم..شرطٌ وفَّت به الفصائل المجاهدة على ثرى غزَّة
الطَّاهر، فوفَّى الله لها موعوده بالنَّصر والتَّمكين، عى الرَّغم من الفرق
الشَّاسع في الموازين البشرية، ولكنَّها! منْ نصره الله، فمن يخذله؟!.
لقد كان لضربات المجاهدين القاسية أعظم الأثر في إثارة الخوف والهلع في
نفوس وقلوب شُذَّاذ الآفاق، فهربوا كالجرذان ليختفوا تحت الأرض في ملاجئهم،
لأنَّها أرض ليست بأرضهم، فلا يدافعون ولا يقاومون.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم بذلوا ما يستطيعون للدِّفاع عن عقيدتهم
وإيمانهم وعرضهم وأرضهم.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم توجَّهت قلوبهم لربِّ العزَّة والجلال،
وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم توحَّدوا في وجه العدو الغادر، وهو درس
لأمتنا المتشرذمة.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم صدقوا في قضيتهم، وأعلنوا إسلاميتها،
وجهروا بالحق فأيدهم رب العزة والجلال.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم أن وقفت معهم أيادي الصادقين من إخوانهم
في البلاد التي تنسمت عبق الحرية، وخرجت من ذل التبعية للغرب والشرق، فكانوا خير
عون لإخوانهم على ثرى غزة.
نصر الله أهل الجهاد في غزة، يوم أن ردوا للكيان الغاصب الصَّاع بصاعين،
والكيل بكيلين، وأمطروه بصواريخ الغضب، فكانت صواريخهم رغم تواضعها، سمومًا
وزقومًا أهلك غطرستهم ومرَّغ في التُّراب أنوفهم.
وإنَّ من أهمِّ أسباب ذُلِّ وهزيمة العدو الغاصب، وفي ذات الوقت انتصار
إخوتنا في غزة، الرعب الذي اجتاح الكيان الغاصب، لشعوره بأنَّ المارد الإسلاميَّ
استيقظ، وبدأ يحاصره من كلِّ الجهات-ولله الحمد والمنَّة-.
كما أنَّ من أهمِّ أسباب انتصار غزَّة، سقوط ورقة التُّوت عن عورة النِّظام
الأسديِّ الخائن، فظهر بوجهه القبيح، متفاخرًا بعمالته للكيان المحتل، ليفضح تاريخ
الكذب الذي لبَّس فيه على النَّاس فكرهم، وزوَّر الأحداث، وادَّعى أنَّه المدافع
الأول عن أرض فلسطين، مع أنَّه باع القضية
كابرًا عن كابر، من سليمان الأسد –جَدِّ المقبور الهالك حافظ الأسد- مرورًا ببائع
الجولان الهالك حافظ الأسد، وانتهاءًا بالفاشي الذي حلَّق أبناء جلدته من
الصَّهاينة فوق قصره في الشَّام مرارًا، واخترقوا الأجواء السورية تكرارًا، وقصفوا
ما أرادوا، ثمَّ هو يهتف بالجماهير أنَّه يحتفظ بحقِّ الرَّد.
فمن أسباب انتصار غزة، هو شعور الكيان الصُّهيوني، أنَّ الحارس الأمين على
حدوده مع سورية، قد لملم حقائبه مستعدًا للهرب إلى مزبلة التَّاريخ، فالكيان
الصُّهيوني علم علمًا يقينيًا أنَّ النِّظام السُّوري العميل الخائن، لم يعد
حارسًا أمينًا على هذه الحدود التي حفظها منذ أربعين عامًا ونيِّفًا، فلم تنطلق
رصاصة تجاه الكيان الغاصب، إنَّما دخلت طيارات هذا الكيان مرارًا لتسرح وتمرح على
أرض الشَّام الطَّاهرة برعاية وإشراف عميلهم المدرَّب وكلبهم المدلل.
فسقوط نظام العمالة في سورية، هو سبب من أسباب انتصار غزة، إذ أنَّ الكيان
الصُّهيوني، كان يدمِّر فلسطين دون أن يخشى ردًّا من أحد، مطمئنًا لوجود الحارس
النُّصيري على حدوده، فكان يذبح ويقتل دون رقيب، بينما اليوم، وقد تهاوى نظام
العمالة في سورية، فقد صار يخشى من تدفُّق الأفواج المجاهدة نحو أراضيه عبر سورية،
فهو يخشى من فتح جبهات متنوِّعة يعجز عن ردها.
ولكن! نصر الله آت..قريب..
فطوبى لكم النَّصر أهل غزة.. والنَّصر قريب بعون الله لنا على أرض الرِّباط
في شام الكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق