الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-11-24

جديد "الواجب الجهادي" لـ "حزب الله" في سوريا! - بقلم: فادي شامية


المستقبل - السبت 24 تشرين الثاني 2012 - العدد 4527 - شؤون لبنانية - صفحة 6
ما يزال مقاتلو "حزب الله" يحاولون عبثاً السيطرة على منطقة القصير، لا سيما القرى الحدودية مثل؛ الحوري والبرهانية والنهرية وغيرها، وذلك انطلاقاً من قرى حدودية ذات غالبية شيعية في سوريا؛ انسحب منها جيش النظام تاركاً السيطرة فيها لـ "حزب الله" (زيتة- الحمام- الصفصافة- الفاضلية- حويك...).


ما أحرزه "حزب الله" حتى الآن، هو عزل منطقة القصير من جهة الحدود اللبنانية بشكل شبه كامل، إذ لم يعد بمقدور ثوار القصير التعامل مع أي من تجار السلاح لتهريبه لهم، إضافة إلى ربط المناطق التي يسيطر عليها بعضها ببعض، وبالمقابل نجح ثوار القصير في الصمود داخل البلدات التي يسيطرون عليها، وتبادلوا السيطرة مع مقاتلي "حزب الله" والشبيحة على بعض المواقع العسكرية، التي لعب الطيران دوراً في إعادة خسارتهم لها.

وكما بات معروفاً؛ فإن "حزب الله" يستخدم الأراضي اللبنانية لدك تجمعات "العدو" داخل الأراضي السورية (في القصير وجوسيه وغيرهما)، انطلاقاً من جرود منطقة الهرمل، وقد باتت له مواقع للرصد والقصف تمارس نشاطها بصورة معتادة ضد تجمعات الثوار في القصير.

ووفق متابعين فإن المعارك تهدأ وتشتد، لكن لا تغييرات جوهرية على الأرض، إذ يصعب أن يتقدم حزب الله إلى منطقة القصير التي يتواجد فيها نحو ثلاثة إلى أربعة آلاف مقاتل، وبالمقابل يصعب أن يتوغل الثوار باتجاه المناطق التي يسيطر عليها المئات من عناصر الحزب، سيما أن الطيران يلعب دوراً مؤثراً ضدهم في الميدان.

أما عن خسائر الطرفين (الجيش النظامي والشبيحة ومقاتلو"حزب الله" مقابل الثوار) فهي شبه متعادلة، غير أن الثوار يعانون من نقص العناية الطبية لجرحاهم، في حين يُعالج جرحى الحزب ورفاقه السوريين ميدانياً أو يُنقلون إلى المشافي في لبنان وسوريا، لكن ذلك لم يمنع من استمرار تشييع قتلى الحزب في لبنان؛ فبعد أول "شهيد" للحزب معترف به رسمياً (علي حسين ناصيف المعروف بأبي العباس) الذي قضى في 30/9/2012 على جبهة القصير، شيّع الحزب حسين عبد الغني النمر ( 7/10 ) الذي قضى في منطقة جديدة يابوس، ثم شيّع حيدر محمود زين الدين في مدينة النبطية، دون أن يحدد الحزب ظروف ومكان مقتله مع الحرص على منع الصحفيين من الاقتراب (1/11)، وبعد عشرة أيام (10/11) شيّع الحزب باسل حمادة الذي قضى في بلدة الصفصافة في سوريا، كما أفيد قبل أيام عن سقوط قتيل من آل جعفر في منطقة الهرمل. 

أما لجهة الأسرى؛ فقد عُلم أن الحزب و"الجيش الحر" تبادلا أسرى لهما في منطقة القصير، وأن الدكتور علي زعيتر (من الهرمل له علاقات وطيدة مع الجيش الحر و"حزب الله") يلعب أدواراً في توصيل رسائل وتبادل الشروط والصفقات الناتجة عن الأوضاع العسكرية لكلا الطرفين.

وغير بعيد عن جبهة القصير، ثمة نشاط كبير يقوم به "حزب الله" أيضاً في منطقة دمشق، حيث يتخذ من منطقة 86 في الشام -وكذلك منطقة المزة وأبو رمانة- مكاناً لتجمع وإعادة توزيع مقاتليه، لا سيما في منطقة السيدة زينب، وقد شارك مقاتلوه في الأسبوعين الماضيين –إلى جانب مقاتلي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"- في مواجهة المسلحين في الحجر الأسود والسيدة زينب وصولاً إلى مخيم اليرموك نفسه.  ووفق معلومات من الداخل السوري فإن مقاتلين عراقيين عمل "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني على تجنيدهم وتدربيهم يقاتلون أيضاً في دمشق (كتيبة الشهيد عماد مغنية) إلى جانب النظام السوري.  

اللافت في الأمر أن تورط الحزب في دماء السوريين كان واضحاً منذ الأشهر الأولى للثورة، لكنه كان يعتمد سياسة الكتمان، التي رجع عنها غداة مقتل قائد منطقة البقاع علي حسين ناصيف الشهر الماضي. خطاب "حزب الله" كان متوائماً تماماً مع سياسته؛ ففي المرحلة الأولى (الكتمان) قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: "حزب الله لم ولن يقاتل في سوريا" (28/5/2012)، أما في المرحلة الثانية" (بعد مقتل ناصيف) فقد أعلن قاووق نفسه: "إن حزب الله لا يخفي يوماً شهداءه، بل يزفهم ويقيم لهم الأعراس... نعم شيعنا عدداً من الشهداء وقلنا كيف ومتى وأين استشهدوا وافتخرنا بهم، إلا أن الفريق الآخر في 14 آذار دعم المسلحين وخرق السيادة اللبنانية وشيع قتلاه في الليل سرا"ً!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق