الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2012-11-12

الحزب الذي نريد – بقلم: د.أحمد محمد كنعان



 منذ حوالي عامين قام شعبنا السوري البطل بحركته السلمية ضد حكم "آل الأسد" الذين استولوا على السلطة منذ أربعين عاماً عطلوا خلالها العمل السياسي في البلاد ، وتفردوا بالسلطة ، وهمشوا حزب البعث الذي أوصلهم إلى الحكم ، وهمشوا بقية الأحزاب السورية التي باتت تحت حكمهم مجرد أسماء بلا مضمون ولا فعل ، مستندين في ذلك إلى دستور مصطنع تشكل المادة الثامنة منه بعداً تسلطياً احتكارياً لم يعد له وجود في هذا العصر ، فقد حوّلت تلك المادة سورية إلى مزرعة شخصية لآل الأسد يأكلون خيراتها ، ويذيقون الشعب صنوف الفقر والعوز والبطالة والتهميش ، وقد منعت تلك المادة الشعب السوري من المشاركة في صنع قراره ومستقبله بنفسه حين نصّت على أن ( حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع ) وبهذا تحوّل مصطلح ( الإصلاح ) على أيدي هذه العائلة المتسلطة إلى عملية اجترار وترقيع وتسويف لكسب الوقت ، ولتمديد استمرار الوضع على ما هو عليه من تدهور وتخلّف وهدر لحقوق الإنسان ، ولتبقى حفنة من هذا الشعب مهيمنة مستغلة كل شيء على حساب رفعة الوطن ومصلحة الشعب .


        ومع تباشير النصر القادم لثورة شعبنا البطل ضد هذا الطغيان، واستعداداً للمرحلة الانتقالية المقبلة نحو الديمقراطية ، فقد أصبحنا اليوم بحاجة ماسة إلى قيام كيان حزبي وطني ، يجمع مختلف الأطياف السورية الوطنية لكي يصحح الأوضاع الفاسدة التي خلفها العهد البائد ، ويتولى الإصلاح المنشود ، ويعيد بناء الوطن على أسس الديموقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، والأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي ، لجميع المواطنين دون استثناء ، ودون إقصاء لأحد بسبب الرأي أو العرق أو الجنس أو الدين.

   وتحقيقاً لهذه الغايات ـ التي نعتقد أن جميع أبناء الوطن قد تواضعوا عليها ـ فإننا نرى أن ينطلق الحزب المنشود في مسيرته نحو تحقيق هذه الغايات من المحاور الآتية :

أ . أن تكون المواطَنة كاملة الأبعاد هي أساس التعامل في الدولة السورية المنشودة .

ب . التنوع المجتمعي وتعدد الآراء هو إثراء للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .

ج . احترام الخصوصيات الثقافية واللغوية والدينية لمختلف أطياف الشعب السوري وشرائحه.

د . بما أن لكل شعب مرجعية تضبط حركته فإن الشعب السوري يرى مرجعيته في المبادئ العامة والمقاصد الإنسانية النبيلة التي جاء بها الإسلام وهو الذي يشكل الأرضية الثقافية المشتركة لمختلف أطياف المجتمع السوري وشرائحه.

هـ . الحرية هبة ربانية للإنسان ، فيجب أن تكون الحرية في منظور الحزب أمراً مقدساً تنبني عليه حرية الاعتقاد والرأي ، والتعددية الفكرية والسياسية والاقتصادية ، ورعاية حقوق الإنسان ، وذلك في حدود الدستور والقانون.

و . التداول السلمي للسلطة أساس من أساسات الدولة السورية المنشودة.

ز . الحوار هو الأساس المكين في إنضاج القرارات الصائبة ، وفي العمل العام.

ح . التدرج عنوان أصيل في عملية التغيير ، مع الحرص على عدم التعطيل أو الإبطاء غير المبرر.

ط . الشعب هو مصدر السلطات ، وإرادته الحرّة أساس العمل السياسي والفعل الاجتماعي والممارسة الاقتصادية والثقافية وبناء مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة.

ي . تكافؤ الفرص أمام جميع المواطنين بلا استثناء هو مدار التوظيف في مختلف المجالات ، اعتماداً على الكفاءة والقدرة والخدمة المخلصة للوطن والشعب ، سواء كان ذلك في المجال المدني أو العسكري أو الأمني .

ك . المؤسساتية أساس وركن ركين في بناء الدولة السورية الحديثة المنشودة .

ل . تجارب الشعوب ومنجزاتها المادية والمعنوية موضع احترام ونظر نستفيد منها ما استطعنا .

كما نرى أن من أولويات عملية التغيير في سورية المستقبل :
·      إعادة بناء الاقتصاد على أسس علمية تستهدف تنمية البلد وكفاية المواطن، من خلال خطط قويمة لمحاربة البطالة والفقر ، مع مراعاة عدالة توزيع الثروة .

·      بناء جيش وطني يقوم كيانه على العناية بمهماته الأساسية في حماية الوطن والذود عن حدوده وأمنه .

·      تحديث التعليم ، وإلزاميته في مراحله الأساسية ، ومجانيته في مختلف المراحل ، وفتح الأبواب أمام المعرفة والمعلوماتية لجميع المواطنين ، مع فتح الأبواب على الثقافة العالمية .

·      المساهمة في إرساء سياسة خارجية مبنية على عزة البلاد ، ووحدتها ، واستقلالها ، وإقامة العلاقات الدولية على أساس الاحترام المتبادل ، والتعاون والعدل والمساواة ، والحق في تقرير المصير ، ومناصرة الشعوب المستضعفة والقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية .

·      تنمية مؤسسات المجتمع المدني ، لتكون في الحدود العليا من المكان والمكانة ورعاية المجتمع والرقابة على مسيرة الدولة .

   ونعتقد أننا بمثل هذه الرؤية يمكن أن نؤسس حزباً وطنياً يلبي حاجة البلاد ، ويتولى ترميم ما خلفه العهد البائد من دمار اقتصادي واجتماعي ونفسي ، ونبدأ بالفعل مسيرة البناء لمستقبل وطننا الحبيب .. سوريا .. تمهيداًُ لإعادة الوطن إلى دوره الريادي في المنطقة ، ومكانته المرموقة في العالم .

هناك 3 تعليقات:

  1. بارك الله فيك فكم سوريا بحاجة لمثل هذه الأفكار النيرة وكم هي بحاجة لحزب يكون هذا الكلام برنامج عمله بعد التيه الذي مر به بلدنا الحبيب على مدى أربعين سنة كتيه بني اسرائيل وسبقه حزب بغيض هيأ لهذه الحقبة المقيتة على مدى سنوات عشر نسأل الله التوفيق والسداد وعودة بلدنا لمجدها وعزها .

    ردحذف
  2. محمد غطفان بركات15‏/11‏/2012، 12:26:00 م

    أشكركم على هذه الأفكار الطيبة التي عرضتموها وأشد على أيديكم: وبما أنني عضو في الرابطة الطبيةالسوريةوأنتم من الأطباء المرموقين فلا يفوتني أن أقترح عليكم أن يكون للجانب الصحي نصيب في اهتمامات هذا الحزب ذلك أن الأحوال الصحية في سورية كما تعلمون وهي بحاجة إلى برنامج ثوري متدرج ابتداء من تطوير الكفاءات ومروراًببناء المؤسسات الصحية الواعدةوانتهاء بتحسين الخدمات والتأمين الصحي الشامل وفق برامج مدروسة حسب المعايير العلمية الحديثة وشكراً

    أخوكم أ ف 1 محمد غطفان بركات

    ردحذف
  3. محمد غطفان بركات15‏/11‏/2012، 12:37:00 م

    أشكركم على هذه الأفكار الطيبة ولا يفوتني أن اذكر حضرتكم باعتباري عضواً في الرابطة الطبية السورية
    وأنتم من الأطباء المرموقين أن تجعلوا للجانب الصحي
    المتردي في سورية نصيباً وافراً ابتداء من تطوير الكفاءات والمؤسسات وانتهاءبتحسين الخدمات وفف برامج ثورية متدرجة ومدروسة بناء على المعايير العالمية وشكراً
    أحوكم أ ف 1 محمد غطفان بركات

    ردحذف