لقد تأمر العالم
كله على الثورة السورية ، وإن تعاطف بعضها وادعى انه ضد النظام الوحشي .. فاللعبة مكشوفة للصغير
الرضيع قبل الرجل الكبير، وللبنت المؤودة قبل المرأة العجوز .. وهذه بديهية لا
غبار عليها ولا مجال للشك فيها .. فالعالم لا يحصي كم شهيدا سقط ، ولا يحصي كم
بيتا هدم ودمر وصار رمادا ترابا .. ولا يحصي كم سلاحا لدى النظام الوحشي لأنه هو
الذي يزوده بالسلاح للقضاء على الثورة السورية نيابة عنهم .
ولا يحصي كم تراثا دمر أو مدرسة أو جامعة أغلقت ..
ولا
يحصي هذا أو ذاك ولكن الشيء الوحيد الذي يحصيه العالم وبدقة بالغة
كم راية إسلامية رفعت ، وكم أتباعها ؟ وكم شابا عاد لربه وصار يعرف هدفه في الحياة
؟ وكم فتاة تحجبت وصارت تعرف غايتها في الوجود ، تحقق حريتها كما يريد خالقها لا كما
يريد البشر ؟
وكم رجلا نفض الذل عن نفسه ، والتحق بركب الحرية
لعبادة الله لا عبادة العباد ؟
وكم امرأة نزلت الى الميدان لتهتف بكل شجاعة وعزة
" مالنا غيرك يا الله ".
هذا
ما يحصيه العالم ، لان العالم شرقه وغربه يعلم جيدا مصدر القوة
الحقيقي للثوار فيعمل له ألف حساب ، ويعلم جيدا معنى عودة الإنسان إلى ربه، ويعلم
جيدا معنى أن يتحرر الإنسان من كل طاغوت ومن كل مال ، ومن كل جاه ، ومن كل شهوة ، ومن
كل عبودية إلا عبودية الله سبحانه وتعالى ، ويعلم جيدا معنى أن يخرج المارد من
قمقمه ، ويستيقظ العملاق النائم ، ويعلم جيدا أن المستقبل للإسلام . { الذين
أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } (البقرة : 146) .
هذا ما يحصيه
العالم ولهذا فالنظام الوحشي أحب إليهم واقرب وأفضل وأحسن وأصدق لديهم .. فهو
صديقهم وحبيبهم يدافعون عنه ولو أبيد الشعب السوري بأكمله ، فملة الكفر والطغيان
واحدة ..
وكما عرف
الثوار مصدر قوتهم الحقيقية ولله الحمد ، على المجلس
الوطني ومؤيدي الثورة في الخارج الالتفاف حول هذا المصدر الحقيقي للقوة ، فلا يوجد
هناك حل سلمي على حساب الشعب السوري ، ولا يوجد هناك مؤتمر دايتون أو الاراجوز
كارزاي يأتي من الفنادق والرحلات المكوكية ليدفن أهل الخنادق في خنادقهم ، ويكون
طاغية جديد باسم الديمقراطية على طاولة الشطرنج ، يحركه العالم وفق مصالحهم وأهوائهم
وحربهم ضد الإسلام والمسلمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق