إن
الثورة السورية أضخم بكثير مما يتصوره كثير من الناس ، والجهد
المطلوب لها أضخم بكثير مما يتصوره كثير من الناس .
إن
ما يجري في سوريا الحبيبة ليس مجرد القضاء على حاكم فاسد طاغية ،
أو مجرد إصلاح جوانب معينة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .. وإنما إعادة بناء الإنسان الصالح ، وليس المواطن
الصالح .. ليولد الإنسان الصالح الذي
يدافع عن الإنسان أيا كان مكانه سواء في سوريا أو في الغرب أو في الشرق ، يدافع
عنه ليصل إليه حقه ، وحريته وكرامته مهما كان دينه . وليس ليولد المواطن الذي يعبد
طاغيته وأمواله ، فيرى ويسمع المذابح تلو المذابح ، والتدمير تلو التدمير ، ولا
يحرك ساكنا سوى متابعة المشاهدة إلى أين ستنتهي الحرب ؟
وهذا الأمر من إعادة بناء الإنسان
الصالح يحتاج إلى جهد ، ويحتاج إلى صبر ، ويحتاج إلى نفس طويل ، رغم وجود المعوقين
والمثبطين والمتآمرين والمنافقين .
ويحتاج
الى وقفة صارمة ضد كل ما يحاك ضد الثورة .. لان
الثورة ليست ثورة السوريين فقط بل ثورة الأمة بأكملها .. ثورة الوجود والبناء
والحضارة.. ثورة الحرية والكرامة والشهادة .
إن الغرب
الصليبي الصهيوني لا يريد أن يكف عن العدوان والذبح والتدمير برأس حربته النظام
الوحشي ، ولا يريد في نفس الوقت أن يمكن الثوار
من الرد .. وكما حدث في البوسنة من تأمر ووقف العالم كله لمنع وصول أي نوع من
المدد ليتمكن المسلمين من رد عدوان الصرب ، يحدث هذا وأكثر في منع وصول أي نوع من
المدد ليتمكن الثوار من رد عدوان النظام الوحشي ، وعندما استغنى الثوار عن المدد
الخارجي بالمدد الداخلي والغنائم والانشقاقات ، وأصبحوا يردون ويدافعون عن أنفسهم ،
ويحققون النصر تلو النصر ، بدأت نغمة الإرهاب والقاعدة ، والإسلاميين ، والقضاء
على الجيش الحر ، وان الحل السلمي هو الحل .
وما
عرف العالم أن الثوار هم الجيش الحر وأن الجيش الحر هم الثوار لا انفصال بينهما بل
كيان واحد وصف واحد كالبنيان المرصوص ...
وعلى
الثوار ـ وأخص بالذكر الذين هم في الداخل ـ أن يعوا تماما الدروس والعبر
مما حدث في أفغانستان ، والقضاء على الجهاد الأفغاني ، ومما حدث في البوسنة
والهرسك والقضاء على راية الإسلام .. ومما حدث في فلسطين والقضاء على إسلامية
فلسطين ثم القضاء على عروبة فلسطين ثم القضاء على اسم فلسطين ثم القضاء على وجود
فلسطين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق