ابدأ بما نهيت به مقالي السابق عندما قلت أن قدر
المجتمعين السوري والفلسطيني أن يرزح تحت نير احتلال واحد بوجهين ، وأن يبقى يقاوم
بكل ما أوتي من قوة ، لأنه اختار شعار...الموت ولا المذلة....
فيا أهلنا في غزه هنيئا لكم الشهيد القائد احمد الجعبري
ورفاقه ، وهنيئا لنا شهدائنا ، أنتم في ثغوركم ضد اليهود الأنجاس ونحن هنا في ثغورنا
ضد الصفيو أسدية الانجاس فحربنا واحدة..
والنصر بإذن الله قريب قريب قريب.
فمن بين خضم التصريحات الكثيرة أقتبس تصريح زعيم المعارضة
الصهيوني، شاؤول موفاز أمس أن | إسرائيل خرجت من الحرب وهي رافعة الراية البيضاء، تجر
ذيول الخزي والعار، وغزة هي المنتصرة والرابح اﻷكبر!."
وأنا أقول بأن العصابة الصفيو أسدية سوف تخرج من سورية
تجر ذيول الخزي والعار ، وسورية المستقبل هي المنتصر والرابح الأكبر!."
لكن من المفيد هنا أن ندرس السيناريو الذي جعل المقاومة
تنتصر على أعتى قوة في الشرق الأوسط بعدة وعتاد بسيطين ، إنها الاستراتيجية
البسيطة والواضحة مع رسوخ الرؤية وتحديد الأهداف الاستراتيجية والمرحلية والسير
قدما نحو تحقيق هذه الاهداف دون حرف مسار ، كلنا أدرك أن سبب تراجع الكيان
الصهيوني خطوة نحو الوراء كان سببه اطلاق حماس صواريخها على تل ابيب و القدس
والمدن المحيطة بغزة ، ووصول الرسالة إلى الساسة الاسرائيليين وقبلها الى الشعب
الصهيوني أن لا أمان لكم اليوم مع استمرار الاعتداء ؛ انها العين بالعين والسن
بالسن والبادئ أظلم ، لذلك علينا نحن في الثورة السورية التركيز على استراتيجية
التحرر من نير الاحتلال الصفيو أسدي من خلال محاكاة معركة غزة ، فمنذ بداية الثورة
عملت عصابات الاسد على ضرب الحاضنة الشعبية للثوار بكل ما أوتيت من قوة حتى بلغت
آخر حصيلة لخسائر المدنيين (2.5) مليون مسكن عدا عن البنية التحتية المدمرة
بالكامل في أغلب المدن الثائرة ، أما حاضنته هو وعصابته فتعيش برغد وهناء ، وهذا
دليل على اصالة الثورة وحسن نيتها ونقاء رجالها ، ولكن التجربة أثبتت أن قرار رجل
السياسة يأتي من حاضنته، فماذا لو شعرت الحاضنة الشعبية لعصابات الاسد بنفس الألم
والشعور الذي يذيقه بشار وزمرته للشعب الثائر ، هل كان الثوار سيحققون نصر غزة ،
وهل كانت ستتداعى ايران وروسيا والغرب لحماية الأقليات الداعمة لهذا الطاغية؟ .
وتوقيع هُدنة بنفس شروط حماس مع الثوار، والاعتراف
بالحقوق المشروعة لهذا الشعب.
إن اشد ما يقلق أمريكا والغرب اليوم هو صدق ونقاء وطهارة
القضية السورية لذلك هي تجد صعوبة بالغة في التأثير في الثورة السورية من خلال
عملائها لأن الثورة سرعان ما تلفظهم بعيدا ، ولأن المستجيبين قلة قليلة ليس لهم
وجود حقيقي على الأرض .
ان الممارسات الأمريكية لوأد الثورة السورية واضحة للعيان
فمن يقف ضد حق الشعب الفلسطيني ، لن يكون محرجا أن يقف ضد حق الشعب السوري، لذلك
هي تعمل جاهدة على حرمان الثوار من حقهم في التسلح تارة بتجفيف منابع الدعم وتارة
بفرض كلمتها على حلفائها في المنطقة .
أما إيران - والتي ساهمت في تسليح المقاومة في غزة لمصلحتها،
واليوم تقتل السوريين والفلسطينيين في سوريا لمصلحتها، وقبل ذلك دمرت العراق وقوضت
وحدته لمصلحتها-، فهي سائرة في مخططها إلى النهاية ولن يعوقها سوى وعي الشعب
السوري .
إن مباركة أمريكا لإعلان الهدنة بين غزة و الصهاينة لهو مؤشر
على قرب اقتناعها على قدرة المقاومة التي سجلت تقدما ملحوظا في الكثير من المعارك
على حسم النتيجة لصالحها ، شاءت أمريكا أم لا .
وإن فشل الكيان الصهيوني في انقاذ حليفه في دمشق هو
اعلان هزيمة ليس لإسرائيل فحسب؛ وانما لكل الهياكل الاستبدادية التي عمل الغرب على
زرعها في منطقتنا ، بهدف حماية الكيان الصهيوني ، لكن الساعة أزفت للاستجابة
لمتطلبات هذه المرحلة ،والتعامل مع المتغيرات بمعادلة أخرى تضمن بقاء اسرائيل في
المنطقة وتستجيب لحق الشعب في اسقاط بشار ونظامه البائد.
اليوم ستعلن إسرائيل مرغمة فك الحصار عن غزة وإيقاف الحرب،
وسيفرح الغزاويون بنصر الله بعد حصار امتد منذ 2006م، وغدا سيعلن الشعب السوري
سقوط طاغية الشام ، وسيفرح السوريون بنصر الله .
وسينجز السوريون استقلالهم الثاني على مبدأ تبادل
المصالح ، مبتعدين عن اي صفقة هنا أو هناك تجريها هذه القوة الاقليمية أو الدولية تحت
الطاولة فثقتنا بيقظة الثورة كبير جدا وبحسن نية رئيس الائتلاف الوطني وحكمته أيضا
، و بيقيننا أن شعبنا لا يمكن المساومة عليه أبدا.
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق