الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-06

أحمد معاذ الخطيب ومصطفى عبد الجليل تشابه واختلاف – بقلم: مؤمن محمد نديم كويفاتية


كثيرٌ سأل لما تمّ اختيار أحمد معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف الوطني السوري، مظلة المُعارضة المُعترف بها رسمياً، ولماذا لم يكن فُلان أو علّان، وحتى إذا ماكان المختار غيره فالتساؤل مطروح، وبصراحة أقول : كان اختيار الشيخ مُعاذ الخطيب لنفس الأسباب التي أُختير فيها مصطفى عبد الجليل، فهو إسلامي مُستقل وليس مؤطّر، وشعبنا السوري مُحافظ وتغلب عليه سمة التدين، كما هو حال الشعب الليبي، فلاينفع أن يسوسه من هو مؤطّر حزبياً أو أيدلوجياً، ولهذا تمّ الإجماع عليه وقبوله عربياً ودولياً، ناهيك عمّا يتحلّى به من صفات الشجاعة والوطنية، وهو لن يكون في موضع الشك أو الريبة


وهو قد عمل في مجال الدعوة والسياسة، وبما يتعلق بحقوق الإنسان، ومحبوب وله شعبية كبيرة في العاصمة السورية دمشق وهو خطيب لأهم المساجد فيها المسجد الأموي الكبير، وهو من وقف في وجه طغيان آل الأسد، وانتقد أشد القوانين الظالمة والجائرة كقانون 49 لعام 1980 دون خوف أو وجل، ولم يكن يخشى أحد غير خالقه، وهو من ناقش البوطي في كتابه العفن المعنون بالجهاد وبصوت مرتفع، وله علاقات مع كافة الطيف السوري المتنوع، حتى لما اُعتقل ناشطة مسيحية سعت للإفراج عنه، لما ملكه من الاعتدال والوسطية والتسامح والفهم العميق لجوهر الإسلام، وكان أول المجاهرين ضد عصابات آل الأسد، ومن أيد الثورة، ومصطفى عبد الجليل، كان في الجهاز القضائي أيام القذافي، وكان وقّافاً عند الحق، وكان ذا صيت طيب وجرأة في قول مايتوجب بوجه القذافي، وله مواقف مشهود له بها، ومنها مواقفه الواضحة أيام القذافي انتقاده لاستمرار انتهاكات حقوق الإنسان المختلفة في ليبيا. ومحاربة الفساد وملاحقة المسئولين، وكان أول مسئول ليبي يستقيل من منصبه بسبب القمع الوحشي للمتظاهرين واحتجاجا على عدم تنفيذ أحكام القضاء واستمرار الأجهزة الأمنية في اعتقال أكثر من 300 سجين سياسي يقبعون في المعتقلات السياسية بعين زارة وسجن أبو سليم، رغم أن محاكم ليبية قضت ببراءتهم. وانتقد عبد الجليل تغول جهاز الأمن الداخلي على أحكام القضاء، وهذا ماكان يفعله الخطيب

والإختلاف مابين الشيخين معاذ وعبد الجليل ليس في الطباع أو على المستوى الشخصي، وإنما الاختلاف في ظروف كلاهما، فالقذافي كان مُتفق على رحيله، بعد أن عمل شرطياً لحساب الغرب، وممولاً لمشاريع الشر، وبعدما استنفد أسباب بقائه ورعونته في التعاطي، ناهيك عن حماقته وعدم انضباطه ظناً منه العظمة، وامتداد شرره الى الدول المتبنية له، وعدم استجابته لأي تغير، فكانت المصلحة العربية والغربية في ازالته، فلم نسمع للروس حلفائه حثيثاً، بعدما أُخرسوا وأبعدوا، فشُكل المجلس الوطني بعد عشرة أيام من انطلاقة الثورة الليبية المظفرة، وبعدها بأسبوع نودي على عبد الجليل رئيساً له واعتراف عالمي به، بينما عصابات آل الأسد اللقيطة في سورية، تكاثفت الجهود الدولية لبقائها ومعاونتها للقضاء على الثورة خدمة لبني صهيون، ولما فشلوا تحججوا بتفرق المعارضة،، وتم تشكيل المجلس الوطني كإطار قبلناه كمرحلة انتقالية مؤقتة، لكنهم أفشلوه، فكان الائتلاف الوطني ـ فوعدوه ومنّوه ببحر من الأوهام، وعند الواقع لم يفعلوا شيئاً، لتأتي صيحة الخطيب مدوية مما رآه بأم عينه من الكذب والتخاذل والتآمر، وأنهم كاذبون، فأرسل مبادرة إنسانية المعالم، في نفس الوقت الذي يعلم فيه الخطيب أن ثوارنا الأبطال هم يُمسكون بزمام الأمور، ولكن عسى أن يرمي بحجرة فيسمع صداها من يلزم، فتُحقن الدماء، مالم فنحن سائرون الى التحرير، وسنكون مضطريين لدفع مالا نُريده من الأثمان

فما فعله الرمز الوطني الشيخ أحمد معاذ الخطيب يدخل في هذا السياق وما صرح به الخطيب هو في الحقيقة صرخة ألم وبصوت عال لما يجري في سورية، وصرخة احتجاج مُعبرة عن قهر عميق، فمن ذا الذي يُريد أن يُفاوض عصابات آل الأسد، هؤلاء القتلة السفلة، ولكن يبقى رأي الخطيب مالذي رماك على الأمر إلا الأمر منه، ونحن نرى القتلى يومياً بالمئات ولانجد احد بجوارنا، ولاحتى من العرب ولا المسلمين، مع انّ ثورتنا المجيدة، هي من اوقفت الزحف الفارسي، وأبطل الطموح في الوصول إلى المياه الدافئة، ألا يستحق شعبنا خمسين مليار، ومائة مليار مما يُنفق من الدول الغنية في أماكن اللهو، أيعجزون عن مدنا بالمال لشراء السلاح، ولما هذا التخلي المفاجئ المُريب، والخطيب إنسان، وفيه من صفاة النبل مما لايقدر أحد ان يُزاود عليه، ولا تنطلي عليه ألاعيب السياسة، ويرفض أن يكون أُلعوبة لتحقيق أهداف الآخرين على حساب الدماء والأعراض كما يفعل البعض في المعارضة المتعددي الولاءات، وقد رأى لعبة الأمم والدول تدور على سيناريو تهديم سورية وتدميرها بالكامل، بعدما منعت الدول الدعم والمساعدات، وإغلاق الأبواب في وجه الثوار للحصول على مايحتاجونه من السلاح النوعي لإنهاء واجتثاث الأسرة الكريهة الأسدية، بمعنى آخر وكما صرح البعض استمرار القتال الى مالانهاية وبعضهم نظّر لسنين في لعبة المصالح على الدماء والأعراض والبنية التحتية السورية والتاريخ والحضارة لكون اللعبة صارت مكشوفة لما يُريده المجتمع الدولي العاهر من سفك الدماء واستمرار المعارك وتهديم سورية، وربما النتائج لن تكون مغايرة مالم يتم الحسم على الأرض إذا مابقي التخلي، وخيارنا الأول والأخير اجتثاث هذه الأسرة الكريهة ومهما كلفنا من التضحيات، وما فعله الخطيب أن حرّك المياه الراكدة، ووضع شروط لبدء حوار مع من لم تتلوث يداه بدماء الشعب السوري للتفاوض لانتقال السلطة ورحيل النظام، وهو يوجه الرسائل المهمة إلى من يهمه الأمر بأننا لسنا تابعين لأحد، وثورتنا بالأساس لم تعتمد على أحد، وبذاتيتنا مع التوكل على الله نستطيع فعل الكثير، والمتخاذلون عنّا سيتضررون، ومالم تقبل العصابة الأسدية بشروط شعبنا منعا للمزيد من تدفق الدماء، وإن كان من الخطأ على الخطيب مخاطبة المجرم بشار مباشرة، لأن هذا السفاح فقد شرعيته من أي خطاب لكونه فاقد الأهلية والشرعية، فهو مجرم مطلوب للعدالة، والثورة سائرة في طريقيها  ولن تحيد عنه، لتكتب هذه العصابة نهايتها بأسوأ صورة، أو تخرج من الميدان تلحقها الذّلة، ومعاذ يُخطئ ويُصيب، وقد يؤخذ بحوار فتخرج منه هفوة لاتُعبّر إلا عن رأيه الخاص الذي لايُلزم الجميع، والله غالب على أمره، والله ناصرنا بإذنه سبحانه، والله اكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com، كاتب وباحث معارض سوري
، نائب رئيس الهيئة الإستشارية ورئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية الثورة السورية في مصر وعضو أمانة تجمع الربيع العربي، وعضو مؤسس لهيئة الدفاع عن الثورة السورية
هاتف في اليمن  00967715040030   أو 00967777776420
الآن في مصر : 00201017979375    أو  00201124687800

مجلس أمناء الثورة : هو هيئة سياسية رقابية، كان لأعضائها ومن سينضم اليها لاحقاً من له الباع الطويل في العمل على الثورة السورية، في الوقت الذي كان يغط فيه الكثير في السبات العميق، وهي لاترجوا المناصب أو السمعة، بل المراقبة وتصويب الأخطاء والنصح، ومُلاحقة المتاجرين بدماء الشعب السوري وفضحهم، والدفاع عن الأحرار بكل ما أُتيت من قوة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق