وأخيراً تمكن الإئتلاف
السوري الوطني من إتخاذ أعظم قرار منذ تشكليه قبل مائة يوم .. بتعليق مشاركته في
مؤتمر ما يسمى أصدقاء الشعب السوري .. الذي هو في الحقيقة مؤتمر أصدقاء العصابة
الأسدية ..
وبالرغم من إعتراض البعض
وتأييد البعض لهذه الخطوة الجريئة الشجاعة القوية للإئتلاف .. والتي تُعتبر صفعة
صاعقة .. قاصمة .. وضربة مُهينة ومُؤدبة على رقبة وقفا كل هؤلاء الأفاكين ..
الكذابين .. المتبجحين والمطبلين والمزمرين .. والبكائين على مآسي السوريين ..
وبالرغم من زعم البعض أن تصرف الإئتلاف هو عمل سلبي وانهزامي .. ويضعه في مواجهة حرب
مع العالم أجمع..
إلا أني أقول بكل فخر ..
واعتزاز .. وشموخ .. وإباء .. أن هذا هو التصرف الصحيح.. القويم .. الذي كان لابد
للإئتلاف أن يتخذه للأسباب التالية :
1- ليثبت وطنيته الكاملة .. وولاءه التام .. وانحيازه
الشامل لأهداف الثورة..
2- ليؤكد وقوفه الكامل مع تطلعات الشعب السوري .. وإحساسه
بمآسيه.. وتفاعله مع آلامه ومعاناته ..
3- ليبرهن على إخلاصه بالعمل الدؤوب على تلبية متطلبات
الشعب السوري الأساسية .. في التسلح .. للدفاع عن أرواحه وممتلكاته وأعراضه ..
4- ليفضح هؤلاء المهرجين الدوليين الذين إجتمعوا حتى الآن
أربع مرات في مهرجات فلكلورية .. وهاهم يريدون تكرارها للمرة الخامسة في روما .. ليقوموا بتمثيليات
هزلية .. حزينة .. من ندب ونوح وذرف دموع
التماسيح .. وشق الجيوب حزناً ولوعةً على مآسي الشعب السوري .. وليصرخوا ويولولوا
بمقالاتهم المدبجة المحشوة بالهراء واللغو والكلام المنمق الفارغ .. دون أي تطبيع
عملي لهذه المسرحيات الممجوجة ..
5- ليهتك ستر هؤلاء الدجالين المشعوذين الأفاكين الكذابين
.. المختالين .. المتباهين .. بالأعطيات والصدقات ذات الأرقام الفلكية التي يعلنون
تقديمها للشعب السوري أمام كاميرات التلفاز
.. وتحت أضواء المسرح البراقة التي تخلب الأبصار وتسرق هذه الأموال إلى جهات أخرى
غير ما أُعلن عنها ..
6- ليُشهِد الناس .. والحجر .. والشجر .. والسماء .. والأرض
على أن هذا العالم ما هو إلا عبارة عن مستحاثات عضوية .. وسلاحف تدب على الأرض .. تعيش
حياة جليدية مستنقعية آسنة متعفنة .. عديمة الإحساس .. قاسية صلبة كالحجارة أو أشد
قسوة .. وإن من الحجارة ليتفجر منها الأنهار .. أما هم فلا يتفجر منهم ولا نقطة ماء ..
7- وليعلن بالفم الملآن أمام بقية من البشر أو هياكل البشر –
إن كان لا يزال بقية من البشر - إننا قد سئمنا كذبكم .. ومللنا وعودكم الخلبية .. وضجت
السموات والأرض من نفاقكم وتلوناتكم وتذبذباتكم .. وعهركم وفجوركم .. لقد ضربنا
بعهودكم ومواثيقكم الزائفة عرض الحائط .. لن نصدقكم بعد اليوم .. أنتم لستم
أصدقاءنا .. ولم تكونوا في يوم من الأيام أصدقاءنا .. أنتم الكفرة الفجرة .. أنتم
الكذبة الأرذلة ..
8- وليعلن أمام البقية الباقية من الصالحين الطيبين سواء
كانوا مسلمين أو غير مسلمين .. عرباً أو غير عرب براءته من هؤلاء المنافقين
الدجالين .. وإلتجاءه الكامل إلى رب العالمين.. الذي قال عنه الشعب السوري مراراً
وتكراراً .. ما لنا غيرك يا الله ..
والذي يخاف - من بعض الضعفاء المنهزمين .. الحيارى .. الضائعين ..- أن هذا
الموقف هو إعلان حرب ضد العالم أجمع ...
نقول لهؤلاء المساكين .. الخائفين .. وهل كان هذا العالم الأفاك في يوم من
الأيام مع الثورة السورية ؟؟؟ إنه هو الذي أعلن الحرب عليها منذ اليوم الأول ..
ألم يقف منذ اليوم الأول مع القتلة المجرمين عصابة الأسد وشيعتهم ويعلن الحرب على الشعب السوري الأعزل ؟؟؟ وهل
تمادي هذه العصابة في طغيانها وجبروتها وقتلها إلا نتيجة التأييد والدعم من العالم
كله ؟؟؟
لم نسمع منه إلا نواحاً وصراخاً هستيرياً .. وعربدة كلامية ..وجعجة فارغة
لم تأت بدقيق ولا طحين !!!
ألم يرفض التدخل في سورية ؟؟؟ ويرفض حظر الطيران ؟؟؟ ويرفض إنشاء
ممرات آمنة ومناطق عازلة وفك الحصار عن
حمص التي استنجد أهلها كثيرا وكثيرا
وعقدنا مؤتمرا صحفيا خاصا في القاهرة في تموز 2012 أثناء انعقاد مؤتمر المعارضة
لأجل الحديث عن الشدة والكرب الذي يعاني منه أهلها .. وطالبنا العالم بالتحرك
الإنساني .. ولا مجيب ولا مغيث .. ولا مجير .. حتى بيع السلاح للدفاع عن النفس الذي هو حق طبيعي لكل البشر رفضه هذا العالم
المهستر .. المستهتر .. الخائن !!!
فمم الخوف من هذا العالم المتوحش .. أكثر مما فعله؟؟؟
الإثنين 15 ربيع ثان 1434
25 شباط 2013
د/موفق مصطفى السباعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق