الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-03

المناورات السياسيه..والأوراق البديله - المهندس/ هشام نجار

 أعزائي القراء
قبل ان انتقل بكم إلى مثال حي لتدعيم وجهة نظري فيما يخص المناورات السياسيه والتي يحاول المجتمع الدولي تفعيلها هذه الأيام بشكل ملفت للنظر,أريد ان اشير الى ان الثوره السوريه اليوم تقف في عقده تتوزع منها عدة طرق .
هذه الطرق ليست سيئه بالمطلق إذا عرفنا كيف نسلك أقصرها وأيسرها ,وأي طريق سنسلكه يجب ان يكون نظام البدائل جاهزاً في حقيبتنا , نظام البدائل هذا يعتمد على القوه الضاربه للجيش الحر والكتائب المقاتله..هذا أولاً ,اما ثانياً فهو التمسك بعدم تغيير نقطة الوصول او زحزحتها عن مكانها الأصلي وهي ترمز الى إزالة النظام من رأسه حتى أصغر شبيح فيه ملطخه أياديهم بالدماء , وأما ثالثاً فهو التمرس باللعبه السياسيه, وهنا سأسهل الأمر بالمثال الرياضي التالي: إنطلقت ثورتنا من النقطه ( أ )  للوصول إلى النقطه ( ب ) وهي تمثل إزالة النظام بكل رموزه العفنه, وكما تعلمون ان الخط المستقيم الواصل بين (أ-ب) هو أقصر الطرق للوصول الى هدفنا ,ولكن إذا تعذر ذلك لأسباب معينه فعلينا هنا إختيار اي طريق منحني آخر يوصلنا إلى هدفنا على ان يكون هذا الطريق اقرب الى الخط المستقيم قدر المستطاع للتقليل من خسائرنا وتقليص الوقت للوصول الى الغايه وهذا ما اصطلح على تسميته سياسياً التكتيك وفن الممكن مع التركيز دائماً على وجود نظام البدائل القوي وإستخدامه في حال فشل اي نوع من المفاوضات قد تعقد قريباً.


  لنتعرف جميعنا على التجربه الفيتناميه في القرن الماضي, وكيف إستخدم الفيتناميون الشماليون نظام بدائلهم بنجاح عند تعثر المفاوضات مع خصومهم آملاً من كل رموز المعارضه قراءة هذه التجربه لإغناء اي حوار قريب يبدو انه قادم.

 اعزائي القراء
في كل العلوم التي ندرسها وفي كل المشاريع التي ننفذها سواءاً كانت سياسيه او هندسيه او إقتصاديه او عسكريه او طبيه … هناك ما يسمى بنظام البدائل .ففي إختصاصي الهندسي على سبيل المثال عندما اقوم بتصميم بناء ما فعلي ان ازود هذا البناء بنظام المصاعد كبديل عن الدرج مع تصميم مولد كهربائي إحتياطي يعمل آلياً خلال خمسة عشر ثانيه بديلاً عن التيار الكهربائي لتشغيل المصاعد والإناره الإحتياطيه وغيرها من التجهيزات الحساسه الأخرى, وليس ذلك فقط بل علي ان ازود البناء بسلم خلفي إضافي لإستخدامه كبديل إحتياطي في حال حصول حريق لا قدّر الله كمنفذ للنجاة, كما يجب ان اصمم خزان مياه علوي كبديل مؤقت عند إنقطاع المياه عن البناء , خذوا مثالآ آخر في العلوم العسكريه فعندما تضع القياده العسكريه خطه هجوميه معينه فإنها تضع في نفس الوقت خطه بديله في حال تعرض الخطه الاساسيه لعقبات غير محسوبه, وخذوا هذا المثال على المستوى الشخصي فعندما تسافر بسيارتك فأول ماتصنعه هو تأكدك من وجود عَجل( دولاب) إحتياطي سليم لإستبداله بالدولاب التالف عند الضروره وهذا الدولاب يعتبر نظاماً بدائلياً بجداره. اما في السياسه فحاجة الشعوب التي تخوض ثورة تحرريه كالشعب السوري البطل للبدائل تكون اكثر إلحاحاً من الأمثله السابقه, لماذا؟ لان نتائج المباحثات السياسيه تمس شعباً كاملاً وليس سكان بناية واحده.
 إخوتي وأخواتي إخترت لكم في هذه المقاله التجربه الفيتناميه كدرس عملي معاصر . ففي تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٥٣بدأت فرنسا ببناء قاعدة للجيش حول قرية ديان بيان فو بشمال غربي فيتنام، وكان الغرض من هذه القاعدة هو تعطيل حركة الجيش الفيتنامي. وفي  ١٣ آذار / مارس ١٩٥٤ شنَّ الفيتناميون هجومًا على القوات الفرنسية في القاعدة، ودمروا سريعًا مطار القاعدة تاركين الفرنسيين بدون مؤن كافية وإستمر الحصار لمدة ٥٦يومًا. هنا طلبت فرنسا من القياده الفيتناميه اللجوء الى المفاوضات وعقدت هذه المفاوضات في مدينة جنيف ودخلها الفيتناميون وبدائلهم جاهزه واكررها ثانية بدائلهم جاهزه وهي قوة مقاتليهم على الأرض فكلما حاول الفرنسيون تحسين موقفهم التفاوضي كانت الأوامر تصدر فوراً الى القياده العسكريه الفيتناميه بتشديد ضرباتها على المواقع الفرنسيه مما اضعف مطالب المحتلين الفرنسيين وانتهت هذه المفاوضات  بإجبارهم على الاستسلام في ٧ أيار/مايو ١٩٥٤ وانتهى القتال في أوائل اليوم التالي

اعزائي القراء
بعد الهزيمة الفرنسيه دخل الأمريكيون على الخط وتمركزوا في فيتنام الجنوبيه بعد فصلها عن فيتنام الشماليه المحرره وفور رحيل فرنسا من فيتنام بدأت الولايات المتحدة تساعد حكومة سايغون عسكريا .فبدأ المستشارون العسكريون الأميركيون يتوافدون على فيتنام الجنوبية بدءا من فبراير ١٩٥٥من أجل تدريب الجنود الجنوبيون هناك.

وحصل الصدام من جديد بين المحتلين الجدد وجيش التحرير الفيتنامي  الشمالي . الحرب كانت حرب قتل مدنيين بجداره وحرق وتدمير غابات وقرى كامله , لن اسهب كثيراً في وصف هذه الحرب القذره فلقد وصفها مراسلون امريكييون بأنفسهم الا اننا نستطيع إسترجاع جرائمها من خلال الحرب القذره والمدمره التي يشنها المجرم الأسد ضد الشعب السوري بمختلف اعماره ومكوناته.

اعزائي القراء
عندما فشلت امريكا من تحقيق مآربها في الهند الصينيه واوشكت على حافة الأنهيار طلبت بعقد مفاوضات في باريس حول طاولة مستديره. دخل الفيتناميون المفاوضات للمره الثانيه وبدائلهم جاهزة معهم واكررها ثانية  بدائلهم جاهزة معهم. فكلما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود يهم الفيتناميون بمغادرة المكان بكل هدوء فيلحق بهم الأمريكان يرجوهم العودة إلى المفاوضات لان بديل عدم عودتهم كان دروسا ً في ارض المعركه طالما ذاق الأمريكان منها  طعم الموت الزؤام . وانتهت المفاوضات وخرج الأمريكان من فيتنام خروجا ذليلاً تاركين عملاءهم لمصيرهم الأسود . انتهز الشماليون فرصة انشغال واشنطن بووترغيت فشنوا هجوما كاسحا على الجنوب محتلين مدينة فيوك بنه في كانون الثاني١٩٥٧وتابعوا هجومهم الكاسح الذي توج بدخول سايغون يوم ٣٠  نيسان / إبريل من نفس السنة ثم توحدت فيتنام

اعزائي القراء
   نحن الشعب السوري لسنا ضد المفاوضات بحد ذاتها , ولكننا ضد ان نذهب إليها وايادينا فارغه .. وليعلم المجتمع الدولي انه وبالنهايه هدفنا واضح لا لبس فيه هو الوصول الى تحقيق طموح الشعب السوري بتحقيق حريته وحكم نفسه بنفسه حضارياً وديموقراطياً بإزالة النظام بكل أركانه ورموزه..وبوحدتنا وتصميمنا نحن المنتصرون بإذن الله..

مع خالص تحياتي
 المنسق العام لحقوق الإنسان -الولايات المتحده – المهندس/ هشام نجار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق