بمناسبة
انعقاد هذه القمة، وفي هذا الوقت الحرج الذي تمر به الأمة، في كثير من بقاعها، وما
تعانيه من مصاعب ومصائب، في جملة من بلدانها، نرسل هذه الرسالة، ونخص هنا قضية
الشعب السوري، الذي يقارع هذا النظام العصابة، الذي يرتكب أبشع الجرائم، وأفظع
الكوارث، بحق أبناء هذا الشعب، من قتل مريع فظيع للأطفال والنساء والشيوخ، ولا
يفرق بين أحد في قتله الانتقامي، وبراميله المتفجرة، التي يلقيها على رؤوس
الآمنين، فتكون تلك المجازر الجماعية، والمذابح التي توصف بحق، بأنها ضد
الإنسانية.
وفي
الوقت الذي نشاهد فيه، تخاذل العالم، في نصرة هذا الشعب الأبي المنكوب بهذا النظام
الإجرامي، نطالبكم أيها القادة والزعماء، أن تكونوا على قدر المسؤولية، وكبر
المصاب، وعظم الكارثة، وواقعية المصيبة، وأن يرتقي الموقف إلى مستوى الحدث، بكل ما
يحمل من هموم.
( والله
في عون العبد، ما كان العبد في عون أخيه)
إن عشرات
الألوف من الشهداء، ومثلهم من اليتامى، وأضعافهم من الجرحى، ومئات الألوف من
المعتقلين، وملايين المهجرين والنازحين، يضاف إلى المشهد تلك البيوت المهدمة،
والمزارع والمحال التجارية المحروقة، والأفران المقصوفة،
مع نقص
حاد في المواد الغذائية، وعلى رأسها الخبز، وكذلك هناك انعدام لكثير من الأدوية،
والمستلزمات الطبية، أما الوقود ومشتقاته، فحدث عن أزمته ولا حرج، مع برد قارص،
وظروف قاسية، وعلى كل المستويات، إضافة إلى ما يدمع العين، ويحزن القلب، ويفتت
الكبد، على فقدان أغلى ما يمتلكه المرء، ويمارس عليه من عدوان.
هذا كله
يقتضي منكم- أيها الزعماء- أن تقوموا بواجب النصرة، وضرورة الإغاثة، ولازم العون.(
ومن لم يهتم بأمر المسلمين، فليس منهم).
وعليكم أن تتخذوا الإجراءآت اللازمة التي تدفع
عن هذا الشعب العربي المسلم، هذا البلاء الذي هو فيه، ومن هذه الإجراءات ما يأتي:
-
تجميد عضوية النظام الإيراني بالمؤتمر، وكل المؤتمرات،
لأن نظام إيران شريك مع النظام السوري، في الجريمة المنكرة التي تمارس على شعبنا،
بما يقدم له من دعم مادي، وتأييد سياسي، وخبرات لوجستية، وداخل معه فى الخط- بما
حمل- إلى آخره. والنبي- صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- قال: ( لعن الله من آوى
محدثاً).
-
دعوة المعارضة السورية، الممثل الشرعي للشعب السوري،
لحضور مثل هذه اللقاءات، حتى يشرحوا قضية الشعب السوري، فتسمعوا منهم، ويتداولون معكم،
ما يهم الشأن السوري، في شعب المسألة، من كل أطرافها.
-
لا بد من الوقوف مع شعب سورية، وهو يدافع عن نفسه، بكل
الوسائل، من أجل أن يحقق أمله، في العدل والحرية، وإقامة المعدلة بين الناس،
والتحقق بمباديء حقوق الإنسان.
( ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون
عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد)
-
إحداث صندوق عام، لنصرة الشعب السوري، تلتزم فيه كل دولة
من الدول، بمبلغ مالي شهري، يقدم للمؤسسات العاملة، لنصرة الشعب السوري، كالمجلس
الوطني السوري، والائتلاف، والجمعيات المعتمدة، ولا يصح بحال من الأحوال أن يقدم
هذا الدعم، عن طريق النظام السوري العصابة، كما فعلت بعض المؤسسات، لأن الذي يقصف
الأفران، ويدمر المستشفيات، ويلقي براميل المتفجرات، فيقتل الأطفال والنساء
والشيوخ، لا يمكن أن يقدم هذه المساعدات لأبناء الشعب، بل ستذهب هذه المعونات إلى
الشبيحة والمجرمين، من قتلة أبناء الشعب السوري.
-
عليكم أن تعملوا بجد وقوة، من أجل رحيل هذا النظام
ورموزه، وتأمين انتقال للسلطة، وتقدموا المبادرة التي تضمن حصول هذا الأمر،
بالتوافق مع الدول الصادقة، في صداقة الشعب السوري، حتى يتحقق الأمن والأمان،
ويحقن الدم، وتعود المياه إلى مجاريها.
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق