الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-26

يا معاذ بن أبي الفرج ... والله إني لك ناصح أمين ... بقلم: موفق مصطفى السباعي


لقد سُر معظم السوريين الأحرار – وإن لم يكن الكل ولن يكون– بالموقف الشجاع الجريء الذي اتخذه الإئتلاف الوطني بمقاطعة المشاركة في إجتماع ما يسمى .. أصدقاء الشعب السوري الذي سيعقد في روما ... واستبشروا بتلك الخطوة العظيمة كل الخير .. حيث شعروا أن الإئتلاف أحس أخيرا بمعاناة شعبه .. وأحس بكذب ونفاق هذا العالم المتوحش ..البليد ..


فما بالك تتراجع عن هذا الموقف العظيم .. فقط لأن طرطور الكيان الأمريكي كيري ذي العلاقة الوثيقة والشديدة مع المجرم بشار اتصل بك .. وتباكى أمامك .. وادعى أنه مسكين .. بريء .. لا يعرف ما يجري في سورية منذ عامين .. – يا حرام كم هو جاهل مسكين ودود .. وكأنه كان يعيش على المريخ أو المشتري - ويريد منك أن تطلعه على الحقيقة كاملة ليدرسها مع عصابته ورئيسها العبد الزنجي الأسود في البيت الأسود .. ليتخذ بعد ذلك ما يناسب من إجراءات أكثر فائدة وأكثر دعما للشعب السوري ..

أتصدقه يا معاذ وهو الكذوب الأفاك .. والصديق الودود الحميم للمجرم بشار ؟؟؟
يا معاذ .. المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .. وأنت تريد أن تُلدغ خمس مرات ولا تشيع !!!

بعد أن كسبت ثقة شعبك بك .. وكسبت قوة معنوية دولية .. جعلت هؤلاء الطراطير من أمثال كيري وهيغ يتراكضون لإرضائك .. وبعد أن أعلن الدب الأسدي المعلم .. قبوله بالحوار مع الثوار الذين كان يصفهم في يوم من الأيام .. بالمجرمين والقتلة والإرهابين .. ويعلن استحالة اللقاء معهم .. بل  حتى السماح لهم أن يتقدموا بطلب الحوار .. وإذا به الآن يعلن استعداده للإعتراف بهم والحوار معهم ..
بعد كل هذه الإنتصارات العملية .. الميدانية .. والمعنوية الدولية .. تعود لتخنع .. وتخضع لضغوطاتهم .. وتصدق وعودهم العرقوبية .. وتثق بأمانيهم الكاذبة ؟؟؟
كان ينبغي بك – يا معاذ – أن تبقى عزيزا .. كريما .. شامخاً برأسك إلى السماء .. طالباً بصدق ويقين جازم .. النصر والتأييد من رب السماء .. وأن لا تقبل الرجوع عن قرارك إلا .. إذا كتبوا لك كتابا موثقا ومصدقا .. وتشهد عليه  شعوب الأرض قاطبة .. وأمام وسائل الإعلام جمعاء .. أنهم موافقون على دعم شعبك بكل ما يلزم من سلاح وعتاد وإغاثة للمهجرين المنكوبين ..

حينئذ فقط .. تذهب إلى روما – عاصمة الإفرنج .. عاصمة الصليبية .. التي وعدنا رسول الله صلى الله وسلم بأن نفتحها رغماً عن أهلها في قادم الأيام – وأنت العزيز .. الأكرم .. وأنت القوي .. ذو الإباء والشموخ وبيدك كتاب منهم .. يشهده المقربون .. على تحقيق عهودهم .. ووعودهم ..

أما أن تصدق كلامهم المعسول .. وتثق بوعودهم الكلامية الخلبية .. التي تذهب أدراج الرياح بعد إنطلاقها من أفواههم النتنة .. المفعمة برائحة الخمر والسكر والعربدة .. فذلك – والله – هو الخسران المبين..

وقد وعودونا عشرات المرات خلال عامين فقط .. وحنثوا بها ..
ووعدوا شعبنا الفلسطيني مئات المرات طوال خمس وستين سنة ونكثوا بها ...فكيف لنا أن نصدقهم .. وهم أعداؤنا الألداء منذ قديم الزمان ...
أتقول لي هذه سياسة .. هذه مناورة ... نحن محتاجون إليهم وإلى دعمهم وتأييدهم .. نحن مضطرون إليهم .. نتحالف معهم ونأخذ حاجتنا منهم الآن .. ثم ندعهم ونتخلى عنهم ..

أتضحك عليهم .. وهم الخبثاء .. الدهاة .. الماكرون .. المخادعون .. وتاريخهم الحافل بالنصب والإحتيال ..
هذا هو التفكير الساذج .. الأهبل ..
وهذه هي الهزيمة الروحية .. والهزيمة الفكرية .. والهزيمة النفسية .. والهزيمة المعنوية .. والهزيمة الدينية ..
وطالما أنك شيخ ابن شيخ .. وخطيب مفوه .. نحرير لسنوات طويلة في المسجد الأموي ..
ألم تسمع قول الله العزيز الحكيم :
وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ


فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ..

وقد فهم هذه المعاني العظيمة – التي تربى عليها أجدادنا وبها سادوا العالم وفتحوا الدنيا – شعبنا العظيم .. البسيط .. الطيب ..الفطري .. وانطلقت حناجرهم تصدح بأعظم أنشودة عرفتها اللغات جميعاً ..
ما لنا غيرك يا الله ...
وأنت تريد أن تعكسها وتقول :
ما لنا غيركِ يا أمريكا ويا أوربا !!!

16 ربيع ثان 1434
26 شباط 13
د/موفق مصطفى السباعي

هناك تعليق واحد:

  1. لن يأت الخير لسورية لا من الشرق ولا من الغرب، بل من ثوار سورية الأبطال لاغير وبعون الله

    ردحذف