الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-19

المؤامرة المستمرة على الثورة السورية – بقلم: د. عبد الغني حمدو


قد يشمئز الكثير من ذكر هذه الكلمة , أي المؤامرة ولكن يمكننا هنا أن نذكرها بقصد التوضيح أو البحث عن  الطرق والوسائل والتي يمكننا من خلالها الحد من تأثيراتها أو جعلها تنحني أمام واقع نصنعه نحن بأيدينا , بحيث تصبح المؤامرة خاوية لاأثر لها , لنواجه مؤامرات أخرى قد تكون جاهزة أو نحصن أنفسنا للقادم

علينا أن نستعرض الوقائع التالية والتي من خلالها نستطيع تحديد طبيعة المؤامرة واتجاهها وهدفها والطرق الكفيلة لإنهاء تأثيرها وهي في مهدها


1-     إن مايحصل في سوريا هو ثورة شعبية بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى , والثورة بتعريفها تعني تغيير نظام الحكم وإزالته من جذوره والنتيجة الحتمية للثورة هو انتصارها وتحقيق الهدف الذي اندلعت لأجله الثورة , وأن أي مسلك غير هذا المسلك يعني انتحاراً وموتاً محققاً وعبودية قد تستمر بعدها عشرات السنين , فأنصاف الحلول هنا لاتعني إلا الاستسلام وبقاء النظام وإخماد الثورة , وعودة القوة من جديد لنظام الحكم , وستكون كل الجرائم التي ارتكبها نياشين ممنوحة من قبل الأعداء والأصدقاء وممن تبقى على قيد الحياة لنظام الحكم السابق , فالعالم لايعترف إلا بالقوة .

2-     تحديد الهدف في المقام الأول والسير على هذا الطريق , مع عدم الالتفات إلى الوراء إلا في مراجعة الأخطاء التي ارتكبت , وتصحيح المسار , والهدف هنا هو قلب نظام الحكم وإقامة المحكمة الثورية لكل المجرمين , وهنا كل الحراك السياسي يجب أن يصب فقط في مصلحة تحقيق هذا الهدف أولاً , وبعد تحقيق الهدف يمكن الوصول لحلول يتفق عليها الشعب السوري في نظام يحفظ أمنه ويدير مصلحته  فالشعب هو الذي يصنع السلطة , وليس السلطة هي التي تصنع الشعب .


3-     الثورة في سوريا لم تعد ثورة ضد نظام حكم استبدادي قمعي وطائفي , بل كشفت الثورة أن النظام الحاكم إن هو إلا ممثل ووالي لولاية الفقيه الايراني , وأن سوريا هي المحافظة رقم 35 من الدولة الايرانية , وتكون الثورة في سوريا هي ثورة ضد استعمار واحتلال , والشعب المحتل لايتراجع عن ثورته حتى يتم تحرير كامل التراب المحتل , أو يُجبر المحتل على الرحيل .

4-     النظام الحاكم في سوريا نفذ وينفذ مصالح الدول المؤثرة في العالم ومنها إسرائيل, فلن يكون من السهل إقناعه بالتخلي عنه (فالمجرب لايجرب) والعالم ليس مستعداً لاختبار نظام حكم جديد على أنقاض الحكم المنفذ لمصالحه , وهنا يكون سعيه الحثيث إيصال الفريقين لدرجة اليأس من الحلول المطروحة بحيث يجبرهم على الجلوس على طاولة الحوار لكي يبقى على الدعائم السابقة في نظام الحكم القادم مع تغييرات شكلية تنفذ له مصالحه التي كانت تنفذ من قبل النظام السابق , وتصبح الدولة ضعيفة فاشلة ومرتعاً خصباً للقوى والتي تستفيد من عدم الاستقرار في سوريا


5-     لقد انتقدنا مبادرة معاذ الخطيب وهذه نتائجها بدأت تظهر على الساحة السياسية , وأصبحت شماعة للمماطلة عند الدول وجاء تصريح الأخضر الابراهيمي قبل انعقاد الاتحاد الأوروبي بيوم واحد ليعلن فيه أن مبادرة معاذ الخطيب يمكن بناء الحوار عليها , مما جعل رأي الدول المعارضة لتسليح الجيش الحر ورفع حظر السلاح المفروض عليه حجة استند عليها الاتحاد الأوروبي في أن التسليح لايفيد الآن والجنوح إلى الحل السياسي المفترض والوهمي , بالاستناد على مبادرة معاذ الخطيب

6-     نستطيع الاستنتاج مما سبق أعلاه أن المؤامرة هي على الثورة وهي لصالح بقاء عصابة الحكم في سوريا , وقد تحصل أمور محددة وقد تسربت أخبار عن الأمر على أن يتم التخلص من بشار الأسد عن طريق الاغتيال , ليتم بعدها الجلوس على طاولة الحوار وإنقاذ النظام المجرم مع التضحية برأسه فقط , وتبقى مصالح روسيا وإيران وإسرائيل كما هي في سوريا مع الضعف القادم للدولة السورية وفرض الشروط المتوافقة مع أمريكا وروسيا وإيران , فأمريكا ضحت بعشرات الآلاف من شعبها ومئات المليارات وأكثر من مائة وخمسين ألف جريح في العراق وسلمتها لإيران كاملة , وهو ناتج عن التناغم المتبادل بين إسرائيل ودولة الملالي في طهران , مع التنسيق التام والموجه ضد الأمة العربية والإسلامية

7-     وأخيراً على المعارضة السياسية توحيد نفسها في الاجماع على حكومة مؤقتة انتقالية تدير شؤون الثوار على الأرض ممثلة لكيان المجتمع السوري وتتوحد جميع الرؤى والاعتقاد المطلق بأن النصر قادم بإذن الله تعالى على أيدي ثوارنا الأبطال , ولا مجال لأي محور آخر سوى الانتصار وتحقيق الثورة أهدافها مع اجماع الجميع على ذلك المنحى ودفع كل الامكانيات المتوفرة والبحث عن الإمكانيات المخفية لتصب كلها في نفس الهدف , وكل دعوة لاتصب في هذا المجال فهي دعوة باطلة ومردودة على صاحبها , عندها يمكننا الخروج من تحت مظلة التآمر وتحويل القوة لصالحنا فقط .

د.عبد الغني حمدو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق