http://www.almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=557967
فادي شامية- المستقبل - الأربعاء 6 شباط 2013 - العدد 4596 - شؤون
لبنانية - صفحة 6
في
ظل دعاية خطيرة جداً يقوم بها "حزب الله" في أوساطه؛ يخوض مقاتلو الحزب
المذكور (بينهم أجانب) معارك شرسة ضد الثوار السوريين؛ تصاعدت في الأسبوعين
الأخيرين، وفيها يقوم الحزب باستعمال الأراضي اللبنانية لتأمين تغطية صاروخية لزحف
مقاتليه على المناطق التي يسيطر عليها "الجيش الحر"، لا سيما في منطقة
القصير (يستعمل قذائف الهاون الثقيلة وراجمات الصواريخ).
معسكرات لتدريب المقاتلين في لبنان!
في
فتحه لـ "الجبهتين الشمالية والشرقية للبنان"؛ يخوض "حزب
الله" حرباً حقيقية ضد الثوار السوريين؛ ذلك أنه ينظّم توريد وعودة المقاتلين
(خلافاً لمن يذهب من تلقائه حماسةً ونصرةً لـ "الثورة السورية" في
المقلب الآخر)، ويمد مقاتليه في سوريا بالسلاح والمال والذخيرة، وعنده مناطق موكل
من قبل النظام بحمايتها، وثمة جبهات في عهدته في الداخل السوري، ولديه معتقل لأسرى
"الجيش الحر" في بلدة القصر اللبنانية المقابلة للقصير السورية (كان
مزرعة دجاج في الأصل)، ويقيم معسكرات داخل الأراضي اللبنانية لتدريب المقاتلين
الراغبين بالتوجه إلى سوريا (لبنانيون وسوريون وأجانب).
قبل
أسبوع تماماً؛ فرّ ثلاثة من السوريين الذين يدربهم "حزب الله" في معسكر
في جرود الهرمل (منطقة غالبيتها من آل جعفر)، باتجاه جبل أكروم، دون أن تُعرف
الأسباب. لاحق مقاتلو "حزب الله" الفارين دون أن يعثروا عليهم، وقد
اضطروا إلى استعمال القنابل المضيئة، فوق المنطقة القريبة من جبل أكروم، ما أثار
ذعراً في المنطقة، ودفع عدداً من الوجهاء في أكروم للاتصال بمخابرات الجيش في
الشمال لاستيضاح الأسباب.
معارك وجبهات
ويتركز
نشاط الحزب حالياً (مدعوم من الحرس الثوري أيضاً) في جبهة القصير، التي يحاول
التقدم باتجاهها، منذ عدة أشهر، وهو يلعب دوراً كبيراً في إعاقة حركة الثوار هناك،
انطلاقاً من قرى شيعية ومسيحية يسيطر عليها. كما يقاتل الحزب في القرى المحيطة
بمنطقة الحولة في ريف حمص.
وفي
منطقة السيّدة زينب في ريف دمشق يقاتل الحزب بشراسة تحت عنوان: "الدفاع عن
مقام السيدة زينب"، لكن نشاطه يمتد إلى أحياء أخرى في دمشق دعماً لجيش
النظام، كما في حي الحجر الأسود، وأبو رمانة، والمزة.
ويقاتل
الحزب أيضاً في مدينة الزبداني، وفي بصرى الشام، وقرب مطار دمشق، وفي نقاط قريبة
من الغوطة الشرقية (أظهرت أفلام على الإنترنت مؤخراً وثائق متعددة عُثر عليها في
مقر الرصد الجوي في الغوطة، تؤكد تورط الحرس الثوري في القتال إلى جانب النظام). كما
شهدت منطقة القلمون السورية منذ مدة معارك خاضها مقاتلو الحزب ضد الثوار السوريين
انطلاقاً من مدينة دبلة التي يسيطر عليها النظام.
"شهداء الواجب الجهادي"
ونتيجة
للمعارك التي يخوضها مقاتلو الحزب خارج أرضهم، فقد سقطت أعداد غير قليلة من
القتلى؛ عُرف بعضهم في السابق ولم يعرف البعض الآخر، وفي جديد قتلى الحزب–ممن
عُرف- قائد جديد يدعى أبو جعفر (42 سنة)، قُتل فجر الأربعاء 23/1/2013 في بصرى
الشام. لم يعترف الحزب بعد بـ "شهيده"، لكن الثوار السوريين ذكروا في
بيانٍ؛ أن أبا جعفر هو مسؤول الحزب في المدينة، وأن أحد مرافقيه أصيب في الكمين،
وأنه يشرف على مجموعات مقاتلة سورية ولبنانية في نطاق عمله (يضم بعضها قاصرين
ونساء بالتعاون مع المدعو ماجد فياض وزوجته)، وأنه اعتقل العشرات من أهالي المنطقة
وسلّمهم للمخابرات السورية، وأن مقتله كان من خلال رصاصة قناص في ساقه، وأنه قضى
لعدم تمكن رفاقه من إسعافه، في حين كانت خطة الثوار أسره حياً.
في
السياق عينه شيّع "حزب الله" قبل أيام (1/2/2013) ربيع فارس في الضاحية
الجنوبية لبيروت (من بلدة كفركلا الجنوبية)، وقد ذُكر في التشييع أن ربيع استشهد
"دفاعاً عن مقام السيدة زينب في مواجهة العصابات التكفيرية المسلحة".
كما
شيّع الحزب في بلدة عربصاليم حسين محمد نذر "الذي قضى –وفق بيان الحزب- أثناء
تأديته واجبه الجهادي"، (السبت 2/2/2013) ولم يعرف بعد أين قضى الأخير، حيث
تتحدث معلومات عن مقتله في لبنان، فيما تتحدث معلومات أخرى عن مقتله في سوريا. (أقر
الحزب سابقاً بمقتل كل من: علي حسين ناصيف المعروف بأبي العباس في 30/9/2012، وحسين
عبد الغني النمر في7/10/2012، وحيدر محمود زين الدين في 1/11/2012، وباسل حمادة في
10/11/2012، وتؤكد المعلومات سقوط أكثر من هذا العدد بكثير، ممن جرى دفنهم بعيداً
عن التغطية الإعلامية).
يشار
أيضاً إلى أن أربعة قتلى من أبناء جبل محسن – ممن يقاتل إلى جانب النظام- انضموا
قبل أيام إلى سجل القتلى في سوريا؛ هم كما ذكر بيان لـ "الجيش الحر": هيثم عبد اللطيف- محسن ضاهر- حيدر دندشلي- أحمد المحمود
(نشر الثوار صورهم أيضاً).
دعاية خطيرة!
ومن
أجل تعبئة جمهوره دعماً لبشار الأسد؛ ينظم "حزب الله" حملةً دعائية، هي
أخطر على لبنان من مشاركته الفعلية في القتال. الدعاية ترتكز على العصبية الدينية
أولاً، من خلال مذهبة ما يجري وحض الشباب على الذهاب إلى سوريا لـ "الدفاع عن
الشيعة"، و"حماية مقام السيدة زينب"، و"حماية مناطقنا قبل أن
تهاجمها العصابات التكفيرية".
ويبدو
أن الدعاية نفسها أو قريباً منها تجري في مناطق شيعية في العراق، حيث باتت مجموعات
الحزب في سوريا تضم مقاتلين من جنسيات أخرى، أهمها العراق وإيران، حيث يتم توريد
مقاتلين ينتظمون تحت ما يعرف باسم لواء أبي الفضل العباس (شُيّع بعض القتلى منهم
بصورة علنية في العراق مع ذكر مكان "الاستشهاد" في سوريا)، إضافة إلى
كتيبة "الشهيد عماد مغنية".
في
المحصلة؛ يبدو أن جميع حدود لبنان البرية باتت جبهات يتولى الحزب قرار الحرب
والسلم فيها (جنوباً في مواجهة العدو الإسرائيلي، وشمالاً وشرقاً في مواجهة ثوار
سوريا)، والأخطر أن سلوك "حزب الله" هذا يشعل احتقاناً واسعاً في لبنان،
سيما عندما يُعتقل شباب على خلفية دعمهم للثورة السورية (وهو دعم غير مغطى سياسياً)،
في حين يشيّع الحزب المذكور قتلاه الذين سقطوا خارج الحدود، بما يؤكد بشكل قاطع على
وجود المئات -وربما الآلاف- ممن يقاتل في سوريا بقرار من قيادة "حزب
الله"، دون أن تسألهم أية جهة رسمية في لبنان – أو تسأل قيادتهم- ماذا يفعلون
في سوريا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق