1/31/2013م
حقٌ على الإنسان أن يحمد أصحاب النوايا
الطيّبة على نواياهم، وحقٌ عليه أن يثنيَ على أصحاب الفضل، وأن يشكر جهد الخيّرين مهما
قلّ؛ فكيف إذا كان الفضل والجهد بحجم المبادرة الكريمة التي تفضّل بها أمير دولة الكويت،
والدول الخيّرة المستجيبة لدعوته الكريمة؟. فالشكر والعرفان لدولة الكويت ولأميرها
ولشعبها، ولكلّ الأشقاء والأصدقاء الذين حركتهم دواعي المروءة، ليكون لهم هذا العطاء
في سد الثغرة، ومدّ يد العون لشعب أخرجه الانتهاك والقتل والظلم من بيت ومن ديار ومن
وطن..
ولأنّ الحق أحقّ أن يتبع، ولأن المجتمع
الدولي ومؤسساته ذات الصلة لا تزال تراوغ في تقديم أيّ عون لمستحقيه الحقيقيين، من
المتضرّرين والضحايا من الشعب السوري، ولأنّ هذه المؤسسات ما تزال تصرّ على أن مدخلها
إلى سورية، هو عبر وكيلها المغتصب والقاتل الأول نفسه؛ فإنّه لا بدّ من وضع هذه الحقائق
بين يدي المانحين، من دول وهيئات وأفراد، لئلا تصير عطاياهم عن طريق المنظّمة ومؤسساتها
الأممية، سنداً ومدداً للقاتل، ليمعن في القتل، وللمغتصب ليُغرق في الاغتصاب..
لا بدّ أن يتساءل كلّ عاقل ذي بصر
وبصيرة، عن سرّ حضور روسيا وإيران، الدولتين الشريكتين في ذبح السوريين وفي تشريدهم،
مثل هذا المؤتمر للمانحين الخيّرين والمشفقين.
إنّ الدعوة، كما أوضح المسئولون الكويتيون،
إنّما وجّهت أصلا من قبل الأمين العام للأمم المتحدة؛ وإصرار هذه الشخصية الأممية على
دعوة أشياع القتلة والمجرمين، إلى مؤتمر المانحين هو أول الجَوْر وأول الانحياز.
ثم إنّ ما يجمع في مؤتمر المانحين،
إنّما هو محاولة لرتق الفتق الذي يحدثه السلاح الروسي والمال الإيراني، في بنية المجتمع
السوري، فكيف يستقيم في العقل أن يرقع الخارق؟! أو أن يبنيَ الهادم؟! أو أن يُسعف القاتل؟!
هذا في الوقت الذي تُغيّب فيه المعارضة
السورية التي نالت اعترافاً رسمياً من دول العالم أنّها المعبّرة عن آلام الشعب السوري
وآماله..؟!
إنّ الذي استمع جيداً إلى تقرير مفوضة
الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لا بدّ أنه توقف عند قولها: إنّ جهود المنظمات الخيرية
التابعة للأمم المتحدة، إنّما تتمّ في المناطق الواقعة تحت سيطرة ما تسميه (الحكومة)،
والتي تعني عصابات الإجرام، دون أن تنسى -ذرّاً للرماد في العيون- أن تشير إلى بعض
ما قدّم في المناطق التي ينتشر عليها الضحايا الحقيقيون..
لا بدّ أن يلحظ كل مانح كريم، اللغة
المنحازة التي تكتب بها التقارير الأممية، والتي تُبنَى للمجهول، حتى عندما تتحدّث
عن التدمير بالقصف الجوّي، والقتل في أعماق الزنازين..
إنّنا في جماعة الإخوان المسلمين في
سورية..
مع تسجيلنا للشكر والعرفان لكلّ أصحاب
النوايا الطيبة على نواياهم، ولكلّ المانحين لمساعدة الشعب السوري، على ما يبذلون،
نحب أن نؤكّد:
أنّ المساعدات التي يتمّ توزيعها عن
طريق ما يسمى (المنظّمات الإنسانية)، هي مساعدات غالباً ما تضلّ الطريق، وأنّ الأموال
التي توضع بيد هذه المنظّمات ستسخدَم من جديد، لقتل المزيد من السوريين، وانتهاك المزيد
من حرماتهم وأعراضهم..
وإنّه كان الأولى بالأمين العام للأمم
المتحدة، أن يتّخذ القرار الأممي المناسب، لحماية المدنيين السوريين، ومنع مخطّط تهجيرهم
من ديارهم، الذي كان هو وضيوفه الروس والإيرانيون شركاء فيه.
وإنّه لمن المستغرب أن يبخل الشقيق
العربي عن إيصال مساعدته إلى شقيقه مباشرة، بيده الأكرم والأرحم والأبصر، بدل أن يُبعد
بها، ليضعها بيد منظّمات منحازة، قد جرّبنا من أمرها ما جرّبنا، على مدى عامين بل أعوام..
ننادي على الخيّرين من أبناء أمتنا،
أن يتبيّنوا موضع رفدهم وبرّهم، ونؤكّد لهم أنّ حاجة ذوي رحمهم في سورية، لن يسدّها
الصليب الأحمر ولا غيره من داعمي بشار الأسد وشبيحته.
إنّ التعاون على البرّ والتقوى، مرهون
بوضع اليد بأيدي الأمناء الصادقين من أبناء المجتمع السوري. ولن يخطئ الباحث عن الصدق
مدخله، ولن يغيب عنه أهله.. وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان
واتقوا الله..
لندن : 19/ ربيع الأول/ 1434-
31/1/2013
زهير سالم
الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان
المسلمين في سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق