الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-06

حوار مع صديقي المؤيد - بقلم: أيهم نور الدين


صديقي أبو المجد شخص طيوب ودمث الأخلاق ورائع في كل شيء , يعيبه فقط أنه مؤيد بجنون للمدعو بشار الأسد وأمه وأبيه وامرأته وبنيه , وهذا عيب كبير كما ستكتشفون لاحقاً .
منذ نعومة أظافري وأنا أعرف أبا المجد هذا .
لم يكن في تلك الأيام يُدعى أبا المجد , حيث لم تكن أم المجد قد ولدت بعد .
كنا نسميه بكل بساطة : البوق .
كان بوقاً أدمن النفاق حتى صار جزءاً لا يتجزأ منه , و قبل أن يعرف العالم أن هناك أبواقاً تعيش على ضفاف نهري المسيسبي والأمازون ومجرور مصطفى مريم , كان البوق أبو المجد يعيش بين ظهرانينا .


في إحدى حفلات تخريج ضباط جيش " أبو شحاطة " كان الأمن يطوق المنصة , " البوق " يصر على القنزحة في المنصة قرب طلاس وحكمت الشهابي .
 عناصر الأمن طردوه , فصرخ عليهم : من أنتم " لا بد وأن القذافي قد سرق هذه العبارة منه , فقد قالها قبل عشرين عاماً من استخدام الممانع طيب الذكر معمر بو منيار لها " , وعندما الله دعتر المساعد الأول تبع الفرع 291 " أمن القوات " بالرد بأنهم أمن أجابه ولسان حاله يقول " شي بيخري " : وإذا أمن , ما نحن كلنا أمن بهالوطن , وخلعه محاضرة حزبية تثقيفية متخمة بأقوال مكحكحة لحافظ الأسد  وتجعل حتى الذي شرب خمسة أمتار مكعبة من القهوة المرّة لتوه يشعر بالنعاس .
المساعد الأول ما عرف شو يرد وصار بده يخلص , نظر إليه ملياً قبل أن يقول : شايف الأربع كراسي الجدد السود , لا تقرب عليهم وروح قعود مطرح ما بدك .
حياته كلها على هذا المنوال .

عندما مات المقبور ذرف دموعاً تكفي لإيقاع الربع الخالي بالفيضان , وعندما جاء بشار كاد يموت من الفرح .

بقيت صداقتنا حتى بعد أن جاءت الثورة وأصبح نجماً من نجوم قناة الدنيا , فلقد اتفقنا على أبجدية بسيطة وهى أن لا أدعوه للأيمان ولا يدعوني هو بالمقابل إلى الزندقة .

كنا عندما نلتقي نتحدث بكل شيء إلا بالشأن السوري حتى جاء ذلك اليوم الأغبر , قبل مغادرتي لسورية بأسبوع .
زرته في بيته , وعلى قرقعة المتة وعواء الفضائية السورية بدأ الحديث :
شايف جماعتك يا أيهم كيف خربوا البلد .
-  جماعتي ؟؟
- أخي الخلاصة أن الأسد لن يزول , وسيبقى شوكة في أعين أصحابك ممن أدمنوا تجارة الدم السوري , فهذه بلد لا يصلح أن يحكمها إلا الأسود .
- لا تجدبا عليّ هلئ , أنا بلا دف عم أرقص , بعدين افترض حبيبك خلص عمره .
- القائد ماهر الله يحميه قدها وقدود .
- وافترض ربك أخد أمانته لهالماهر كمان , شو ؟
- حافظ الصغير الله يحميه كمان , أسد من ضهر أسد .
- ملاريا , بلهارسيا , كوليرا , ايدز , إيبولا , أي سبب يطرأ فيعجل بمنية حافظ الثاني تبعك , شو رح يصير .
نظر نحوي ملياً ثم قال : أنت بدك تضل عم تسكّرا بوشّي , افترض صار هيك , أنيسة الصغيرة شو ناقصها , أليست لبوة من ظهر أسد .
- شو بيعرفني , أمها هيك عم تقول , بس من كل عقلك عم تحكي ؟؟.
- بتعرفني بمزح بهيك شي ؟! .. بعدين شو المشكلة , ألم تحكم هذه الأمة زنوبيا وسميراميس وشجرة الدر ,  بشو هنن أحسن من بنت سيادة الرئيس دخلك .
- بهيدي معك حق , لك أصلاً شو جاب طز لمرحبا , بس افترض الله أخد أمانتها لأنيسة الصغرى لأي سبب , حبل , جيابة , قيصرية , تركيب قرون لزوج حمش ما بيسكت ع التعريص , يروح كارزها من الوريد للوريد .
- أبناء عمومته , كل منهم يصلح ليقود أمة بأكملها .
- معك حق , من هارون وجر .
كنت ألمّح له ع القتلة التاريخية اللي أكلها من الأزعر هارون الأسد قبل خمسة عشر عاماً أمام قهوة " أبو هشام جبرا " بجبلة , فرد ببساطة :
- بيكون أحسن , حينها أقف في ساحة النوفوتيه لأصرخ بكل فخر : أنا اللي ضربني الرئيس بدياته التنتين وشاطني بقدمه المباركة , بس وّلك ابن نور الدين , ما بتخاف أخلعك تقرير يساويك فته .
- بالطبع لا .
- بتعرفني آدمي مو هيك
- لا .
- لكن شو .
- إذا سلختني تقرير بقول أني علقت معك لأنك ناقشتني بموضوع قلب نظام الحكم بغية الإتيان بهارون الأسد كبديل عن القائد بشار الله يحميلنا ياه .
هارون بينفّد حاله من المرطوسة وبيجوز ما يسمعوه فيها من أصله , بس أنت شو رح يصير فيك يا " أبو المجد " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق