يروى فيما يروى عن الخليفة عمر ابن عبد العزيز أنه قال لأحد ولاته
الذي طلب مالاً ليبني حصناً حول مدينته حصنها بالعدل .
أما في عالمنا الثالث الذي يتمركز وطننا العربي في قلبه وفي خلده ،
والذي يتصف بكل الموبقات التي تجعل منه بعيداً عن اسم حضارة . في عالمنا الثالث
والذي يجب أن يسمى العالم السابع او التاسع او العاشر أو حتى العالم السافل .
في عالمنا السافل بنيت الجيوش وجهزت لتكون أدوات انقلاب وليس
لحمايه الوطن.
وإن سبب النكبه وضياع فلسطين هو وجود هذه الجيوش التي اعدت لتصل
إلى السلطة وتهدم مؤسسات الوطن السياسية والأمنية والإقتصادية.
حتى صار حلم كل ملازم أول أن يصل إلى القصر الجمهوري او الملكي
ليتوج الزعيم الأوحد ، صاحب الصلاحيات الإلاهيه .
ولو عدنا إلى التاريخ لإن فيه عبر وحكم سنجد أن شاه ايران بنى اكبر
سلاح في المنطقه يردفه اخطر جهاز ( السافاك ) للتجسس والبطش وذبح اي معرض او
اعتقاله وتعقبه ولو في اخر العالم ، ولكن وخلال الثورة هذا الدرع الواقي والحصن
المكين خيب أمله وانحاز إلى الشعب .
وما أن جاء الربيع العربي حتى نجد تكرر هذه الحاله فقد خيبت
المنظومه الأمنية والجيش العتيد ابن علي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح وانحازت كل
هذه الجيوش الى شعبها .
في ليبيا نجد أنه لايوجد جيش وإنما مليشيات هددت وحدة الوطن
في النهاية ، وهو اشبه بالمرتزقه لايقوم بواجبه وهدفه المال والمال فقط .
وعندما وصلنا إلى سوريا انقلبت كل الموازين فكل الجيوش السابقة
كانت تضم جميع ابناء الشعب بامتيازات خاصة لهم ولكنهم في النهاية هم ابناء الشعب .
أما سوريا فهذا الجيش العرمر بني على ولاء طائفي بحيث لم يكن يسير
كبقية الجيوش العربية التي تنوعت فيها العناصر الوطنية بدون تمييز .
وعاش في رهبة الأقلية التي عليها أن تحافظ على كل الامتيازات وتسعى
للحفاظ على رأسها ووجودها مع وجوده وإن ذهب ذهبت .
لقد جهزت جيوشنا لكي تكون حصن الحاكم وذراعه الفتاكه بكل من يريد
اسقاطه او الاطاحه بحكمه .
ضاعت فلسطين وطوال ذلك الزمن نسمع الشعارات الرنانه لتحرير فلسطين
حتى خرج علينا احد المعتوهين مؤخراً بأن بشار الاسد كان يفكر جدياً بتحرير
القدس كلام دغدغ اصبع رجلي الصغير لاني ابن الجولان واعرف هذا النظام .
ضاعت فلسطين وماتزال الشعارات تصدح بتحريرها ولكن العبد لا يكر كما
قال عنترة ، فهلا صرنا احراراً لنعيد لفلسطين حريتها ، وهلا استعدنا كرامتنا لنعيد
لفلسطين كرامتها .
ولقد قالوا فاقد الشيئ لايعطيه ، ولكننا اصبحنا الأن ولدينا فائض
منها نوزعه على كل العرب بل العالم .
وسنستعيد فلسطين بإذن الله .
ابو علي الكياري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق