الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-02-02

رأي حول تصريحات الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري - د. عبد الغني حمدو


حتى نبتعد عن الانتقادات الكبيرة من قبل المؤيدين للشيخ الخطيب , وبدراسة الوقائع على الأرض , ومن خلال مسيرة الحياة التي عشنا خلالها يمكننا تحليل هذه التصريحات لعلنا نصل لحقيقة أو حقائق تقينا من الانجراف وراء العواطف الفياضة والتي هي متأصلة في اعماقنا , والمنفصلة عن التحكم فيها من قبل عقولنا .


حتى نستطيع الحكم على هذه التصريحات المثيرة للجدل علينا أن نحلل المواقف المحيطة بهذه الدعوة للحوار ومن بعدها يمكننا الاستنتاج في المجال الذي تصب فيه هذه الدعوة .


أولاً : إن الحوار مع أي نظام ديكتاتوري شمولي طائفي مرتبط بالقوة التي يمتلكها الطرف المضاد , والنظام حتى الآن لايعترف بالقوة المضادة ولا يرى فيها إلا عصابات مسلحة , ويعتقد أنه يمتلك القوة اللازمة للقضاء عليها , وبالتالي فإن أي حوار معه لايمكن أن يصل إلا إلى اصلاحات شكلية  وهمية مصطنعة مرتبطة بالحالة الزمنية , ليعدل عنها في وقت لاحق , والحوار عند النظام يرتبط دائماً بهدف واحد هو تفتيت قوى المعارضة والدخول في متاهات يكون هو المستفيد الوحيد منها .

ثانياً : النظام الديكتاتوري صاحب النفسية السّاديَّة المطلقة يعتقد دائماً بأنه هو المنتصر  لذلك عندما يتعرض لخطر خارجي أو داخلي نجد أن انهياره يكون مفاجئاً , وخصوصاً إن كان المستهدف رأس النظام والذي يملك الخيوط كلها في يده , وفي نفس الوقت أي تنازل من قبله لصالح معارضيه يكون بمثابة سقوط ركن هام من بنائه , وبالتالي لن يهدِم أياً من أركان وجوده والذي يعني فيه ...الموت الحتمي لوجوده .

ثالثاً : إفشال المبادرات الدولية من قبل النظام ذاته  والإصرار على الحل الأمني 

رابعاً : السعي الحثيث من قبل النظام في ايجاد معارضة بديلة يتحاور معها , ويتحكم فيها لشق صفوف المعارضة والداعمين لها والتي ستنعكس سلبياً على قدرة الثوار في الداخل السوري .

خامساً : من أهم الأسس الذي نشأ عليها الائتلاف هو عدم التحاور مع النظام ,أو أركانه ممن تلوثت أياديهم بدماء السوريين , وفي هذه الحالة عند تجاوز هذا البند من الميثاق , من حقنا هنا التساؤل أولاً , لقد قام الكيان على هذا الأساس وعند تجاوز الميثاق يعني بالضرورة سقوط الكيان كله , وهنا الدعوة للحوار من قبله مرفوضة تماماً وبالتالي يكون التصريح هو رأي شخصي فقط لاقيمة له في الميزان السياسي , فالرأي يعبر عن صاحبه ولا يمثل أحداً غيره, ولكن الشيخ يمثل تكتلاً كبيراً فالسؤال المطروح هنا:

هل يحق له تجاوز شركائه والتصريح خلاف الميثاق الأساسي لكيانه ؟ والميثاق هنا بمثابة الدستور وبالتالي هو تجاوز على الدستور فيكون تصريحه باطلاً لاقيمة له , أو ينتمي للتسلط السلطوي الفردي ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق والدساتير , ليقف مكان ضده الديكتاتوري في التفرد بالحكم .والقول أنه يدعو لحوار مشروط مع من لم تتلوث أياديهم بالدم السوري , بإطلاق سراح المساجين , وتجديد وإعطاء جوازات السفر للسوريين في الخارج , والسؤال موجهاً للشيخ مع أي جهة أو طرف يمكنك التفاوض ؟ ومَن هو الطرف القوي الموجود في السلطة ويده نظيفة من الدم السوري حتى تتفاوض معه !! ؟؟

سادساً: يمكننا القول أن هذه التصريحات والدعوة للحوار تصب في خانة الاشاعة المقصودة لاستطلاع الرأي عند القوى المضادة للنظام ومعرفة مدى القبول أو الرفض عندها للحوار مباشرة مع النظام القاتل , فإن وجد أن الدعوة قد لاقت صدى إيجابياً يمكن الانتقال بعدها لخطوة أخرى تصب في نفس الهدف  للفخ المنصوب وإيقاع قوى الثورة فيه وخروج النظام منتصراً في النهاية , وفي نفس الوقت هي دعوة صريحة لتكوين تيار قوي داخل المعارضة تلتقي مع رؤى الكثيرين ممن يسعون لإصلاح جزئي , في مقابل بقاء النظام بكيانه المجرم كاملاً , والعمل على تفتيت شمولية الهدف عند الجميع ...وهو اسقاط النظام كاملاً .

وفي اعتقادي فإن أية دعوة للحوار مع النظام لافائدة مرجوة منها مطلقاً , وخصوصاً بعد أن وصل الاجرام في سورية إلى هذا المستوى والذي لا يمكن أن يغفر لمرتكبيه مطلقاً , وفي نفس الوقت النظام لايمكنه التنازل للطرف المقابل , وشعاره الوحيد الأسد أو نحرق البلد , والدعوة للحوار هي عنصر تبديد وتفريق ولا تصب مطلقاً في التجميع أو الانقاذ لصالح الشعب السوري أو الثوار .

فالثوار يقتربون من النصر , وهنا يجب أن تكون كل الدعوات والتحليلات والآراء موحدة , النصر ثم النصر أولاً ولا بديل بالمطلق عن الحل العسكري , فالمجرم بشار ومن معه هو اختيارهم الوحيد , ومن الواجب المنطقي والحتمي أن نعد ونسعى لمجابة هذا الاختيار بما يناسبه والتصدي له , وعندما نجد كل الأصوات متفقة على أنه لاحل إلا بانتصار الثورة عسكرياً , مع التقدم البطولي للثوار على الأرض , نكون قد شكلنا كياناً موحداً يجذب القوى الداعمة باتجاهه , وتتخلى القوى الداعمة للنظام عنه فيكون سقوطه حتمي وقريباً بإذن الله تعالى
د.عبدالغني حمدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق