لماذا
يدمرون سورية ، ويبيدون شعبها ، و يشردونه ؟ ولماذا يقترفون من الجرائم الفظيعة ، ما
يحير العقول والأفهام ، لشدة فظاعته ؟
هل
لأ نهم غزاة محتلون مثل اليهود ؟ ولكن اليهود يدّعون – وإنْ زورا وبهتانا - أن
فلسطين كلها ملك أجدادهم ، وأنهم يريدون أن يستردوا هذا الملك الكاذب الخادع .. ولذلك
يفعلون بفلسطين مثل ما تفعل عصابات أسد .. فيهجرون أهلها ، ويبيدون شعبها،
ويدمرون بنيانها .. أما هؤلاء فما علمنا أنهم يدعون !
هل
لأ نهم متوحشون ؟ فالوحوش لا تقتل بني جنسها ، ولا تقتل فريستها إلا من أجل أن
تشبع جوعها .. فإذا شبعت ، توقفت عن القتل !
هل
من أجل أن تخلص لهم الدنيا وسورية أبد الدهر .. فالدنيا لا تخلص لأحد أبدا ،
وسورية لا تخلص إلا لشعبها وأهلها ، ثم : أبهذا تخلص لهم؟
هل
لأنهم ليسوا من البشر ؟ فإنهم يقولون ويتكلمون ، ويمكرون ويخدعون ، ويخططون
وينفذون ، ولا ينكرون جرائمهم .. بل يعتبرونها أقل مما يستحق هذا الشعب ، الذي
تسلطوا عليه وحكموه بالقهر والذل والكبت والاسعباد لهم من دون الله ، فأبى تسلطهم
واستبدادهم واستعبادهم وفسادهم .. ففعلوا به ما فعلوا ، وما زالوا يتوعدونه بالمزيد
والمزيد !
هل
لأنهم أمنوا عقاب الدنيا ، ولا يحسبون حسابا للآخرة ، ولا للمنتقم الجبار .. لأنهم
لا يعتبرون بما فعل الله الجبار بعاد ، إرم ذات العماد .. ولا يتعظون بفرعون الذي
جعله الله المنتقم آية للعباد ؟ وهل هذا الشعب ممن ينسى مآسيه ، ويسكت على عمن
ظلموه ، ويجبن عن الدفاع عن حقه وعقيدته وحريته وكرامته ؟ ألا يرون كيف يقتحم شعب
سورية الموت ؟ ألا يرون كيف يتسابق المجاهدون ، ويقتحمون لهيب النيران ، ليوقفوا
إجرامهم عن شعبهم ، ويسكتوا مدافعهم وصواريخهم المدمرة ، ويمنعوا طائرات حقدهم ؟
ألا يرون وجوه الشهداء مشرقة ، والبسمة
ظاهرة ، يقينا بالله ، واستبشارا واطمئنانا بوعد الله ، ورضى وتسليما بقدر الله ، وأملا
بمغفرة الله ورحمته رضوانه .. فكيف يصمدون أمام هذا الشعب ، الذي يتمنى الشهادة في
سبيل الله ، وهم يسخرون من الشهادة والشهداء ؟
كل
الإجابات والتفسيرات لهذه الفظاعات التي ترتكبها العصابات الأسدية ، تبقى قاصرة ..
ويبقى قاصرا عن الأفهام أكثر ، حال من يدعمون ، ويؤيدون ، ويريدون لهذا الحكم
والحاكم أن يستمر !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق