الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-03-23

قصة مسرحية مقتل البوطي ومن التالي؟ - بقلم: مؤمن محمد نديم كويفاتية


وتأتي مسرحية قتل أُجراء آل الأسد ممن تنتهي أدوارهم لبقاء العصابة ، بدءا بغازي كنعان ومحمد سليمان إلى قتل ابن الحسون وخلية الأزمة ، واليوم المقتول هو الأجير محمد سعيد رمضان البوطي صاحب روايتنا اليوم ، في أحدث مسلسلات القتل وإن لم يكن الإخراج ناجحاً ، فكلنا يعلم أن البوطي لايمشي إلا بحراسات كبيرة ، وموكبه كموكب الرؤساء في الحراسة والحيطة ، والمكان الذي يذهب إليه لايدخله إلا من يخضع للتفتيش الدقيق ، وكما سمعنا عن مقتل مايُقارب ال 45 شخص وجرح الستين في هذه الحادثة ، وهذا يقتضي إدخال كميات لابأس بها من المواد المتفجرة ، مما يُحدث تدميراً هائلاً في المسجد لم نشهده ، وكذلك لم تحترق ولا أي سجادة أو يُصاب بأذى أي أساس من المسجد من هول هذا التفجير ، إضافة إلى ذلك وجميعنا يعلم أن البوطي لاينتقل من مكان أو يُلقي مُحاضرة ، إلا ويجري تصويرها ، هذا عدا عن الموبايلات التي تصور اللقاءات فاين هي ؟ ، ليضعنا ذلك كُله أمام أسئلة مهمة حول ماجرى ، وإذا كان البوطي بالفعل قُتل في هذا المكان ؟ وهذه الأشلاء التي جيئ بها الى هذا المكان لمن تكون ؟ 


ليُذكرنا ذلك بمقتل خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي أهم أركان النظام ، وصانعي الإجرام ، إذ حدثونا عن انفجار ضخم حصل في المبنى المتواجدين فيه ، وتبين لنا أنه ليس هناك انفجار، ولا أضرار في المبنى ، إنما أيضاً جُثث أُتي بها ، ووضعت في المكان لم يتم التعرف على أشخاصها ، وكل الدلائل كانت تُشير على أن هؤلاء ممن خطفتهم العصابات الأسدية وقامت على قتلهم ، لتضعهم في هذا المكان لتبرير تمثيليات تصفية تجري بين صفوفها وتابعيها كما جرى مع عماد مغنية في السابق وأمثاله كثير ، لنؤكد كثورة سورية أن المقتول لايهمنا بشيء ، وان ليس لنا المصلحة لأن نُعطيه لقب التفخيم أو الإهتمام ، أو انه ذات فاعلية وتأثير عندنا ، لأن ثورتنا ثورة أخلاقية فلا نُريد من أحد الانغماس بالباطل ، بل نُريد للجميع أن ينجوا قبل أن يسبق عليه سيف العدل بل هم أُجراء النظام ، والبوطي أجدهم ممن انتهت مُدة صلاحيتهم بإعلانه النفير العام لصالح سيده ، لعلّ يكون في مقتله أثراً في النفوس

ومحمد سعيد رمضان البوطي 84 سنة ، كان على حافة الموت ، أفنى سنين حياته في علم لم ينتفع به لآخرته ، بل كان مصدر الفتنة التي لاتُعمّي على أمثاله ليقعد في بيته إذا أصابه الغبش ، ولكنه أبى إلا أن يكون متصدياً للحق وكاذباً وأفاقاً ، لم يظهر عليه هذا العهر في السابق لهذه الدرجة إلا في كتابه الجهاد الذي اوجد له البعض ألف مبرر كي لايُدينوه ، عسى أن يُستفاد من علمه وينصلح حاله فيما بعد ، ولكنه أبى إلا أن يكون من المضلين الضالين ، ليختم حياته بسوء المنقلب ، وبما أسره في قلبه من النفاق ، فأبى إلا أن يموت عليه ، وأي ميتة كانت ، إنها في أجرأ المواضع المُتحدية لله ولرسوله ، وهو يُنافح عن السفلة القتلة أعداء الله والإنسانية من عصابات آل الأسد ، حتى انه دعى إلى النفير العام قبل مهلكه لحساب السفاح المجرم بشار ليأبى الله إلا أن يُهلكه وهو في أشنع صورة ، وبكل الأحوال ذهب البوطي إلى ما أفضى عليه ، ولانترحم عليه أبداً ، وسبق على ظاهره النفاق وهذا مانأخذ به ، ليكون عبرة وليس قدوة ، وإن كان يعزّ علينا ذلك لعلمه ، ولكن علينا أن نعلم أن ابليس كان أعلم أهل الأرض ، وكان علمه سبب الخلود في جهنم ، ليكون التساؤل من بعده من التالي؟

أمثال هؤلاء المنتفعين ممن يدعون العلم هم قلّة ، وأهمهم المجرم السافل أحمد حسون، فبعد إنتهاء دور البوطي فمن سيكون التالي ؟ وكل الدلائل تقول أن المُستهدف مفتيهم أحمد حسون ، مع بعض الاحتمالات من أن يكون حسون كتعمية للوصول لآخرين ، ليكون السؤال لما أحمد حسون ؟ فكان الجواب لأنه بدأ يُلخبط في الفترة الأخيرة أكثر من أن يكون ذا فائدة لهم ، وهم يعرفون أنه صار مصدر نقمة عليهم من الشعب فوق النقمة التي عليهم ، ليكون المرجح الأوفر حظاً في أن يكون التالي في مخططهم لإزاحته من الواجهة ، فألف مبروك لك ياحسون ولأمثالك، ولاتنسوا أن تقول لسيدكم حافظ أنّ بشار سيلحقه إلى جهنم وبئس القرار رغم أنه قاتلكم ، والثورة السورية ستلاحق كل مجرم أفّاك ، والله ناصرها ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com  ، كاتب وباحث معارض سوري 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق