وتأتي مسرحية قتل أُجراء آل الأسد
ممن تنتهي أدوارهم لبقاء العصابة ، بدءا بغازي كنعان ومحمد سليمان إلى قتل ابن الحسون
وخلية الأزمة ، واليوم المقتول هو الأجير محمد سعيد رمضان البوطي صاحب روايتنا اليوم
، في أحدث مسلسلات القتل وإن لم يكن الإخراج ناجحاً ، فكلنا يعلم أن البوطي لايمشي
إلا بحراسات كبيرة ، وموكبه كموكب الرؤساء في الحراسة والحيطة ، والمكان الذي يذهب
إليه لايدخله إلا من يخضع للتفتيش الدقيق ، وكما سمعنا عن مقتل مايُقارب ال 45 شخص
وجرح الستين في هذه الحادثة ، وهذا يقتضي إدخال كميات لابأس بها من المواد المتفجرة
، مما يُحدث تدميراً هائلاً في المسجد لم نشهده ، وكذلك لم تحترق ولا أي سجادة أو يُصاب
بأذى أي أساس من المسجد من هول هذا التفجير ، إضافة إلى ذلك وجميعنا يعلم أن البوطي
لاينتقل من مكان أو يُلقي مُحاضرة ، إلا ويجري تصويرها ، هذا عدا عن الموبايلات التي
تصور اللقاءات فاين هي ؟ ، ليضعنا ذلك كُله أمام أسئلة مهمة حول ماجرى ، وإذا كان البوطي
بالفعل قُتل في هذا المكان ؟ وهذه الأشلاء التي جيئ بها الى هذا المكان لمن تكون ؟
ليُذكرنا ذلك بمقتل خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي أهم أركان النظام ، وصانعي الإجرام
، إذ حدثونا عن انفجار ضخم حصل في المبنى المتواجدين فيه ، وتبين لنا أنه ليس هناك
انفجار، ولا أضرار في المبنى ، إنما أيضاً جُثث أُتي بها ، ووضعت في المكان لم يتم
التعرف على أشخاصها ، وكل الدلائل كانت تُشير على أن هؤلاء ممن خطفتهم العصابات الأسدية
وقامت على قتلهم ، لتضعهم في هذا المكان لتبرير تمثيليات تصفية تجري بين صفوفها وتابعيها
كما جرى مع عماد مغنية في السابق وأمثاله كثير ، لنؤكد كثورة سورية أن المقتول لايهمنا
بشيء ، وان ليس لنا المصلحة لأن نُعطيه لقب التفخيم أو الإهتمام ، أو انه ذات فاعلية
وتأثير عندنا ، لأن ثورتنا ثورة أخلاقية فلا نُريد من أحد الانغماس بالباطل ، بل نُريد
للجميع أن ينجوا قبل أن يسبق عليه سيف العدل بل هم أُجراء النظام ، والبوطي أجدهم ممن
انتهت مُدة صلاحيتهم بإعلانه النفير العام لصالح سيده ، لعلّ يكون في مقتله أثراً في
النفوس
ومحمد سعيد رمضان البوطي 84 سنة ،
كان على حافة الموت ، أفنى سنين حياته في علم لم ينتفع به لآخرته ، بل كان مصدر الفتنة
التي لاتُعمّي على أمثاله ليقعد في بيته إذا أصابه الغبش ، ولكنه أبى إلا أن يكون متصدياً
للحق وكاذباً وأفاقاً ، لم يظهر عليه هذا العهر في السابق لهذه الدرجة إلا في كتابه
الجهاد الذي اوجد له البعض ألف مبرر كي لايُدينوه ، عسى أن يُستفاد من علمه وينصلح
حاله فيما بعد ، ولكنه أبى إلا أن يكون من المضلين الضالين ، ليختم حياته بسوء المنقلب
، وبما أسره في قلبه من النفاق ، فأبى إلا أن يموت عليه ، وأي ميتة كانت ، إنها في
أجرأ المواضع المُتحدية لله ولرسوله ، وهو يُنافح عن السفلة القتلة أعداء الله والإنسانية
من عصابات آل الأسد ، حتى انه دعى إلى النفير العام قبل مهلكه لحساب السفاح المجرم
بشار ليأبى الله إلا أن يُهلكه وهو في أشنع صورة ، وبكل الأحوال ذهب البوطي إلى ما
أفضى عليه ، ولانترحم عليه أبداً ، وسبق على ظاهره النفاق وهذا مانأخذ به ، ليكون عبرة
وليس قدوة ، وإن كان يعزّ علينا ذلك لعلمه ، ولكن علينا أن نعلم أن ابليس كان أعلم
أهل الأرض ، وكان علمه سبب الخلود في جهنم ، ليكون التساؤل من بعده من التالي؟
أمثال هؤلاء المنتفعين ممن يدعون العلم
هم قلّة ، وأهمهم المجرم السافل أحمد حسون، فبعد إنتهاء دور البوطي فمن سيكون التالي
؟ وكل الدلائل تقول أن المُستهدف مفتيهم أحمد حسون ، مع بعض الاحتمالات من أن يكون
حسون كتعمية للوصول لآخرين ، ليكون السؤال لما أحمد حسون ؟ فكان الجواب لأنه بدأ يُلخبط
في الفترة الأخيرة أكثر من أن يكون ذا فائدة لهم ، وهم يعرفون أنه صار مصدر نقمة عليهم
من الشعب فوق النقمة التي عليهم ، ليكون المرجح الأوفر حظاً في أن يكون التالي في مخططهم
لإزاحته من الواجهة ، فألف مبروك لك ياحسون ولأمثالك، ولاتنسوا أن تقول لسيدكم حافظ
أنّ بشار سيلحقه إلى جهنم وبئس القرار رغم أنه قاتلكم ، والثورة السورية ستلاحق كل
مجرم أفّاك ، والله ناصرها ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم
مؤمن محمد نديم كويفاتيه mnq62@hotmail.com ، كاتب وباحث معارض سوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق