مؤخرا ونتيجةً للإلحاح المتزايد بطلب الدعم الامريكي
للثورة السورية؛ بدأت تظهر بوادر هذا الدعم على الأرض .
فقد أتحفتنا صحيفة "لوس
أنجليس تايمز"، الجمعة، بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه)
تجمع معلومات حول الإسلاميين (المتطرفين) في سوريا لإمكانية توجيه ضربات إليهم بطائرات
بدون طيار في مرحلة لاحقة.
لأنه حسب زعم الصحيفة بأن ناشطي القاعدة القدامى في
العراق انتقلوا على الأرجح إلى سوريا، والتحقوا (بالميليشيات التي تقاتل الحكومة في
هذا البلد).
ويتمركز الضباط المكلفون بسوريا في مقر وكالة الاستخبارات
المركزية في لانغلي في ولاية فرجينيا، كما قالت الصحيفة.
و تعمل بشكل وثيق مع أجهزة الاستخبارات الناشطة في سوريا.
هذه الاستعدادات تأتي طبعا مع تزايد انتصارات المقاتلين
الإسلاميين (المتطرفين) في سوريا حسب الصحيفة.
لأن وزارة الخارجية الأمريكية تعتبر جبهة النصرة، منظمة
إرهابية وهي واحدة من أقوى ميليشيات المعارضة السورية.
طبعا هذا الخبر لا يمكن فصله عن اجتماع أجهزة المخابرات
الاردنية مع الاماراتية والامريكية في عمان بتاريخ 25/1/2013م ، والتي كانت أهم
توصياته:
1-
تشديد
الرقابة الأمنية على العناصر المنشقة عن الجيش السوري وعلى الحدود المشتركة مع سورية .
2-
تشديد
الرقابة الأمنية على الحوالات المالية والمؤسسات الاغاثية العاملة في مخيمات اللاجئين
في ( تركيا والاردن).
3-
تعزيز
التنسيق الأمني وانشاء غرفة عمليات مشتركة لمراقبة تحركات الجماعات الارهابية ((جبهة
النصرة)) والجماعات الأخرى المتعاطفة معها داخل سوريا.
أيضا لا يمكن فصله عن ما أفادت به مجلة "دير شبيغل"
الألمانية بأن "مرشدين أمريكيين يقومون بتدريب عناصر المعارضة السورية في الأردن،
".
حيث ذكرت المجلة أن "حوالي 200 عنصر من المعارضة
السورية قد تلقوا حتى الآن تدريبات في معسكرين أحدهما في شرق الأردن والآخر في جنوب
الأردن، بموجب خطة لتدريب زهاء ألف عنصر من المعارضة السورية".
ولفتت الى أن "عملية التدريب تتم بالتنسيق مع أجهزة
الأمن الأردنية وذلك لتجنب وصول عناصر سلفية متطرفة من سوريا تعود فيما بعد إلى الاردن
لإثارة القلاقل فيها .
و هذا الخبر ورد أيضا عن عبد الله عبيدات في مجلة (الامة
اليوم) تحت عنوان (( مستقبل سوريا ما خلف الابواب الموصدة )) بتاريخ 4 - 1 – 2013.
بأن جهاز المخابرات العامة في العاصمة عمان ، يعمل على
إنشاء فرقة متخصصة في مكافحة الإرهاب ، يتم اخضاعها لدورات أمنية مكثفة في مجال ملاحقة
الارهابيين.
حيث تكون أبرز مهام عناصر الفرقة الخاصة محاربة جبهة
النصرة ،وسيتم ارسالها إلى الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة الثوار السوريين لإتمام
بعض المهام الأمنية الخاصة .
وحسب عبيدات بأن "مدير المخابرات العامة الفريق
فيصل الشوبكي يهتم كثيراً بهذه الفرقة ، وأمر بتشـكيلها بعد أن لمـس الحاجة إليها في
ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأردن وزيادة نفوذ جبهة النصرة في الأراضي السورية"
.
كل ما سبق من معلومات تمت ترجمته على الارض في
اليومين الأخيرين بعد ورود معلومات عن دخول أول دفعة من هؤلاء العناصر لسورية بعد الانتهاء
من تدريبها ودسها ضمن الكتائب الاسلامية، وقد
اسفرت مؤخرا عن عمليات اغتيال لبعض قادة الكتائب المخلصين وخصوصا الإسلاميين، وذلك
أثناء اندلاع المعارك.
وحسب ما
افادت المعلومات الواردة من جبهات القتال بأن سرية من جبهة النصرة كانت تقاتل بالخط
الأمامي كعادتها فتفاجأت هذه السرية بنيران صديقة من خلفها واستشهد معظم أفراد السرية
إلا اثنان كانت اصاباتهم حرجة ، وشاء الله أن يعيش هذا الشخص ليروي بعض أسماء الفاعلين
وتم القبض عليهم من قبل جنود الجيش الحر، وعند استجوابهم تبين أنهم يعملون لصالح المخابرات
الأردنية، وأنهم كانوا مجتمعين مع ضباط أردنيين وأمريكيين ، وقد أعطوهم مبالغ لقاء
اغتيالهم للعناصر الإسلامية الموجودة بالجيش الحر ؛ وتم اعدامهم بعد ذلك.
هذه الحادثة تمت في قرى درعا الشرقية والشخص المصاب
الذي كتب له الله النجاة هو من بصر الحرير ويعالج حاليا.
أخيرا قررت أمريكا دعم الثورة لكن على طريقتها، وضمن
استراتيجية خاصة بها بنتها على محاور ثلاث :
-
المحور
الأول : يرتكز على تجنيد عناصر من الجيش النظامي المنشق من ذوي الخلفيات العلمانية
، حيث يتم تدريبهم في الدول المجاورة ، ومن ثم يعمل على زرعهم داخل كتائب الجيش
الحر ليصار الى اعتمادهم كنواة للجيش السوري الجديد بعد سقوط الطاغية، و استخدام
ضعاف النفوس منهم في توجيه الضربات لقادة الكتائب الاسلامية كما حدث مؤخرا.
-
المحور
الثاني: يرتكز على بناء كتائب مناهضة للجيش الحر في المناطق الشرقية المتحررة
حديثا من براثن عصابات الاسد ، تحت مسمى الصحوات ، ومن ثم يتم التخلص منها في
مرحلة متقدمة من العملية السياسية كما هو الحال الآن في العراق، وقد صدرت عدت
بيانات عن هذه الكتائب في ريف دير الزور والرقة .
-
المحور
الثالث : والذي لم يفعل بعد لكن يتم الاعداد له هو بناء بنك معلومات عن قادة
الكتائب الاسلامية وتحركاتها ليصار الى استهدافها من خلال منظومة الطائرات بدون
طيار التي أثبتت نجاعتها في كل من باكستان وافغانستان واليمن ويتم تطبيقها حاليا
في مالي وسيصار الى تطبيقها في سورية في مرحلة لاحقة .
طبعا أمريكا والغرب وقبلها اسرائيل تدرك اليوم أن كفة
الثوار بدأت تميل لصالحهم في الداخل ، وأنه ما لم يتحرك العالم فسوف تنتصر
المعارضة ، ولن يكون لدولة من فضل عليها أو وصاية ، لذلك لاحظنا في اليومين
الأخيرين كيف تعالت اصوات فرنسا وبريطانيا بضرورة تسليح المعارضة (المعتدلة) ، وتصريح
جون كيري بأن أمريكا لن تقف ضد رغبات الدول التي تريد تسليح المعارضة .
أيضا هم
يعلمون أن هذا الكم الهائل من العنف ما هو إلا مخاض بركاني في الشرق الأوسط ، لن تستطيع
دول العالم مجتمعة احتواء اثاره بعد الآن .
{وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ
أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ
الْمَاكِرِينَ }الأنفال30
الدكتور حسان الحموي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق