أعزائي القراء
عندما إختار ولدي لؤي دراسة السياسه
والإقتصاد في جامعة ستاتن آيلاند في نيويورك ,كان موقفي حيادياً من إختياره, فلم اقف
ضد رغبته ولا معها..ولكن إختياره لهذا الإختصاص شجعني للإطلاع على بعض خفايا السياسه
ونظرياتها من خلاله مراجعه وكتبه ومشاريعه . مما دعاني ان آخذ إجازه من إختصاصي واسهر معه ليلاً على نفس الطاوله هو يدرس علم السياسه
كطريق لمستقبله وأنا كنت اطالعها معه على نفس الطاوله كهوايه , يومها شعرت لأول مره
اني عدت طالباً جامعياً من جديد فراودني شعور بالشباب , وإستاذي هذه المره كان ولدي
لؤي.
في تلك الفتره أيها الأعزاء لم يكن
الربيع العربي قد ازهر بعد ..إلا ان نقاشات حاميه كانت تجري أحياناً بين الطالب الذي
هو أنا وإستاذه الذي هو لؤي , تارة كنا نتفق وتارة أخرى كنا نختلف ..فلؤي كان له موقف واضح ومتشدد لا لبس فيه
من النظام الإيراني وتابعيه نظام الأسد وحزب الله غير مبني على المذهب إطلاقاً ولكنه
كان مبنياً على السياسه ونظرياتها وأشهد انه تفوق علي في مواقف عديده .. علماً ان تلك
الأنظمه كان لها في تلك الفتره تسويقاً وطنياَ مع تأييد شعبي عربي لا بأس به شكل إختراقاً
خطيراً ومسموماً في جسم الأمه العربيه بدأت تتعافى منه بعد ان إكتشفت الترياق بنفسها
أعزائي القراء
تخرج ولدي لؤي واكمل الماستر في السياسه
وبدأ يكتب في بعض الصحف الأمريكيه المعتدله سلسله من عدة مقالات عن نظرية الشيطنه الإسرائيليه
لأعدائها مع أمثله علميه وواقعيه تبين للقارئ بما لايجعل مجالاً للشك كيف ان إسرائيل
جعلت من النظام الإيراني والسوري وتابعهما حزب الله اخطر الأعداء لها عن عمد وفق نظريه
تعتمد على انه كلما غالت إسرائيل في عدائها لتلك الأنظمه وزادت من وتيرة تهديدها لها
وبالتالي شيطنتها كلما كان الإلتفاف الشعبي حولها اقوى وبالتالي كانت فترة المحافظه
على هذه الأنظمه اطول..وهذا هو هدف إسرائيل الأول.
هذه النظريه سياسياً صحيحه وعلى كل
الشعوب العربيه والإسلاميه ان تفهمها. فلقد إستفادت منها إسرائيل إستقراراً لعقود طويله
لم تعد خافية علينا .... ولما وصل قطار الربيع العربي الى سوريا وتحول إلى ثورة عارمه
. حاولت إسرائيل الإلتفاف عليها والتمسك بأنظمة الصمود بمضاعفة شيطنتها . كما حاول
عميلها بشار الأسد إعادة إسطوانة خطاب الصمود والتحدي والتصدي بالإستعانه بخبراء الشيطنه
الإسرائيليين والإيرانيين كطوق نجاة له ولنظامه القاتل حتى قيل ان احد اقمار التجسس
الإسرائيليه كان يزود النظام السوري بنقاط
تجمع كتائب الجيش الحر لمهاجمتها بالطيران. وبالرغم من كل ذلك إستطاع المارد السوري الخروج من القمقم وبدأ بفضح
كل مخططات الشيطنه قديمها وحديثها وإسقط بيد الشيطان الإسرائيلي الأكبر وتلاميذه الأبالسه
وظهر الجميع عراة حتى من ورقة التوت , وأعلن الشعب السوري إنتهاء لعبة الشيطنه فإنطلق واثقاً بنصره
في طريق المستقبل وهو واصلٌ نهايته بإذن الله....ومازال لؤي يفضح
إسلوب شيطنة انظمة الصمود والتصدي في بعض الصحف الأمريكيه ومازلت أشعر أنه أستاذي
واني تلميذ في مدرسته وهي اولى مبادئ الديموقراطيه التي علينا ان نتعلمها
مع تحياتي
المهندس هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان -الولايات المتحده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق