الصفحات

تنويه

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الرابطة والمشرفين عليها.

Translate

2013-03-16

الثورة السورية رُؤى وآفاق في السنة الثالثة لانطلاقها – د. عبد الغني حمدو


وتبدأ السنة الثالثة على انطلاق الثورة السورية في كفاح مرير من قبل شعب جبار أصر على انطلاقة كتبها وبدأت بدم اطفال صغار , كتبوا على جدران مدارسهم الشعب يريد اسقاط النظام , وكانت البداية لكفاح مرير ضد طاغية ومجرم وقاتل , لم يشهد التاريخ ولا البشرية حقبة مرت , توازي مافعله المجرم القاتل بشار الأسد وزمرته الطائفية البغيضة المقيتة ضد شعب أعزل .


إن كل ذرة من الضمير الانساني تقف عاجزة عن التعبير عن هول ماحصل وما يحصل في سوريا , لذلك عجز الضمير الانساني عن التعبير عن نفسه أمام المصالح الخاصة لإسرائيل في جعلها من بشار المجرم ملك ملوك إسرائيل , فسيطرة الصهيونية على السياسات الدولية وتعاونها وتلاقي مصالحها مع المشروع الايراني الصفوي (الصهيوفارسي) وفي غياب الضمير, كان الحاكم هو المصلحة لاغير , فبقاء بشار في كفة وتدمير سورية كلها في كفة , كلسان حال الشّبّيحة (الأسد أو نحرق البلد )


فالثورة السورية بدأت ضد نظام اغتصب السلطة ودمر البلد وسيطرت طائفته على الشؤون كلها مع التدمير المتواصل والمستمر منذ خمسين سنة لتحطيم بنية الانسان السوري , من خلال حكم الشعب بالحديد والنار طيلة الفترة الماضية

نحن يهمنا في المقام الأول المكتسبات الإيجابية والتي حصلت عليها الثورة السورية , والمطبّات التي وقعت فيها الثورة المسلحة والمعارضة السياسية , وبالتالي علينا أن نراجع أخطاءنا لنتدارك منزلقاتها ومخاطرها ومن ثم نبحث  ونعمل على الأفضل منها حتى نصل لنصر قريب بإذن الله تعالى
1-                       لم تعد الثورة السورية هي ثورة لإسقاط نظام الحكم كما بدأت ولكن تبين لاحقاً أنها ثورة تحرير شامل من كيان مغتصب  لايمثل الشعب السوري وإنما يمثل السياسة الصهيوفارسية , عندها اقتنع غالبية الشعب السوري أنه لاتراجع عن تحرير سوريا من هؤلاء المحتلين  كما هو حال العراق اليوم بعد الغزو الأمريكي للعراق , وسوريا هي بالفعل المحافظة رقم 35 لإيران , ورقم 34 العراق , ولبنان  33 , فدولة إيران بالأصل لاتضم سوى 32 محافظة

2-                       المعارضة السورية والمتمثلة في معارضة الداخل والخارج والتابعة لتشكيلات وأحزاب وتكتلات سياسية مختلفة , انعدم تأثيرها الإيجابي على الحراك الثوري ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو أن هذه التوجهات المتعددة والمختلفة في المنبع وفي المولاة لم تستطع  الخروج عن الثقافة القديمة هو الحكم أولاً وإقصاء الاخرين , وعودة الزمن إلى الوراء , جعلها تعارض بعضها وتعارض العصابة الحاكمة وفي نفس الوقت غاب تأثيرها من خلال التفكير فقط في أجنداتها , وكورت نفسها على مصالحها ليغيب تأثيرها على المستوى الداخلي والخارجي , وفشل المجلس الوطني وأعقبه الإئتلاف في إدارة شؤون الحراك الثوري على الأرض وانعكس ذلك على تشتت القوى الثورية المسلحة والذي كان نتيجة منطقية لتعدد مصادر الدعم واختلاف أجنداتها

3-                       استطاعت القوى المضادة للثورة اختراق أماكن كثيرة في الداخل والخارج , وظهر تأثيرها واضحاً على المعركة من خلال تنحية بعض المناطق عن المعركة , والسماح لقوى الاجرام والشبيحة في البقاء والتسلق إلى النقاط المهمة من الناحية الإستراتيجية والعسكرية ليغيب تأثير الثورة فيها والإبقاء على الوضع الراهن ,ونجد ذلك واضحاً في تعبير الكثير من المجاهدين عن ذكرهم لمناطق معينة أنها قد بيعت , وكمثال على ذلك لاالحصر , وادي الضيف في إدلب وريف اللاذقية

4-                       قد يجد البعض فيما ذكر أعلاه أنه تهبيط للمعنويات , ويندرج ضمن خيوط الاحباط واليأس , ولكن في الحقيقة نجد من خلال هذا التشتت وهذا الضياع وتحول قوى كثيرة كان لها بصمة بيضاء في البداية على تطور الثورة السورية , إلى أمراء حرب وتهريب وتجار والسيطرة على المساعدات  للحساب الشخصي , كان هناك مجموعات وأفراد جعلوا حياتهم في كفة مقابل إسقاط النظام المجرم في الكفة الأخرى ,معتمدين على الإيمان والعمل والسعي والجهاد المستمر والمتواصل والإستفادة من قوة وعتاد العدو والإعتماد بعد الله تعالى على القوى الذاتية ,فهي التي ستنتصر وهي التي ستحقق نصراً بعد نصر والنصر قريب بمشيئة الله تعالى

5-                       لايمكن توحيد تكتلات وهيئات المعارضة , ولكن يمكن توحيدها على الهدف , والهدف هو أن تغلق جميع أبواب الحل السياسي وتزال نهائياً من قاموس المعارضة والجميع يتحدث ويحاور ويناقش ويصرح في اتجاه واحد لاحل للأزمة في سوريا إلا بالنصر العسكري  وكل دعوة خارجة عن ذلك فهي مضيعة للوقت وتشتيت للقوى وتأخير الدعم العسكري واللوجستي للثوار والمقاتلين على الأرض , فطالما أن الهدف مشروع , ومن يمثل السلطة إن هو إلا مجرم قاتل , وبالتالي لن يكون هناك فئة خارجة عن الاجرام وسفك الدماء , ويجب القصاص منهم من خلال المحكمة الثورية , وهنا يلتقي صوت المجاهدين مع صوت المعارضة , ولن تجد الدول الأخرى مناطاً من الرضوخ لضميرها الذي غاب في غياب القوة عند الثوار ولكن سيعود حتماً في التقدم الحاصل لهذه القوى الصاعدة وا المخلصة والتي تمتلك في عقيدتها التي فطرت عليها النصر أو الشهادة , فبأي الحسنيين يفوز حاملها لاتوجد خسارة فيها

6-                       وأخيراً إن العام الثالث هو عام الحسم والنصر إن شاء الله وتحرير سوريا من الاستعمار المتعدد الهوية , وتحقيق أهداف الثورة والتي انطلقت من أجلها , وأتذكر الآن رؤية في منامي بعد انطلاق الثورة بقليل أنني شاهدت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع مجموعة من المجاهدين على الطريق السريع قريباً من معرة النعمان فسأله أحدهم متى النصر يارسول الله , فقال عليه الصلاة والسلام بعد ثلاث سنوات ولكن سوف أطلب من الله تعالى التقليل من المدة , وهاهي الثورة في عامها الثالث وإن شاء الله سيكون النصر قريباً جداً
د.عبدالغني حمدو





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق